|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نتائج الآلام فَكَمْ عِقَابًا أَشَرَّ .. يُحْسَبُ مُسْتَحِقًّا مَنْ دَاسَ ابْنَ اللهِ، وَحَسِبَ دَمَ الْعَهْدِ الَّذِي قُدِّسَ بِهِ دَنِسًا.. ( عبرانيين 10: 29 ) لقد ظل المسيح على الصليب ست ساعات، من الساعة التاسعة صباحًا حتى الثالثة بعد الظهر حسب توقيتنا الحاضر. ولقد كان في الثلاث ساعات الأولى نور، بينما غطى الكون الظلام في الساعات الثلاث التالية. والفارق كبير بين آلام المسيح في هاتين الفترتين. فالمسيح تألم في الفترة الأولى من يد البشر؛ وبالتالي فإنه تألم كشهيد، لكن ليست هذه الآلام هي التي خلَّصتنا، بل الآلام التي احتملها المسيح من يد الله في ساعات الظلام. وهناك نتيجتان مختلفتان لهذين النوعين من الآلام. الآلام التي احتملها بالظلم من يد البشر نتيجتها دينونة مروعة سوف تنصَّب عن قريب على العالم. فالمسيح كان فيها «يُسلِّم لمَن يقضي بعدل» ( 1بط 2: 23)، و«الرَّب ينظر ويُطالب» ( 2أخ 24: 22). وما أخطر هذا! فالله سيُطالب ليس فقط بدم زكريا النبي قائل هذه العبارة، بل بداية من أول شهيد، كقول الرب له المجد: «لكي يأتي عليكم كل دم زكي سُفك على الأرض، من دم هابيل الصدِّيق إلى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح» ( مت 23: 35 ). وإن كان دم الشهداء لن يمر بدون انتقام، فكم بالأحرى دم المسيح؟! «فكم عقابًا أشرّ تظنون أنه يُحسَب مُستحقًا مَنْ داسَ ابن الله، وحَسِبَ دم العهد الذي قُدِّسَ به دنسًا، وازدرى بروح النعمة؟» ( عب 10: 29). هذا الأمر نراه في مزمور 69 والذي يصوِّر لنا آلام المسيح بالظلم من يد البشر. لهذا يقول «لتَصِر مائدتهم قدَّامهم فخًا، وللآمنين شَرَكًا. لتُظلِم عيونهم عن البصَر، وقلقل مُتونهم دائمًا. صُب عليهم سخطَكَ، وليُدركهم حُمُو غضبك. لتَصِر دارهم خرابًا، وفي خيامهم لا يكن ساكنٌ. لأن الذي ضربته أنت هم طردوه» ( مز 69: 22-28). إن الذي يقضي بالعدل لن يسكت إلى الأبد على ظلم البار، وسيجلب قضاءه الرهيب على هذا العالم، ولو أن كل تائب مؤمن سيُعفى من تحمل هذا الوِزر الثقيل، وذلك نتيجة صلاة المسيح للآب أن يغفر لهم. وأما المتهاونون والمحتقرون فيا ويلهم حقًا!! أما الآلام التي احتملها المسيح من يد الله فلن يعاقب عليها أحد. فمن ذا الذي يُعاقَبْ لأن المسيح أخذ الكأس من يد الآب؟ لكن ليس فقط لا عقوبة، بل إن هذه الآلام تجلب البركة غير المحدودة للإنسان ( مز 22: 22 -31). |
|