|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نيران العدالة ونيران المحبة «لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنَه الوحيد، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» ( يوحنا 3: 16 ) كان خادم الرب الهندي ساندر سينغ في رحلة تبشيرية عبر إحدى غابات الهيمالايا. وبينما كان يرتحل من هناك، مرّ مع مرافقيه بجانب حريق في الغابة كان قد اندلع منذ فترة قصيرة حيث تواجد العشرات من الرجال يكافحون الحريق ولكن دونَ جدوى. ووسطَ هذا المنظرِ المُحزن نظر ساندر الى إحدى الأشجار التي ابتدأت النيران تتسرَّب اليها، إذ بَدا صوتُ عصفورة تزقزق باضطراب شديد من فوقها وهي تحوم حولَ تلك الشجـرة بسرعة كبيرة. نظر ساندر الى هذه العصفورة التي كانت تحوم بسرعة فوقَ عشِ فراخِها وهي تحاول على ما يبدو أن تنبهَ فراخها إلى الخطر المُحدق بهم وتحاول أن تنقذَهم من موت مُحتَّم. لكن عندما باءت التحذيرات بالفشل، أسرعت نازلة إلى العش، وجلست في داخله مُغطية فراخها بجناحيها. وبينما ساندر يراقب ذلك المنظر الرهيب، التهمت النيران العش بمَن فيه. تأثر ساندر جدًا لهذا المشهد المؤلم، واقترب من الرجال الذين كانوا يرافقونه وقال لهم: ”لقد خلق الرب هذه العصفورة الأُم وزرع فيها تلك المحبة الشديدة حتى إنها بذلت حياتها وهي تحاول أن تنقذ حياة فراخها. ”إن هذه هي المحبة التي جعلت الرب ينزل من السماء ليأخذَ جسد بشر مثلنا. هذه هي المحبة التي دفعته أن يذوق آلامَ موت الصليب الرهيب من أجل خلاصنا نحن. نعم عزيزي القارئ: ما أشبهنا بصغار العصافير هذه والتي أحاطت بها النار من كل ناحية. فلقد سقط آدم وبه دخلت الخطية للعالم وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع ( رومية 5: 12 )، ونتيجة خطايانا وفسادنا، كان ينتظرنا عقابًا أبديًا في البحيرة المُتقدة بالنار والكبريت حيث النار التي لا تُطفأ. ولكن إن كانت هذه العصفورة الأُم قد أحبَّت صغارها وعجزت عن إنقاذهم، لكن ربنا وحبيبنا يسوع المسيح أتى إلينا واعترض طريق هلاكنا، ومات هو لينقذنا من الموت، وهناك على صليب العار فرَدَ يديه لنحتمي تحتهما من نيران عدالة الله المُذخَّـرة لدينونة الخطية. نعم يا صديقي، هناك على الصليب أرسل الله الديَّان العادل نار عدالته من السماء فسرَت في عظام المسيح ( مرا 1: 13 ) فذاب قلبه في وسط أمعاءه كما يذوب الشمع ( مزمور 22: 14 ). إني أدعوك عزيزي أن تفتح قلبك للمسيح الذي أحبَّك وبذل نفسه من أجلك، فتنجو من الحريق الأبدي. |
|