|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حيٌ هو الرب حيٌ هو الرب، ومبارك صخرتي، ومُرتفع إله خلاصي ( مز 18: 46 ) إن الذخيرة الروحية العظيمة لكل مؤمن، يجب أن تكون الشعور المستمر بحضور الرب يسوع معه. ولا توجد قوة ترفع المؤمن إلى مستوى عالٍ، مثل اليقين بأن الرب يسوع حاضر معه كل حين فعليًا. وهذا الحضور مستقل عن شعوره الخاص، مستقل عن تقصيراته، مستقل أيضًا عن فكره بخصوص كيفية إعلان الرب لحضوره معه. ومن أقصر العبارات الجميلة التي تحوي معنى كبيرًا جدًا، هي هذه العبارة الصغيرة «حيٌ هو الرب». إنها تنفع لشخص مظلوم، تنفع لشخص في حيرة شديدة يتلمَّس طريقه في الظلام، أو لآخر أُغلقت أمامه جميع الأبواب ولا يجد منفذًا واحدًا. تنفع لشخص يشعر أنه وحيد في هذه الحياة وليس له مُعين. إن الأشخاص الذين نستطيع الاعتماد عليهم في ظروف كثيرة، والذي يُخلصون لنا بشدة حتى أننا نجد معهم سعادتنا واطمئناننا، قد يأتي وقت نتلفت نبحث عنهم فلا نجدهم، إما بالموت أو بُعد المسافة أو تغيُّر المشاعر أو تداعي القوة ماديًا أو معنويًا. إننا لا يمكن بأي حال نضمن ونطمئن إلى وجودهم بجوارنا مدى الحياة. وَهَبنا تأكدنا من وجودهم معنا طوال الحياة، وتأكدنا من إخلاصهم الشديد ومحبتهم الصادقة وتسخيرهم كل إمكانياتهم لخدمتنا، لكن هل تستطيع محبتهم أن تجنّبنا أشواك البرية وتضمن لنا الصحة والعافية، وتحمينا من ظلم العُتاة ومن غوائل الزمن وإجحافه؟ إن الرب الذي هو لنا في كل أحوال الحياة صخرة وملجأ، هو يملؤنا فرحًا وسرورًا وسلامًا مهما كانت زوابع هذه الحياة وتياراتها العنيفة ولُججها الهائلة، هو لنا إذا ظُلمنا، وهو لنا في مرضنا، وهو معنا في حيرتنا. هو يحمل وهو يرفع وينجي ... إنه الحي إلى أبد الآبدين، الذي لا يعتريه تغيير ولا ظل دوران. إنه لن يكف أبدًا عن أن يكون مُشيرًا نصوحًا لك إذا طلبت مشورته بإخلاص، مُعينًا لك إذا هرعت إليه طالبًا النجدة، مؤازرًا ومُشددًا إذا التجأت إليه خائرًا مُعييًا، خِلاً وفيًا وصديقًا مُحبًا يملأ حياتك بهجةً وسرورًا. عندما يموت الجميع من حولنا أدبيًا أو معنويًا، أو بأية صورةٍ كانت، يبقى لنا الرب، وفي الرب الكريم كل الكفاية لنفوسنا. كم أشكرك يا سيدي، فأنت سندي وقوتي، ومعونتي وحكمتي، وكل شيء لي. |
|