|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القداسة العملية وأما أنتم فلم تتعلموا المسيح هكذا ( أف 4: 20 ) إن الحق المُعلن في المسيح يجب أن يملك على القلب، ويكيِّف الحياة العملية، وإذا كنا ننتظر مجيئه فعلاً يجب أن يظهر تأثير هذا الرجاء على عواطفنا ويضبط سلوكنا وأخلاقنا، ولنتذكر أن كل شيء لا يتفق مع مقامنا ومركزنا في المسيح، وكل ما يعطلنا عن الشركة مع الآب ومع الابن، وأيضاً مع القديسين، وكل ما يعطلنا عن قراءة كلمة الله، وكل ما يشغلنا عن الصلاة، وكل ما لا نستطيع أن نعمله بضمير صالح في حضرة مخلصنا المرفوض من العالم ـ كل ذلك لا يليق بنا أن نعمله. إن المسرات والتسليات وحتى أنواع الرياضة الجسدية التي لا نستطيع أن نشكر الله لأجلها، يجب أن نمتنع عنها، يجب ألا نذهب حيث لا يستطيع المسيح أن يرافقنا، يجب ألا نوجد في مكان لا نستطيع أن نتصرف فيه كما يطلب منا المسيح، يجب أن نضع المسيح أمامنا، وفي كل خطوة من خطوات حياتنا، ونقتدي برجل الاتكال على الله الذي قال بالنبوة "جعلت الرب أمامي في كل حين، لأنه عن يميني فلا أتزعزع" ( مز 16: 8 )، وتكون النتيجة أننا نُحفظ من فخاخ عديدة، وتتفق سيرتنا مع مقامنا، وتمتلئ قلوبنا بسلام وفرح يفوقان كل عقل، وفوق ذلك كله يفرح الرب بنا ويشبع قلبه عندما يجد قلبنا عرشاً مُريحاً له. عندما يمتلكنا الروح القدس امتلاكاً فعلياً ينشئ فينا تقوى حقيقية إذا كنا خاضعين للمشيئة الإلهية. إنه يُجمِّلنا ويعطينا القوة لكي نحيا حياة التقوى فيرى فينا الآخرون حياة المسيح وسلوك المسيح، عندئذ نكون مؤثرين في النفوس التي حولنا، بل ويصوغ الرب منا أواني صالحة مقدسة نافعة لخدمته. ليتنا نسلِّم إرادتنا له، ويقول كل منا: لتكن لا إرادتي بل إرادتك ـ "يا رب ماذا تريد أن أفعل". |
|