|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لقد أعاد الرب للمولود أعمي بصيرته لقد أعاد الرب للمولود أعمي بصيرته.. مظهرًا عمله لتظهر أعمال الله فيه، إن الرب إلهنا هو الطبيب الذي يشفي طبيعتنا ويصحح حياتنا لكي يظهر قوته الإلهية ومن الذي يقدر أن بخلق أعين للمولود أعمي إلا الله الكلمة، لقد قال الرب عن نفسه (لتظهر أعمال الله فيه) وهنا نري أن المسيح رب المجد يتكلم عن نفسه، وعن أعماله. لأنهم سمعوا أن الله حينما خلق الإنسان أخذ ترابًا من الأرض لذلك أيضا صنع المسيح طينًا وبالرغم من انه لم يكن محتاجا للمادة عند خلق العينين ولكنه فعل ليعرفنا بذاته أنه هو الخالق منذ البدء لأنه خلق أعين من جديد وكأنه يقول: أن هو الذي أخذت التراب من الأرض وصنعت الإنسان، فلو كان قد قال ذلك لظهر كلامه صعبًا على السامعين أن يصدقوه لذلك أراد أن يريهم ذلك بالعمل، فاخذ التراب وخلطه بالتفل فأظهر بذلك مجده المخفي وأظهر ألوهيته. فلم يكن هينًا أن يعتبروه خالقًا ولكنه بخلقته للعينين أثبت أنه خالق الكل، خلق العينين بذات الطريقة الأولي التي خلق بها الإنسان. ولما كانت العين سراج الجسد، من أجل هذا نحن نطلب من الرب يسوع خالق الكل أن يهبنا الأعين الروحية المستنيرة والبصيرة الحية كما صنع مع المولود أعمي في هذا اليوم لأنه قادر أن يتمجد في الضعف، لذلك كل الأمور التي حولنا مهما كانت صعبة تجارب، أحزان، بلايا، أمراض، فشل، مضايقات، اضطهادات، لنثق إنها ستؤول لمجد الله.. لقد قال السيد (يجب أن أعمل مادام نهارًا). إن عمل المسيح أن يتمم مشيئة الآب السماوي الذي أرسله، لذلك هو يعمل في النهار حيث النور والإيمان والاجتهاد والتوبة. أن الله يعمل في أبناء النور وفي أبناء النهار، أبناء المعمودية الذين يقبلون الكلمة، فلنقبل الكلمة الموضوعة على المذبح الجسد والدم، ولنقبل كلمة الله التي نسمعها من المنجلية لنسلك في النهار وفي النور لأن إلهنا لا يسكن إلا في النور، لأنه هو النور الحقيقي الآتي إلي العالم، كل من يعيش بعيدًا عنه ينطرح في الظلمة الخارجية. إن الشعب الجالس في الظلمة أبصر نورًا، لنبصر النور، ولنعاين النور، ولنعمل أعمال النهار، ولنسير في النور، نور الحياة الجديدة نور الوصية ولا نسلك في ظلمة الخطية القاتلة للنفس، ولا في ليل العدو الشرير. ولنخبر بفضل الذي دعانا من الظلمة إلي نوره العجيب فنكون كمصباح منير في موضع مظلم إلي أن ينفجر نور النهار ويطلع كوكب الصبح في قلوبنا. فها هو المولود أعمي، ونحن جميعا معه نولد عميان ليس لنا مقدرة على رؤية الله بسبب الفساد الذي دخل طبيعتنا منذ سقوط أبينا آدم ولكن لصلاح الله ومحبته، يتقدم المسيح من نفسه دون أن يطلب منه أحد، ليخلق البصر للمولود أعمي، بل ويعلن أنه ينبغي أن يعمل أعمال الرب لكي تظهر في هذا الرجل قائلا (مادامت في العالم فأنا نور العالم) والطريقة التي شفي بها المسيح رب المجد المولود أعمي تشير إلي طريقة إعطائنا البصر الروحي الذي به نستطيع أن نراه (بنورك يا رب نعاين النور) وهنا المسيح يعلن لنا عن ذاته ويصالحنا مع الله، وفي هذه المعجزة يقدم لنا نفسه شافيا لعين الجسد التي لإنسان مولود أعمي لكنه في ذات الوقت يقدم نفسه للعالم والعميان بحسب الروح وللجالسين في الظلمة وظلال الموت لأن معرفة المسيح هي معرفة النور وكل من يتبعه لا يمشي في الظلمة وتلك هي بركات المعمودية وخيراتها في حياتنا لذلك من تدابير كنيستنا المقدسة أن يقرأ هذا الفصل من إنجيل المولود أعمي في يوم اقتبال نفوس كثيرة لنعمة العماد لكي ندرك أسرار ملكوت الله. والنور في اللاهوت الأرثوذكسي مرتبط صميما بالحب والحق والفرح والحياة والنهار والسلوك بلا ميل ولا عثرة، أننا أبناء نور وأبناء نهار وأبناء قيامة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المولود أعمي فقد كشف الرب بصيرته فشهد للحق |
لقد أعاد الرب للمولود أعمي بصيرته |
خلق أعين للمولود أعمي |
تغيير الشكل الذى للمولود أعمى |
منح البصر للمولود أعمى |