|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المجيء الثاني لن يكون كالمجيء الأول منذ أكثر من ألفي سنة ولدت ربي كطفل صغير في مذود حقير متواضع ووديع بين الحيوانات لا أحد مهتم بك سوى أشخاص قلائل أم ترضعك حبها وحنانها وتحفظ كل ذلك في قلبها.. وأب بار يقف إلى جانبها يساعدها ويستعد ليكون لك أبا"مثاليا". وبضع مجوس قادمين من بلاد بعيدة ينشدون الإله المولود.. ورعاة ساهرون على قطعانهم من الذئاب وأورشليم وبيت لحم بالتحديد غارقة في نوم عميق.. الرب يولد وليس من يهتم النور يحل على الأرض والكل عميان منصرفون عن خلاصهم بأمور العالم توقعوه ملك يولد في قصور الأغنياء أراده خيالهم المريض فاتحا"يخلصهم من الرومان.. ويملكهم على ممالك أرضية يجعل الآخرين عبيدا"لهم... وإلا فلا يريدونه... وهذا ما حصل. جاء إلى خاصته وخاصته رفضته جاء إلى خراف إسرائيل الضالة.. فدخل حظيرته خرافا" أخر تطلب رعايته ولم يكن يعرفها... صارت له غنما"وصار راعيها... أما شعبه لم يكتفوا برفضه بل سلموه للموت. موت الصليب.. عميان وقادة عميان... لديهم موسى والأنبياء وأخطاؤوا بالتعرف عليه... على المسيا المنتظر المولود من عذراء ومرت أكثر من ألفي سنة وكل سنة يولد من جديد في قلوب طالبيه.. يجددها.. يطهرها... ينقيها. ويسكب نعمته فيها.. ولا يزال العميان.. عميان.. رغم أن لهم عيون ولكن لا يرون.. ولا يريدوا.. الآن يولد وتولد معه المحبة والرحمة وطول الأناة... يشفق. يسامح... يرحم.. لا يحسب خطيئة... يتمهل على الخاطئ.... يدق باب قلبه ليل نهار... يدعو الخطاة للتوبة... بكل لطف... بلين... بمحبة.. بوداعة.. يدعونا بصوته المملؤء حنوا"ورحمة :تعالوا إلي خطاياكم سأغفرها..... أتعابكم وأحمالكم سأحملها عوضا"عنكم... رحمتي تسبق عدلي أسرعوا... لا تؤجلوا.... الوقت ضيق.. الباب مفتوح.... ولكن بعد حين... لا رحمة.... الباب سيغلق والعدل قادم... مخوف هو الوقوع حينها في أيدي الرب.... لن يكون وديعا"ومتواضعا"...كمجيئه الأول لن يكون رحوما" وصبورا"كمجيئه الأول بل الأرض والسماء ستتزلزلان من وقع أقدامه سيأتي على السحاب. ستراه كل عين... مؤمنة أو خاطئة ومنجله بيديه... سيأتي ديانا"...محاسبا".... ينزع الزؤوان من الحنطة ويرميه في أتون النار ويجمع الحنطة في مخازن أبيه.. حين يأتي العريس.... حملنا المذبوح... باب الرحمة سيغلق... باب التوبة سيسد.. طوبى لمن يأتي العريس ويجده ساهرا"ومستعدا"....مصباحه مملؤءا"زيتا" زيت الإيمان... زيت الأعمال... زيت الجهاد الروحي... زيت التوبة والإنسحاق.. هذا الطفل المولود بوداعة وتواضع وذاك المصلوب والمحتقر والمرذول رجل الاوجاع مختبر الحزن نفسه سيأتي جبار بأس بمجد عظيم ليدين الأحياء والأموات. ......... فكما نهيئ أنفسنا لولادته ومجيئه الأول علينا ألا نغفل مجيئه الثاني الرهيب وكما استعدينا لأستقبال المولود بالزينة والتحضيرات. والثياب الجديدة والحلوى الفاخرة.. فلنستعد لمجيئه الثاني بثياب التوبة واعمال الرحمة والمحبة ولنردد مع الروح والعروس :آمين تعال أيها الرب يسوع |
|