أن الجسد ميت بدون الروح وأن الروح ميتة بدون الله، كل إنسان بدون الله له روح ميت. إنك تنوح على الميت فلتنح بالأحرى على الخاطئ، ولتندب بالأحرى الشرير غير المؤمن، أنه مكتوب "النوح على الميت سبعة ايام و النوح على الاحمق و المنافق جميع ايام حياته" (سي 22: 13). ماذا؟ أليس فيك حنوًا مسيحيًا فتنوح على جسد قد تركته الروح ولا تنوح على الروح التي انفصلت عن الله. إذ يتذكر الشهيد هذا، فليجيب الذي يتوعده "لماذا تجبرني على إنكار المسيح أتريد أن ترغمني على إنكار الحق؟ إن لم أفعل هذا فماذا أنت فاعل؟ أنك تهاجم جسدي حتى تتركه الروح، ولكن روحي هذه نفسها لها الجسد، من أجل الروح فقط. إنها ليست غبية بهذا المقدار وجاهلة. إنك تريد أن تجرح جسدي، ولكن هل تريد بتخويفك إياي بجرح جسدي وانفصال الروح منه أنني أقتل روحي فينفصل الله منها؟ " لا تخف إذًا أيها الشهيد من سيف مضطهدك، بل لتخف فقط من لسانك، لئلا تضطهد نفسك وتهلك روحك لا جسدك، لتخف على روحك لئلا تموت في نار جهنم.
القديس أغسطينوس