|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في تعليم المبتدئين، حياتنا الجديدة 4
من آمن بالرب يسوع وذاق الموهبة السماوية الجديدة، أي أنه صار ابناً لله في الابن الوحيد، وانفتح عقله وقلبه على السماويات عينها، فانفتح قلبه واستنار ذهنه وبدأ يُدرك الأسرار الإلهية الغير مدركة بالسر وإعلان الروح في القلب وأخرج تمجيداً لله الحي لا ينقطع، فبدأ يكتب سيرته في السماويات عينها، فأنه يتخلق طبيعياً بأخلاق سماوية اي أخلاق المسيح الرب بشخصه، فينظر دائماً إلى ما فوق أولاً ويطلبه، ويرغب فيما سيأتي لأنه يشتاق أن يرى الرب يسوع عياناً في ملء مجده الآتي ليحيا معه في عالم الراحة الأبدي في شركة القديسين. لذلك فأن كل من يقترب من الأسرار السماوية وينظرها فقد دعته نعمة الله، لأن نعمة الله وحدها هي التي تكشف مجد الأسرار الإلهية، وليس بقدرات إنسان مهما ما بلغ من حكمة ومقدرة على الفهم والإدراك، لأن النعمة وحدها هي التي تُخلِّص وتُدخل الإنسان للمجد الإلهي الفائق، وبذلك يستطيع الإنسان ان يقترب من هذه الأسرار العظيمة، وبذلك يبدأ يتغير ويتحوَّل إلى شخص جديد على صورة خالقه، ويقتني أنواعاً كثيرة من الفضائل بعطية نعمة الله، ويصير غير مائت بل حي بالمسيح وفي المسيح، وكل يوم يُطرد الفساد منه ويزداد ملك الله على قلبه، وذلك يتوقف على مدى انفتاح قلبه وطاعته لوصية الحبيب، فيدخل بذلك في عهد حريه مجد أولاد الله، ولن يكون آدم الأول هو راسه بل المسيح الرب الذي جدد قلبه... وايضاً لن يُفلِّح أرضاً تنبت له شوكاً وحسكاً (تكوين 3: 18)، لأنه خرج من حالة الموت إلى الحياة، ومسكنه هو في السماويات عينها التي هي بعيدة وغريبة عن كل حزن الموت وبكاء ناموس الخطية المُدمر للنفس، لأنه يملك الحياة الجديدة في داخله، لا لكي يكون عبداً للخطية، بل يخدم البرّ، لذلك لن يكون أبداً في خدمة الشيطان بل يظل دوماً مع المسيح القيامة والحياة. لقد اقام آدم أبونا جميعاً في الفردوس، ولكنه طُرد من هذا الفردوس بسبب أنه أصبح معوق عن الحياة، لأن أصابه موتاً في صميم طبيعته، ضرب بجذوره فيه، ونحن قد حملنا عاره نفسه إذ كلنا طعنا الخطية وصنعناها، وأصبحنا في عمق حياتنا مُصابين بالموت، تحت سلطانه الذي ضرب بجذوره فينا، ولم نستطع أن نميل نحو الله الحي بل دائماً ميلنا نحو ما تسلط علينا وهو الخطية بالموت، وقد اصبحنا تحت العقوبة [ موتاً تموت ] بل اصبحنا نؤكده كل يوم بأفعالنا المقيتة وشرودنا عن الله الحي الذي لم نستطع أن نفهمه أو نطيع وصاياه قط، بل قد أُغلق على الجميع في العصيان ليس من يفعل صلاح حسب قصد الله، ليس بار ولا واحد، بل الكل صار تحت الدينونة بلا استثناء قط، ولكننا بإيماننا بالابن الوحيد وقبلونا الميلاد الجديد الفوقاني صار لنا حياة باسمه وسُجلنا في السماويات ابناء، مولودين لا من زرع يفني بل مما لا يفني، كلمة الله الباقية إلى الأبد، وف السماء صار لنا رجاء حي بقيامة يسوع، ولنا ان نعرف أسرار الله المقدسة وتصير هي شركتنا الجديدة في الحياة الأبدية. فعل الإيمان الذي يتناسب مع السماويات: إننا نحتاج حقاً إلى اهتمام كبير واجتهاد عظيم، لئلا نسقط من عظمة هذا الموعد ونُطرد مثل آدم من الفردوس الجديد، لأن الرسول حذرنا جداً من أن يخيب أحد ويحيد عن هذه النعمة قائلاً: [ ملاحظين لئلا يخيب أحد من نعمة الله لئلا يطلع أصل مرارة ويصنع انزعاجاً فيتنجس به كثيرون ] (عبرانيين 12: 15). لهذا علينا أن نقبل المشاركة في الأسرار الإلهية العظيمة لملكوت الله، الأسرار المعلنة بالروح القدس في قلوبنا بفعل إيمان ثابت وبدون تردد. وعلينا أن نتذكر قانون الإيمان ونحتفظ بكل ما نلنا من خبرات لتُبنى حياتنا على صخر الدهور ربنا يسوع المسيح حجر الزاوية الرئيسي، وعلينا إزاء ذلك ان نسهر على حياتنا باهتمام عظيم ونربي أنفسنا في التقوى بالإنجيل، ونحفظ التعليم الإلهي لكي لا نسقط من النعمة التي نحن فيها مقيمون. لذلك يا إخوتي لابد لنا من أن نعرف ما هو قانون التقوى الذي هو عينه قانون الإيمان الذي نحيا به حياتنا الجديدة، لأن للفردوس الجديد، أو السماء البهية الروحية الجديدة قانون خاص بها، ينبغي أن نعيه ونحفظه لا كمجرد كلمات بل كروح وحياة، ولكي نعيشه كروح وحياة لابد ان نفهمه كسرّ إلهي معلن لنا بالروح القدس في القلب، لذلك علينا أن ندخل في هذا القانون العظيم الذي يؤكد إيماننا ويجعلنا أكثر وعياً لحياتنا الجديدة، وهذا القانون هو قانون الإيمان الذي يُعبِّر عن إيماننا الحي وانتقالنا من الموت للحياة، لذلك من الضروري أن ندرس قانون الإيمان الذي وضع بإلهام الروح في المجامع المقدسة، وذلك بكوننا نتشارك في الأسرار المقدسة، وذلك لكي ينكشف لنا التعليم والمعنى المستتر فيها، وحينما نتعلَّم عظمة الموهبة التي نقترب إليها ونفهم تعليم قانون إيماننا الجديد ونعي التزامنا كخليقة جديدة في المسيح يسوع التي لأجلها نقبل الموهبة الإلهية اي الميلاد الجديد، نستطيع ان نحفظ باعتناء في نفوسنا الإيمان الذي سُلِّمَ إلينا من جيل لجيل بالروح القدس عينه وبنفسه ... لذلك في البداية وقبل كل شيء لابد من ان نشرح قانون الإيمان بتركيز لكي نستوعب ما هو إيماننا الحي وكيف نعترف به ونعيشه بتدقيق ولا نكن بعد جهلاء بل أذكياء بالروح وليس بالعقل وحده، بل بانفتاح القلب والذهن على الأمجاد السماوية المعلنة لنا في الأسرار الإلهية ... |
|