|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يعقوب .. ونتائج الآلام طُوبَى لِمَنْ إِلَهُ يَعْقُوبَ مُعِينُهُ، وَرَجَاؤُهُ عَلَى الرَّبِّ إِلَهِهِ ( مزمور 146: 5 ) أدخل الله يعقوب في مدرسته، وتلقى دروسه في التأديب والتدريب، فكان التأديب حصادًا لِما زرع، وأيضًا لأجل تنقيته ولأجل المنفعة، لكي يشترك في قداسة الرب ( عب 12: 10 ). والنتيجة نجد أن نهاية حياته أفضل من نهاية حياة جميع الآباء، فهو الوحيد الذي قيل عنه إنه سجد عند موته ( عب 11: 21 )، فكان قد وصل إلى قمة حالته الروحية. ولقد تجاوب يعقوب - في شيخوخته - مع معاملات الله الحكيمة؛ أصبح شخصًا آخر يختلف تمامًا عنه في شبابه. إذ أصبح له بصيرة روحية، وتمييز روحي يفوق سائر الآباء. * عرف أن قوته ليست هي مصدر نُصرته، إذ أفرغه الله من قوته عندما خلع حُق فخذه، فعرف الاعتماد على الله. * في تكوين 47 نجد أنه بارك فرعون، وهذا يدُّل أنه كان الأعظم والأكبر مقامًا «وبدون كل مُشاجرة: الأصغر يُبارَك من الأكبر» ( عب 7: 7 ). إننا نراه هنا أعظم من الأعظم في العالم؛ أعظم مِن فرعون مصر. * في تكوين 48 نجد أنه بارك ابني يوسف، إذ وضع يديه عليهما بفِطنة. وقد ظن يوسف أن أباه قد أخطأ في وضع يديه على ابنيه، فهنا نرى أنه أحكم من الأحكم في العالم؛ أحكم من يوسف الذي قال له فرعون: «ليس بصيرٌ وحكيمٌ مثلكَ» ( تك 41: 39 ). * في تكوين 49 نجد أنه بارك أولاده «كل واحدٍ بحسبِ بركتِهِ باركهم» (ع28)، ولم يخطئ إذ ميَّز فكر الله من جهتهم. * لكن أعظم من هذا كله أنه عرف الله معرفة اختبارية، فنجد يعقوب في تكوين 48 قد عرف الله باعتباره: (1) الله القدير «الله القادر على كل شيء ظهر لي» (ع3). (2) إله البركة «الله ... باركني» (ع3). (3) إله الإثمار «وقال لي: ها أنا أجعلك مُثمرًا وأُكثِرك، وأجعلك جمهورًا من الأُمم» (ع4). (4) إله المستحيلات «لم أكن أظُن أني أرى وجهك، وهوذا الله قد أراني نسلك أيضًا» (ع11). (5) إله الرعاية «الله الذي رعاني منذ وجودي إلى هذا اليوم» (ع15). (6) إله الخلاص «الملاك الذي خلَّصني من كل شرٍّ» (ع16). (7) إله المواعيد «ها أنا أموت، ولكن الله سيكون معكم ويردُّكم إلى أرض آبائكم» (ع21). ليتنا ندرك معاملات الله معنا، ومقاصده من نحونا، فتكون لنا البصيرة الروحية الثاقبة. |
|