دير سانت كاترين

[Marina Greiss]

تعد شبه جزيرة سيناء، من أهم المناطق الاستراتيجية في الوطن العربي، إذ تشرف على قناة السويس أهم المعابر المائية الدولية في الشرق، فضلاً عن كونها عنصر ربط بين القارة الآسيوية والإفريقية، على مر العصور، واحتوائها لآثار فرعونية ومسيحية هامة، كما تحتضن أحد أشهر وأقدم الأديرة في العالم وهو دير "سانت كاترين" وقد أمرت ببناء الدير الإمبراطورة (هيلانه) والدة الإمبراطور (قسطنطين) عام 432م، واستكمل بناءه في عهد الإمبراطور (جستينيان) عام 545م، ترجع تسمية الدير بهذا الاسم إلى القديسة كاترين التي فرت بدينها من الاضطهاد الروماني للمسيحيين، إلا أن الرومان أمسكوا بها وقتلوها وفرقوا أشلاء جسدها، فأتت القديسة لأحد رهبان الدير في منامه وأخبرته بمكان وجود جسدها، وبالفعل عثر الرهبان على الرأس واليد اليسرى، ودفنوها داخل الدير، ومنذ ذلك الوقت أطلق عليه دير القديسة كاترين، وفي 25 نوفمبر من كل عاميحتفل الرهبان بذكرى استشهادها.
يعتبر الدير من الأماكن الأثرية الدينية النادرة في العالم، إذ تحوي أسواره كنيسة إضافة إلى مكتبة الدير التي تعد الثانية في العالم بعد مكتبة الفاتيكان، كما يوجد به أماكن لإقامة الرهبان، ومقبرة ومكان لحفظ عظام الموتى، ناهيك عن احتواءه للبئر الذي شرب منه سيدنا موسى، وللشجرة التي استظل بها، تلك الشجرة العجيبة التي فشلت كل محاولات استزراعها خارج أسوار الدير.
أما عن الكنيسة فقد حمل سقفها على اثني عشر عاموداً يمثلون شهور السنة، ويوجد تجويف في الجزء السفلي من كل عامود، وعند موت أحد الرهبان يوضع أي شيء من أثره من خلال فتحة صغيرة داخل العامود الذي يمثل الشهر الذي توفي فيه، كما توضع صورته على لوحة صغيرة ثبتت أعلى العامود، وتتألف الكنيسة من قدس الأقداس والهيكل والرواق، ويوجد فوق قوس الهيكل المقدس أجمل وأقدم فسيفساء في الكنائس الشرقية وقد طليت جميعها بالذهب، أما المشهد الرئيسي بها فيتوسطه صورة ترمز للسيد المسيح وعن يمينه السيدة العذراء وعن يساره صورة موسى عليه السلام، وتحت سقف هذه القبة يوجد التابوت الذي وضعت بداخله بقايا جثة القديسة كاترين، يُعد الدير تحفة أثرية لا مثيل لها، إذ يحوي كنوز وتحف وأعمال فنية وأيقونات ولوحات جدارية، وثريات وهدايا ملكية لا تقدر بثمن.
أما الشعائر الدينية في الدير فيقوم عليها رهبان من الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية وجميعهم من أصول يونانية، ولا يتكلمون اللغة العربية، ويفتح الدير أبوابه للزوار من الصباح الباكر وحتى الظهر فقط، حيث يبدأ الرهبان في أداء صلواتهم، أما الزوار فيجب عليهم التزام الحشمة في الملبس عند تواجدهم داخل الدير، خصص لذلك زي فضفاض يوزع على الزوار عند دخولهم للدير.
تعد مكتبة الدير من أكبر المكتبات الكنسية في العالم إذ تحوي آلاف المخطوطات النادرة التي كتبت بعدة لغات، منها اليونانية والسريانية والعربية وغيرها، كما يوجد بالمكتبة كتب للتراث المسيحي ونسخ من العهد القديم (التوراة) والعهد الجديد (الإنجيل)، ومئات المجلدات فيالتاريخ والجغرافيا والفلسفة، والمكتبةمكونة من ثلاث غرف متجاورة، يوجد بها أعظم وأندر مجموعة من الأيقونات الموجودة في العالم وهي عبارة عن صور زيتية تعبر عن الأحداث الدينية في العهد القديم والجديد ويرجعتاريخها إلى القرن الثامن الميلادي.

أيضا تميزت منطقة الدير بأن بها الجبل الذي كلم الله فيه سيدنا موسى عليه السلام، والمعروف بـ (جبل التجلي)، ، أما جبل سانت كاترين الذي يُعد من أعلى جبال مصر فيأمه هواة التسلق من كل أنحاء العالم، وتبدأ رحلة التسلق بطلوع الفجر للوصول إلى القمة البالغ ارتفاعها حوالي 2641 متراً عند الظهر، لذا فإن زيارة منطقة سانت كاترين من أولويات أي زائر لمصر.

[بنت معلم الاجيال]

ميرسي كتير ياحبي ربنا يعوض تعبك

[كاتى]

بركة صلواتها تكون معانا اميييييييييييييييييين
دير جميل جدااااااااااااااااااا

[Marina Greiss]

ميرسى ليكم على مروركم الجميل