|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إبراهيم يجتاز امتحانًا رهيبًا بالإيمان قدَّم إبراهيم إسحاق وهو مُجرَّب ... إذ حسب أن الله قادر على الإقامة من الأموات أيضًا ( عب 11: 17 - 19) كان إبراهيم يجتاز امتحانًا رهيبًا وهو مُتجه إلى جبل المُريا ليقدم إسحاق. أتصوّر أنه ارتسمت أمامه مثل هذه التساؤلات: * ”كيف يطلب منه الله أن يذبح ابنه ويقدمه على المذبح، وهو قد سبق ونهى عن ذبح أي إنسان؟ أ لم يَقُل الله سابقًا لنوح: «سافك دم الإنسان بالإنسان يُسفك دمه» ( تك 9: 6 ). فهل سيلغي الله ما سبق وقرره؟“. * ثم إن الله لم يُعطِه سببًا واحدًا لتقديم إسحاق على المذبح سوى أنه مُحرقة. ولم يُسمع قط أن الله طلب من أي إنسان تقديم ذبيحة بشرية!! * كيف يتفق طلب الله هذا مع وعده الواضح جدًا: «بإسحاق يُدعى لكَ نسل» ( تك 21: 12 )؟ هل يتناقض الله مع نفسه؟ هل غيَّر مواعيده؟ حاشا. إذًا ما معنى هذا؟! * كيف يتوافق ما يطلبه الله منه مع عواطفه الأبوية تجاه ابنه الوحيد، خاصة وأن الكلام كان بالتحديد: «خُذ ابنك»، لا غنمك ولا بقرك، «وحيدك» ـ الذي ليس لك سواه ـ «الذي تحبه» ـ الذي تتعلق به كل عواطفك ـ «إسحاق» ـ موضوع الضحك والفرح في بيتك «واصعده هناك مُحرقة»؟؟ * كيف سيواجه سارة؟ ماذا سيقول لها؟ كيف ستكون حياتهما بعد ذلك؟ * وماذا سيقول للوثنيين المُحيطين به من الكنعانيين والفرزيين وغيرهم، أولئك الذين عرفوا أمانته وصدقه وعبادته لله الحي الحقيقي؟ أ لن يكون ما سيفعله بإسحاق سببًا لتعيير دائم له، ولعبادته لله؟! بالتأكيد لقد ارتسمت أمامه كل هذه الصعوبات، وفكَّر فيها مليًا، ولم يهرب من مواجهتها، لكنه تغلَّب عليها كلها. كيف؟ بالإيمان. لم يتجاهل هذا الواقع القائم، لكنه استحضر الله إليه «بالإيمان ... حسب أن الله قادر على الإقامة من الأموات أيضًا» ( عب 11: 17 - 19)، إذ قال للغلامين: «اجلسا أنتما ههنا ... وأما أنا والغلام فنذهب إلى هناك ونسجد، ثم نرجع إليكما» ( تك 22: 5 ). لقد كان إبراهيم متيقنًا أنه سيعود ومعه إسحاق حيًا مُقامًا من الأموات. فيا لروعة الإيمان! ألا نحتاج إلى هذا الإيمان في مواجهة مشاكل وصعاب الحياة؟ |
|