|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إبراهيم .. شيء أفضل وقال إبراهيم لله: ليت إسماعيل يعيش أمامك! فقال الله: بل سارة امرأتك تلد لك ابناً وتدعو اسمه إسحاق. وأُقيم عهدي معك ( تك 17: 18 ،19) أراد إبراهيم أن يعترف الله بإسماعيل كابن حقيقي مؤهل للإرث، وأن يتقبله كمن أوجبته الظروف عوضاً عن ابن سارة الموعود به. ولكن كان لا بد أن الله يرفض طلب إبراهيم، فما كان له أن يسترد وعداً قد أعطاه، وعهداً قد قطعه على نفسه. وما كان له أن يستعيض عن تدبيره المقدس بتدبير بشري. وما كان له أن يصادق على طلبة ستؤول في الختام لا إلى ربح بل إلى خسارة. لو أن الله ارتضاها لظل الشعب الجديد شهادة مُحزنة على ما ينبغي أن يفعله الإنسان عندما تقصر يد الله عن العمل. فعوضاً عن الشهادة عن قدرة الله المُطلقة، كنا نسمع هذا التساؤل بصفة مستديمة "أ قادر الله؟". لا بل قد يصل الأمر إلى أسوأ من هذا، فنسمع التعيير "الله لن يستطيع". وتُرى ماذا كان يحدث عندما يأمر الرب إبراهيم أن يأخذ ابنه ويُصعده مُحرقة على جبل المُريا؟ لقد كان إسماعيل "إنساناً وحشياً، يده على واحد" ( تك 16: 12 ). فعوضاً عن التكريس والإذعان لإرادة الله المتبادلين من الأب وابنه، عندما سمح إسحاق، في طاعة كاملة لأبيه أن يوثقه ويضعه على المذبح، كان لا بد من حدوث شغب وصراع مُخجل على الجبل المقدس، ولكان محتملاً جداً أن ينقلب الابن على أبيه ويجرّد السكين ضده وهو طاعن في السن، لا أن يذعن في دعة كما فعل إسحاق. ما من شك أنه بجهالة كان توسل إبراهيم واستعطافه من أجل إسماعيل. تلك حالنا عندما نسعى إلى استرضاء الرب حتى يوافق على تدابيرنا وجهودنا وكأنها من صُنعه. ولكنه بدافع من حبه يُجيبنا بالرفض، وليس لرفضه استئناف مُطلقاً. ومع كل ذلك فليس الله سلبياً في مقاصده، فقد قرن رفضه في الحال بتأكيد ما سبق فوعد به بأنه سيعطيه ابناً أصيلاً من سارة. لم يكن لدى إبراهيم ما يعقب به على هذا الوعد الذي أعاده الله على مسامعه، ولكننا نعلم يقيناً أنه بعد ذلك بادر بتلبية وصية الله فيما يختص بالختان ( تك 17: 23 -27). فكان مسلكه في هذه الحالة أكثر تعبيراً من الكلام إذ أظهر رضوخه لرفض الله الخاص بابن الجسد واستعداده لقبول ما هو أفضل، من قِبَل الله. |
|