|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حكاية أبو مقار ساتر العيوب
القديس مكاريوس الكبير حيث كان أبًا لآلاف الرهبان وكان يوجد أحد الرهبان المتوحدين، سمع عنه أنه فعل أمر شنيع، حيث أشيع عنه إنه بيمارس خطيئة صعبة. فلما علم القديس مكاريوس بذلك لم يرد أن يبكته، وابتدأ الرهبان يقولون له: إن هذا الراهب يمارس الخطيئة الصعبة، وسمع نفس الكلام من آخرين. وكان يجاوبهم: حاشا لأخينا المبارك أن يفعل ذلك ولا تصدقوا هذا الأمر فكان الرهبان يخجلون من القديس ولكن بعد فترة من الزمن شاهد بعض الرهبان امرأة بقلاية هذا الراهب فعلًا، والراهب أغلق الباب والرهبان لم يستطيعوا أن يحتملوا أكثر فذهبوا للقديس أبو مقار الكبير، وقالوا له: لا بد أن ترى بنفسك على الطبيعة فخرج معهم، ورفع قلبه لله في الطريق وهو يصلي ويقول: "يا رب استر علينا وتوبنا كلنا. وإحنا كلنا خاطئين وناقصين". ولما اقتربوا من قلاية هذا الراهب، قال أبو مقار لأولاده الرهبان: انتظروني هنا وسأطرق الباب أولا وفعلًا طرق أبو مقار الباب ففتح الراهب، ولما شاف أبو مقار ارتبك، ولكن أبو مقار بكلامه اللطيف أضاع منه الارتباك وقال له: أنا جاي علشان اسلم عليك واطمان على أحوالك. وانتظر أبو مقار على الباب قليلا لم يدخل، فدخل الأخ القلاية بسرعة وأخفى المرأة تحت المأجور اللي كان يخبز فيه ثم رجع الراهب إلى أبو مقار وقال له: اتفضل يا أبي، فدخل أبو مقار القلاية وشعر بروح الله أن المرأة مختبئة تحت الماجور فجلس عليه ودخل الرهبان وكانوا ينظروا في كل ناحية من القلاية ثم انتشروا في القلاية ولم يستطيعوا أن يخرجوا المرأة من تحت الماجور لجلوس القديس عليه وبعدما انصرفوا استأذن أبو مقار من الراهب وخرج الراهب معه ليودعه فقال أبو مقار للراهب: "يا أخي على نفسك احكم قبل أن يحكموا عليك. لأن الحكم لله". وفي الطريق سمع أبو مقار صوت الله يقول له: "طوباك يا مقار لأنك صرت متشبهًا بخالقك تستر العيوب مثله" لأن أبو مقار كان يرى (المخطئ) وكأنه لا يرى، يسمع كلام غير طيب وأخبار غير طيبة وكأنه لا يسمع |
|