الحوار مع السامرية (يوحنا 4: 6-25)
ينتقل يسوع من اليهودية الى الجليل مروراً بالسامرة حيث يلتقي امرأة سامريّة عند بئر يعقوب فقلب حياتها. رضي يسوع ان يُلقي من أفضل مواعظه لامرأة سامرية وان يكون منبره حجر البئر مُظهراً قيمة نفس واحدة في عينه. فتجاوز كل الحواجز الجغرافية والثقافية والدينية من اجل حوار الخلاص، لأنه يهتم بالنفس البشرية. فالتقليد اليهودي كان يعتبر المرأة السامرية دنسة منذ ولادتها. والدليل على ذلك، ان الكلام مع امرأة أدهش التلاميذ. بادر يسوع بالحوار مع السامرية ودار الحوار في البداية على الماء والطعام.
ومن خلال الحوار كشف السيد المسيح للسامرية عن شخصه بشكل تدريجي في بداية حديثه فحسبته يهوديًا (يوحنا 4: 9) لا يخالط السامريين (يوحنا 4: 9)، ودعته: "يا سيد" (يوحنا 4: 11)، وتوقعت أنه أعظم من يعقوب، أب الاسباط (يوحنا 4: 12)، وآمنت أنه واهب المياه الحية (يوحنا 4: 15)، وأنه نبي (يوحنا 4: 19)، وتوقعت أخيرا أن يكون المسيا المنتظر (يوحنا 4: 25)، فقال لها: " أَنا هو، أَنا الَّذي يُكَلِّمُكِ " (يوحنا 4: 26)، وقال" لو كُنتِ تَعرِفينَ عَطاءَ الله ومَن هوَ الَّذي يقولُ لَكِ: اسقيني، لَسَأَلِته أَنتِ فأَعطاكِ ماءً حَيّاً" (يوحنا 4: 10). فأصبح لسان حالها كلام ارميا النبي في مناجاته مع الله " قد استَغوَيتَني يا رَبُّ فآستُغْويت قَبَضتَ علَيَّ فغَلَبتَ" (ارميا 20: 7). وخلاصة القول، تطور الحوار بين المسيح والمرأة السامرية بصورة تدريجية فاكتشفت فيه هوية يسوع انه يهودي وعطاء الله وربٌ ونبيٌ ومسيح؛ واما حواره مع السامريين كشفوا ان يسوع هو مخلص العالم.