![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يوسف الرامى التلميذ المختفى ![]() على أن يوسف الرامى يمثل ظاهرة يلزم أن نتوقف ازاءها ملياً قبل أن نعبر عنها، وهى ما جاء عنه : " وهو تلميذ يسوع ولكن خفية لسبب الخوف من اليهود".. ( يو 19 : 38 ) ولعل موطن العجب فى التعبير الكتابى هو الاعتراف بهذه التلمذة المختفية، التى لم ينكرها عليه الرسول يوحنا ، رغم أنها إلى يوم الصلب كانت مغلفة بالظلام ، .. فهل يعنى هذا اعتراف السماء بالتلمذة الخفية حتى ولو لم تظهر بوضوح للناس !! .. قد لا نستطيع الوصول إلى الجواب، قبل أن نحلل هذه الظاهرة ونحاول سبر أغوارها ، وليس فقط بسبب الخوف كما فى حالة يوسف الرامى ، بل أكثر من ذلك من الأسباب الكثيرة التى تجعل الكثيرين لا يعلنون إيمانهم أو شهادتهم للمسيح بيسر وسهولة !! .. فقد يكون السبب أولا وقبل كل شئ ، فى عدم التسليم للسيد، وإذ أن المؤمن وهو يخرج من دائرة العالم ، وسلطان الظلمة ، لا يمكن أن يفعل ذلك إلا بعد الصراع الذى قد يطول أو يقصر ، .. ولكنه على أية حال يظل يعانى من الذبذبة القاسية التى لا تجعله يستقر على حال ، .. وهو فى هذه الفترة من الصراع يقرر مرات متعددة أنه لابد أن يعلن إيمانه ويتحدث به أمام الناس ، ولكنه يعود ويخشى المبادرة ، ويفزع من إعلان إيمانه للناس ، وهو يهدئ نفسه وضميره، بأنه مادام مع المسيح ، إذ قد قبله ، فإن الإعلان يمكن تأجيله، ولا ضير حسب تصوره ، فى ذلك ، .. ومرات كثيرة ما يأخذ الصراع صورة الشك فى الاستمرار فى النجاح كمسيحى أمام الناس ، وهذا الشك يدفعه إلى الخوف من المجاهرة بإيمانه وعقيدته ، وهو يفزع إذا سقط فى واحدة من التجارب ، وعرف الناس هذه السقطة ، فإنهم لا شك سيسخرون من إيمانه المتردى أو الضعيف ، وهو لهذا يفضل أن يبقى إيمانه فى الخفاء دون المواجهة التى تخرجه إلى النور الكامل ، والذى لا يقدر عليه إلا الأبطال والأقوياء ، وهو لم يصبح بعد واحداً منهم ، ولا يستطيع أن يكون كذلك!! .. على أن الاختفاء قد يكون بسبب آخر يرجع الأمر فيه إلى طبيعة الحياء المتمكنة من صاحبها ، فإذا كان كثيرون قد خلقوا بطبيعة تمتاز بالشجاعة والتحفز والاندفاع والصراحة والصوت المرتفع ، .. فإن هناك على العكس من ذلك - الكثيرين الذى جبلوا على السكينة والهدوء وإخفاء المشاعر ، والحرص على عدم الإعلان عما فى نفوسهم !! .. ومثل هؤلاء يعتزون بعقيدتهم وحياتهم الدينية ، ولكنهم يفضلونها عميقة غائرة فى مشاعرهم ، خاصة بهم ، دون أن يعلنوا عنها أمام الناس ، وربما يوجد بينهم أعداد تعيش كتلاميذ للمسيح ولكن فى الخفاء دون أن يعرف الكثيرون حقيقة عواطفهم وإيمانهم وسلوكهم المسيحى الداخلى !! .. ومع أننا لا نستطيع أن نرد - عن يقين - اختفاء تلمذة يوسف الرامى إلى واحد من هذه الأسباب ، وهل كان فى استعداده الطبيعى ما يدفعه إلى هذا السلوك، إلا أنه من الواضح أن عامل الخوف كان السبب الرئيسى فى إحجامه عن الجهر بإيمانه بالسيد!! |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يوسف الرامى | التلميذ الخفي |
سر قوة يوسف الرامى |
السبب الذي جعل يوسف الرامى التلميذ المختفى |
يوسف الرامي |
الرجل المختفى (القديس يوسف النجار ) |