|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
امتلاك البخار
امتلاك البخار كان عامها الدراسي الأخير في المرحلة الإبتدائية يوم أهداها والدها عقد من الألماظ غاية في الجمال لكنه (فالصو ) من اللالئ البلاستكية المقلدة ... أحبته و قررت أت تحضر به حفل تخرجها من الدراسة .. و يوما بعد يوما نشأت بينها و بين هذا العقد قصة حب. فهي كانت ترتديه في أغلب الأوقات و نادرا ما تجد لها صورة لا ترتدي العقد فيها .... صارت مشهورة بين أصدقائها به .. . أنه عقدها المفضل. في عامها الدراسي الجامعي الأخير ... طلب منها والدها أن يسترد العقد الذي أعطاه لها في طفولتها! ... في البداية صُدمت من الطلب . . و حَزنت بشده عندما علمت أن والدها جاد في طلبه ... صارت تناقشه يوما بعد يوم : " أنه عقدي الذي أحبه ... لقد شاركني أحداث حياتي الماضية ... أني مشهورة به بين أصدقائي ... كيف تأخذ ما يميزني و ما أحبه مني ؟! " ... و دائما ما كانت إجابة الوالد بسيطة و مختصرة " لكني أنا الذي أعطيته لك في الأساس . . أنا المالك الحقيقي " . دامت تلك المناقشات أيام و أسابيع ... إلا أن قررت الفتاة أن ترد العقد لوالدها مرة أخرى ... فهي تعلم أنه يحبها و تعلم أيضا أن هذا العقد هو ملكه في الأساس ... و في لحظة كانت لا تتخيل أن تأتي عليها في يوم ... خلعت عقدها و أعطته لوادها : " أبي أعلم أنك تحبني و أعلم أيضا أن هذا ليس ملكي .... خذه فهو لك " .. . أخذ العقد و أحتضنها ... ثم أخرج من جيبه عقد مثله بالتمام لكنه من اللالئ الحقيقية : " خذي يا أبنتي ... هذا العقد الحقيقي . .. لقد أردت كل تلك الأيام أن أستبدل غير الحقيقي الذي معك بالحقيقي .. لكنك دائما كني مصرة على الإحتفاظ بالمزيف الذي ليس لك " ... لقد كانت فرحة الفتاه لا توصف بعقدها الحقيقي ... لكن أكثر ما أسعدها هي محبة الأب الحقيقية. نحمل حول أعناقنا الكثير من العقود غير الحيقية ، و نتباهى بها ، نظن أننا نملكها ، نعتقد أن ما وصلنا إيه من مستوى تعليمي او وظيفي هو أمر حقيقيا و يخصنا ... ننظر إلى ممتلكاتنا بسعادة المالك الحقيقي ، و نعتقد أن هذه الأشياء ستظل معنا إلى الأبد . .. لا تأتي في مخيلاتنا أن هناك لحظة سنترك فيها كل هذا لآخر. نعيش حياتنا و كأنها عالمنا الخاص الذي نملكه مع إن الحياة هي هبة من الله لا نملكها و إن كنا نعيشها، نسجل ماضينا بفخر و ننظر لحاضرنا بإعجاب و نخطط لمستقبلنا و كأننا آبديون في هذه الأرض ... و ننسى أن هناك مالك حقيقي لكل ما معنا .. أنه الله الخالق الواهب لنا كل هذا بغني . يقر الكتاب المقدس أن حياتنا بخار يظهر قليلا ثم يضمحل ، و الإضحملال يحمل في معناه الإختفاء بدون أثر خلفه ، و مع ذلك يحاول الكثيرين منا إمتلاك البخار ، يسعون طول حياهم لتكون هي و نواتجها ملكهم .. يعيشون و مركز دائرة التفكير هم أنفسهم . .. يصنعون عالمهم الخاص في محيط جسدهم ، هل تعلمون أن حياتنا و جسدنا ملك لله؟ أَمْ أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ، الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ، وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيَ للهِ 1 كو 6 : 19. حان الوقت لإعادة الأشياء للمالك الحقيقي . |
|