|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حواء وأبناؤها
وعرف آدم حواء امرأته فحبلت وولدت قايين ... ثم عادت فولدت أخاه هابيل.. وعرف آدم امرأته ... فولدت ابنًا ودعت اسمه شيثًا ( تك 4: 1 ، 2، 25) خارج الجنة بدأت قصة مُعاناة البشرية وأشواقها وسعادتها. هذه العناصر الثلاثة التي اتضحت لنا في أسماء المولودين الثلاثة لآدم وحواء، والذين دعتهم حواء بأسمائهم. ففي قايين نرى الأمومة في ولَعها وشوقها، وفي هابيل نبصرها في حزنها وألمها. وفي شيث في انتظارها ورجائها. في قايين نجد حسن الظن الذي ينتهي بخيبة الأمل، وفي هابيل نجد الحزن وانكسار القلب الذي عادة ما يُتبع بشيث الذي فيه نجد التعويض الإلهي. كم انكسر قلب أمهات بلا عدد لأجل حياة ابن عاق، ولأجل موت ابن بار. لكن الله عنده دائمًا التعويض في شيث. ومن اسم المولود الأول لحواء نفهم أنها كانت متشوقة إلى المنفذ، متعجلة لمجيئه لينهي المُعاناة عنها وعن البشرية، شأنها في ذلك شأن كل الجنس البشري بصفة عامة، والنساء بصفة خاصة. وفي اشتياقها لمجيء نسل المرأة ظنت أن قايين هو الحل، فاتضح أنه جزء من المشكلة، وكان الأمر يحتاج إلى وقت طويل من الانتظار الصبور حتى يتم تحقيق ذلك الوعد الكريم. كان لا بد أن يولد نسل المرأة، لكنه كان سيولد لا في أول الزمان بل في ملء الزمان، بعد أن يكون جاء إلى العالم بلايين البشر، ليتضح تمامًا أنه هو الإنسان الثاني، وأنه بحق الرجل الذي من عند الرب. وكان لا بد أن يموت كشهيد كما حدث مع هابيل، وليس كشهيد فقط، بل ككفارة وفدية أيضًا. لكنه أخيرًا لا بد أن يقوم من الأموات ليكون رأس جنس جديد، كمَن كان شيث رمزًا وصورة له. وإن كنا نرى بداية أحزان البشرية في حزن حواء على الشهيد الأول، فإن قمتها نراها في حزن المطوَّبة مريم على الشهيد الأعظم، عندما تمت فيها كلمات سمعان البار لها «وأنتِ يجوز في نفسك سيف». بل ألا يمكننا أن نفكر أيضًا في حال التلاميذ وسيدهم معهم. لقد اقتنوا رجلاً من عند الرب بكل معنى الكلمة. لكن أ لم يكونوا هم أيضًا متعجلين إلى المُلك دون المرور بالصليب! ماذا كان حالهم لما قُبض على سيدهم؟ ما كان أشد حزنهم لما أُقتيد للصلب واللحد. لكن تأمل كيف تبدّل حالهم بعد أن قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين! حقًا «إن نهاية أمر خيرٌ من بدايته». |
|