|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الابن الضال بين العصيان والتوبة مثال الابن الضال مشاعر الله الذي يريد أن يردَّ الضال إنه يصور حالة الضال قبل عودته، فهو يثور ضد أبيه ويرفض تكليفاته، ويحيا في خطاياه، ويتصرَّف مثل أهل المدينة الذين قالوا عن حاكمهم: «لاَ نُرِيدُ أَنَّ هٰذَا يَمْلِكُ عَلَيْنَا» (لوقا 19: 14)، ومثل المستأجرين الأشرار الذين رفضوا أن يقدِّموا ثمر الكرم لصاحبه، فلما أرسل إليهم ابنه لعلهم يهابونه، قالوا: «هٰذَا هُوَ ٱلْوَارِثُ. هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ وَنَأْخُذْ مِيرَاثَهُ!» (متى 21: 38)،فأضرّوا أنفسهم أبلغ الضرر، كما أضرَّ الابن الأصغر نفسه بصورة مؤقَّتة، أنهاها برجوعه، وكما أضرَّ الابن الأكبر نفسه بصورة دائمة، إذ انتهت قصته به خارج بيت أبيه. إننا ننرى في مثل الابن الضال ثلاث شخصيات الابنين الأكبر والأصغر، والأب الذي هو بطل القصة ومع أننا نسمّي المثل «مثل الابن الضال» إلا أننا يجب أن نسميه «مثل الأب المحب» فليس هناك بطولة في الضلال، لكن هناك بطولة عظيمة في قبول الضال الراجع. وأوضح أن هذا المثل يعتبر من أشهر الأمثال، ونرى فيه قلب الله المملوء بالحب ونعمته الغنية التي تقبل أشرّ الخطاة التائبين الراجعين، المَثَل الذي نرى فيه الأحضان والقبلات والهبات لمن لا يستحق إلا الضربات إنه مَثَل الابن الضال. فالإبن الضال لم تكن نهايته المعيشة مع الخنازير، لكنه عاد بينما الإبن الأكبر تذمر بعد أن كان يظهر أنه في طاعة كاملة لأبيه لذلك يقول بولس الرسول أنظروا إلى نهاية سيرتهم (عب7:13) فالعبرة بالنهاية لذلك علينا أن لا ندين أحد، فالله وحده يعلم ما في القلوب، ومدى إستعداد كل واحد، ونهاية طريق كل واحد. |
|