|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سليمان يلجأ للسُّخرة كما كان سليمان الحكيم يحتاج إلى أخشاب ليبني بيت الرب، كان يحتاج أيضاً إلى عمال للبناء، ولذلك لجأ إلى السُخرة. وقد بدأ سليمان بتسخير أبناء الأموريين والحثيين والفرزيين والحويين واليبوسيين. ولكنه اكتشف بعد ذلك أنه يحتاج إلى مزيد من العمال، فابتدأ يسخر بني إسرائيل في ذلك. وتقول التوراة إن الملك سليمان سخر ثلاثين ألف رجل أرسلهم إلى لبنان، عشرة آلاف كل شهر، يكونون شهراً في لبنان وشهرين في بيوتهم. وكان له سبعون ألف رجل يحملون أحمالاً، وثمانون ألفاً يقطعون في الجبل، ما عدا رؤساء الوكلاء الذين على العمل، كان عددهم ثلاثة آلاف وثلاث مئة. وعلاوة على الأخشاب التي قطعوها من لبنان، فإنهم أيضاً كانوا يقطعون الأحجار من الجبال، فكانوا ينحتون الأحجار في الجبل حسب الحجم المطلوب للبناء. ولم يكن يُسمع في موقع البناء صوت معول. وقد استغرق بناء بيت الرب سبع سنوات، لأنه كان عظيماً فعلاً. كانت الحوائط من الأحجار المغطاة بخشب، كما غطى سليمان بيت الرب من الداخل بالذهب الخالص، وجميع حوائط البيت في مستديرها نقشها بحفر من الكروبيم والنخل وبراعم الزهور، من الداخل ومن الخارج. وفي داخل البيت كانت هناك حجرة مكعبة اسمها قدس الأقداس، كان يُوضع فيها تابوت العهد الذي كان يحتوي على لوحين من الحجر، كان الله قد كتب عليهما الوصايا العشر منذ أيام موسى، وكان التابوت يرمز إلى حضور الله. وقد اشترك رجل حكيم اسمه «حورام أبي» في عمل الأواني اللازمة للهيكل، لأنه كان صانعاً ماهراً في الذهب والفضة والنحاس والحديد والحجارة والأرجوان والأسمانجوني والكتان والقرمز، ونقش كل نوع من النقوش. ولا بد أنه قد اشترك مع «حورام أبي» عدد كبير من العمال ليجهزوا الأقمشة اللازمة لثياب الكهنة، ولستائر قدس الأقدس، ولقد تم هذا العمل الكبير بمعونة الله وكان نجاحاً متكاملاً، فجاء البناء عظيماً فعلاً، حتى ظن كثيرون أن الذين قاموا ببناء هيكل سليمان ليسوا من البشر، ولكن التوراة تقول لنا: إن رجالاً مختلفين قاموا بهذه الأعمال بمعونة الرب وإرشاده. وعندما يستخدم الرب إنساناً، فإنه يمنحه النعمة والحكمة وإرشاد الروح القدس، فيعمل أشياء كثيرة وغريبة، فلقد قال رسول المسيحية بولس: «أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي ٱلْمَسِيحِ ٱلَّذِي يُقَوِّينِي» (فيلبي ٤: ١٣). أيها القارئ الكريم، عندما نسلم نفوسنا بين يدي الله، يعمل بنا، ويشغلنا لنعمل معجزات ولنُجري أموراً عجيبة. أدعوك لأن تسلّم حياتك لله لتبني هيكله. وهيكل الله في أيامنا هذه هو أجسادنا. وعندما تفتح قلبك لله يسكن فيك ويملك حياتك. |
|