صار داود ملكاً على بني إسرائيل جميعاً. ولنا من هذا بعض التعاليم:
أول درس نتعلمه أن الله جهز داود بالألم. لقد صرف داود نحو أربع عشرة سنة في عذاب وتشريد، ولكن كل سنة من هذه السنين كانت مدرسة تعلّم خلالها داود الشيء الكثير. لم يكن من السهل أن يجيء صبيّ من وراء الغنم ليملك. فكان لا بد لداود الراعي الصغير أن يتدرّب حتى يدرك ويفهم وينضُج. وكان الألم مدرسة الله، علّم فيها داود الشيء الكثير.
إن كنت تتألم، فاعلم أن الله يجهزك لمكان أفضل. لقد سبق أن تألم يوسف وهو في السجن بعد أن بيع عبداً في مصر، وكانت سنوات تشريد داود الأربع عشرة هي السنوات التي تعلّم خلالها كيف يصير ملكاً، يلقي اعتماده تماماً على الله، ويحكم على شعبه بالحكمة.
وهناك درس آخر: إن النجاح ليس سريعاً. لقد وعد الله أن يجعل داود ملكاً، ولكن وقتاً طويلاً مضى قبل أن يتحقق الوعد، لأن لكل شيء تحت السماء وقتاً. لا تستعجل، بل انتظر الرب. هل صلَّيت من أجل شيء ولم تحصل عليه؟ لا تفشل، لأن الكتاب المقدس يقول لنا: «في وقته أُسرع به» هل تريد أن تغيِّر حالةً تُتعبك؟ سيجيء الوقت. سلم نفسك لله. انتظر الرب واصبر له، فسوف يحقق الله في حياتك معجزته.
وهناك درس ثالث: لقد جهّز الله لكل واحد من أولاده عملاً خاصاً. يقول لنا رسول المسيحية بولس: «لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ - عمل المسيح - مَخْلُوقِينَ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ ٱللّٰهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا» (أفسس ٢: ١٠). ربما جهز الله لك عملاً كقائد، أو ربما جهز لك عملاً بسيطاً. ربما أعطاك وزنة واحدة، أو ربما أعطاك عشر وزنات. لكن عندك وزنة، ولك عمل وعليك مسئولية. لقد كان العمل الذي اختاره الله لداود أن يصير ملكاً، لكن قد يكون عملك أنت بسيطاً. صلِّ واطلب أن يكشف لك الله ما يريدك أن تفعله لخدمته، ثم افعله.