|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أبيجايل تحسن التصرُّف أدرك رجال نابال أن داود لن يسكت على الإهانة، وأنه لا بد أن يلحق الأذى بنابال وأسرته، فأسرعوا إلى سيدتهم أبيجايل زوجة نابال، وحكوا لها الموقف كله. وبسرعة تصرفت أبيجايل. لم تصرخ على البلوى الآتية وعلى حظها السيء في زواجها من رجل أحمق، بل فكرت في عمل سريع حكيم. كانت أبيجايل تعلم أن زوجها أحمق، ولا يمكن الكلام معه لأنه عنيد. كما أنه في ذلك الوقت كان قد سكر بالخمر، وكانت الحكمة تقتضي أن تسرع بدون أن تستشيره، لتمنع الشر عن نفسها وعنه. وجهزت هدية محترمة لداود ورجاله: أخذت مئتي قرص تين، وركبت حمارها ومعها بعض رجالها وذهبت لتقابل داود. وفي الطريق قابلته ورجاله وهم قادمون ليبطشوا بنابال. وما أن رآها داود وعرف من هي حتى بدأ يكلمها. قال إنه ندم على الخير الذي صنعه مع نابال، وأكد أنه سيقتل كل من لنابال. وفي هدوء بدأت أبيجايل السيدة الحكيمة تجاوب على داود. أظهرت تواضعها إذ أسرعت ونزلت من على الحمار وسجدت إلى الأرض أمام داود. هذا التواضع من سيدة غنية جميلة أمام داود الرجل الفقير طريد الملك كان حكمة منها لأن داود كان غاضباً أشد الغضب. ثم بدأت تعترف بالذنب، وقالت إن غلطة نابال عليها هي، واعتذرت لأن نابال مثل اسمه أحمق جاهل. واعتذرت بأنها لم تسمع عن مجيء رجال داود إلى بيتها ولم تقابلهم. ولو أنها قابلتهم لأعطتهم من البركة التي أعطاها الرب لها. ثم بدأت تحدثه عن الرب إلهه الذي دبَّر التدبير الصالح، ومنع داود عن القتل، ومن الانتقام لنفسه، وقالت له إنه لو قتل نابال فإنه سيندم على هذا القتل بعد أن يصبح ملكاً. ولا بد أن كلمات أبيجايل الحكيمة نخست قلب داود بقوة. وجعلته يذكر أعمال الله الصالحة. ثم قدَّمت هديتها لداود وهي تقول إنها تعرف أنه هو الذي حارب حروب الرب، وأن ليس في داود شر. ثم قالت له إن نفسه محزومة في حزمة الحياة، وكأنها تطلب إلى الرب أن يحفظ داود بعنايته. ولا شك أن هذه الكلمات الحكيمة جعلت داود يتراجع عن غضبه. |
|