|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بسم الأب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين، تحل علينا رحمته ونعمته من الأن وإلى الأبد آمين. من أنجيل معلمنا مالوقا البشير الأصحاح الخامس عشر: “وَقَالَ: «إِنْسَانٌ كَانَ لَهُ ابْنَانِ.فَقَالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيهِ: يَا أَبِي أَعْطِنِي الْقِسْمَ الَّذِي يُصِيبُنِي مِنَ الْمَالِ. فَقَسَمَ لَهُمَا مَعِيشَتَهُ.وَبَعْدَ أَيَّامٍ لَيْسَتْ بِكَثِيرَةٍ جَمَعَ الابْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَسَافَرَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ، وَهُنَاكَ بَذَّرَ مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ.فَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ، حَدَثَ جُوعٌ شَدِيدٌ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ، فَابْتَدَأَ يَحْتَاجُ.فَمَضَى وَالْتَصَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الْكُورَةِ، فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خَنَازِيرَ.وَكَانَ يَشْتَهِي أَنْ يَمْلأَ بَطْنَهُ مِنَ الْخُرْنُوبِ الَّذِي كَانَتِ الْخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدٌ.فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعًا!أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ،وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ.فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ.فَقَالَ لَهُ الابْنُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا.فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ: أَخْرِجُوا الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ، وَاجْعَلُوا خَاتَمًا فِي يَدِهِ، وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ،وَقَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ،لأَنَّ ابْنِي هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ.وَكَانَ ابْنُهُ الأَكْبَرُ فِي الْحَقْلِ. فَلَمَّا جَاءَ وَقَرُبَ مِنَ الْبَيْتِ، سَمِعَ صَوْتَ آلاَتِ طَرَبٍ وَرَقْصًا.فَدَعَا وَاحِدًا مِنَ الْغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا؟فَقَالَ لَهُ: أَخُوكَ جَاءَ فَذَبَحَ أَبُوكَ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ، لأَنَّهُ قَبِلَهُ سَالِمًا.فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُلَ. فَخَرَجَ أَبُوهُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ.فَأَجَابَ وَقَالَ لأَبِيهِ: هَا أَنَا أَخْدِمُكَ سِنِينَ هذَا عَدَدُهَا، وَقَطُّ لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصِيَّتَكَ، وَجَدْيًا لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ لأَفْرَحَ مَعَ أَصْدِقَائِي.وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ ابْنُكَ هذَا الَّذِي أَكَلَ مَعِيشَتَكَ مَعَ الزَّوَانِي، ذَبَحْتَ لَهُ الْعِجْلَ الْمُسَمَّن فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ، وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ. وَلكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ، لأَنَّ أَخَاكَ هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالُا فَوُجِدَ».” كما بدأت الأسبوع الماضي أن نتأمل في أناجيل الأحاد من الصوم ونحن اليوم في الأسبوع الثالث “الابن الضال” ونربط بين الأنجيل وسفر من أسفار الأنبياء الصغار واليوم سنقوم بعمل ربط بين أنجيل الابن الضال وسفر زكريا. مقدمة سفر زكريا: معنى كلمة زكريا (الله يذكر) وهو ابن براخيا ومعنى الأسم (الله يبارك) فيدور السفر حول الله يذكر ويبارك.السفر يتكون من 14 أصحاح، تدريب هذا الأسبوع أن تقرأ أصحاحين كل يوم من هذا السفر ، وهذا السفر به آيات مشهورة مثل “اِبْتَهِجِي جِدًّا يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ، اهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ.”( زك 9:9)، “فَقُلْتُ لَهُمْ: «إِنْ حَسُنَ فِي أَعْيُنِكُمْ فَأَعْطُونِي أُجْرَتِي وَإِلاَّ فَامْتَنِعُوا». فَوَزَنُوا أُجْرَتِي ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ.فَقَالَ لِي الرَّبُّ: «أَلْقِهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ، الثَّمَنَ الْكَرِيمَ الَّذِي ثَمَّنُونِي بِهِ». فَأَخَذْتُ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ وَأَلْقَيْتُهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ فِي بَيْتِ الرَّبِّ.” (زك 11: 12- 13)، “فَيَقُولُ لَهُ: مَا هذِهِ الْجُرُوحُ فِي يَدَيْكَ؟ فَيَقُولُ: هِيَ الَّتِي جُرِحْتُ بِهَا فِي بَيْتِ أَحِبَّائِي.” (زك 13: 6). وزكريا من سبط لاوي ووكان صديق حجي النبي وكان هناك تشابه في نبوتهم ودفنوا في نفس الموضع، ونسمي زكريا (نبي الرجاء)، ويقول أبونا تادرس يعقوب في تفسير هذا السفر ” يعتبر هذا السفر سند قويًا للنفس الخائره” ويساعدك هذا السفر أن تستعيد رؤيتك المترجيه عمل الله في حياتك، ويأكد هذا السفر أنه يجب على الإنسان أن ينظر إلى فوق إلى الله ونقول في القداس ” وإلى الشرق انظروا” نحو السماء ومنذ الصغر نتعلم أن نقف نصلي ونرفع أعيننا إلى أعلى. ملخص السفر: هو يفسر الحاضر ويفتح نافذة على المستقبل، وهو في زمن سبي بابل وعودة اليهود من بابل إلى أورشليم، والسفر مليئ بروح الأمل والرجاء. علاقة السفر بأحد الابن الضال: قصة الابن الضال هى قصة مؤثره فينا كلنا، قصة أب غني له ابنين والابن الصغير أخذ ماله وترك بيت أبيه، انتبه عدو الخير دائمًا يطرح فكرة وإذا تجاوبت معها فعدو الخير يتملكك، وهذا ما حدث مع الابن الأصغر ، أنطلق الابن وهو يظن أنه أنطلق إلى حرية واسعه ولم يعد هناك قيود والمستقبل مفتوح على مصرعية، وهذه هى خطة عدو الخير عندما يريد أن يوقع بينا، وهذه الفكرة هى التي تخرب حياة الإنسان ويظن الإنسان أنه ينطلق إلى السعادة وهو لا يدري أنه ينطلق إلى التعاسة، سوف نقوم بربط أحداث القصة مع بعض آيات سفر زكريا. هدف السفر : يدور حول “الله يذكر ويبارك” مفتاح السفر : “قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: ارْجِعُوا إِلَيَّ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ، فَأَرْجِعَ إِلَيْكُمْ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ.” وهذه هى قصة التوبة في كل جيل. شعار السفر: احضان المسيح المفتوحه ” مَا أَجْوَدَهُ وَمَا أَجْمَلَهُ”، وأنت تنظر إلى احضان المسيح المفتوحه وأنت عائد بتوبتك النقية قلبك ينبض ويقول ” مَا أَجْوَدَهُ وَمَا أَجْمَلَهُ”. 1- الإنسان العنيد: والعند بداية الخطية “يَا أَبِي أَعْطِنِي الْقِسْمَ الَّذِي يُصِيبُنِي مِنَ الْمَالِ. فَقَسَمَ لَهُمَا مَعِيشَتَهُ.وَبَعْدَ أَيَّامٍ لَيْسَتْ بِكَثِيرَةٍ جَمَعَ الابْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَسَافَرَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ، وَهُنَاكَ بَذَّرَ مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ” الإنسان العنيد يحرم نفسه من البركات التي يمكن أن يتمتع بها مثل يونان، وفي سفر زكريا يقول “هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الشِّرِّيرَةِ وَعَنْ أَعْمَالِكُمُ الشِّرِّيرَةِ. فَلَمْ يَسْمَعُوا وَلَمْ يُصْغُوا إِلَيَّ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ.” احترس أيها الحبيب من العند لأنها الخطوة الأولى في انحدار الإنسان نحو الخطية. 2- لعنة الخطية: العند ينتج عنه لعنة ” فَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ، حَدَثَ جُوعٌ شَدِيدٌ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ، فَابْتَدَأَ يَحْتَاجُ.فَمَضَى وَالْتَصَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الْكُورَةِ، فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خَنَازِيرَ.وَكَانَ يَشْتَهِي أَنْ يَمْلأَ بَطْنَهُ مِنَ الْخُرْنُوبِ الَّذِي كَانَتِ الْخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدٌ” وشعر بالعوز الشديد واشتهى أكل الخنازير ، في سفر زكريا: ” بَلْ جَعَلُوا قَلْبَهُمْ مَاسًا لِئَلاَّ يَسْمَعُوا الشَّرِيعَةَ وَالْكَلاَمَ الَّذِي أَرْسَلَهُ رَبُّ الْجُنُودِ بِرُوحِهِ عَنْ يَدِ الأَنْبِيَاءِ الأَوَّلِينَ. فَجَاءَ غَضَبٌ عَظِيمٌ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْجُنُودِ.فَكَانَ كَمَا نَادَى هُوَ فَلَمْ يَسْمَعُوا، كَذلِكَ يُنَادُونَ هُمْ فَلاَ أَسْمَعُ، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ.” لم يسمعوا النصيحة وكما لم يسمعول للرب لم يسمع لهم وهذه هى اللعنة من يحتمل أن يرفع صراخه إلى الله والله يقول له لن أسمع لك لأنك لم تسمع للوصية. 3- توبة الإنسان ورجائه في أبوه: “فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعًا!أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ،وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ.فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيه” قبل الخطية كان يظن أن بيت أبيه هو السجن وبالخارج الحرية لكن الأن عرف أن في الخارج هلاك ويريد أن يرجع إلى أبيه، ويقوم بعمل مقارنة بين حاله وحال العبيد في بيت أبيه، الخطية تصل بالإنسان لمرحلة الجوع، خرج من البيت كابن ويريد الأن أن يرجع كأجير، وتبدأ خطوات التوبة. في سفر زكريا “قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: ارْجِعُوا إِلَيَّ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ، فَأَرْجِعَ إِلَيْكُمْ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ.” وتخيل مشاعر هذا الابن وهو عائد من مزرعة الخنازير إلى بيت أبيه فماذا كان يفكر؟ وأكيد أن عدو الخير كان يضع له أفكار سلبية حتى لا يرجع ويهلك ولكن الابن استمر في طريق التوبة وهو فقد كل شيء إلا روح الرجاء الذي أعطى له طاقة الرجوع. 4- الله يقبل التوبة: الله الرحوم الذي يفتح احضانه على عود الصليب يقبل توبة الإنسان على الدوام، وكلمة التوبة كلمة ساحرة وبها عمل الروح والنعمة إلى قلب الله، الله يفتش بين البشر كل يوم عن البشر التائبين، يجول في كل مكان ويبحث عن الذين قلوبهم كامله نحوه، الله الأب الغفور الرحيم في هذا المثل لم يفعل أي شيء سواء أنه قابله بالأحضان، وأرجوك ضع أمامك مشاعر الابن والأب في هذه اللحظة وتأمل فيها، الخطية تجرح قلب أبونا السماوي وعندما نعود له بتوبتنا كأننا نضمد جراح أبونا السماوي ” وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ” لا يوجد مشاعر سامية أكثر من هذا. في سفر زكريا يقول “لأَنِّي قَدْ رَحِمْتُهُمْ. وَيَكُونُونَ كَأَنِّي لَمْ أَرْفُضْهُمْ، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُهُمْ فَأُجِيبُهُمْ” (زك10:6)، بدأت بالعند واللعنة ثم قفزة التوبة ثم احضان المسيح، والله يقبل التوبة بما لا يتصوره عقل، الابن الضال وهو راجع لم يكن يتوقع الذي قام به أبوه في استقباله، لم يجعله يكمل لامه “أجعلني كأحد أجراءك”، ولم يقم بالتحقيق معه في الماضي ولم يلومه، بل أخذه في حضنه ونادى على العبيد “فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ: أَخْرِجُوا الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ، وَاجْعَلُوا خَاتَمًا فِي يَدِهِ، وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ،وَقَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ” من العادات اليهودية أن كل بيت يقوم بتخصيص عجل ليذبح فقط في زواج الابن الأكبر وهذا يفسر لماذا تضايق الابن الأكبر ولكن الأب كسر كل التقاليد وكانت عودة ابنه أهم من زفاف الابن الأكبر، 5- الله يحتفل بالتوبة (الإحتفال): عاد الابن وثيابه متسخه ورائحته كريها ولكن الأب يقوم بعمل وليمة لابنه، وليمة الإحتفال بالتوبة “يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ” والسماء يكون فيها هذا الفرح الكبير ، أهم شيء قدمه الأب الرحيم لهذا الابن العائد هى الأحضان المفتوحه، كلمة الحضن معناها (قربه إلى قلبه) وهذا تعبير سامي عن الحب (تعالى إلى قلبي مرة ثانية لأنك قطعة من قلبي، وبدونك قلبي ناقص) مشاعر جميلة، في سفر زكريا “وَكَانَ يَهُوشَعُ لاَبِسًا ثِيَابًا قَذِرَةً وَوَاقِفًا قُدَّامَ الْمَلاَكِ.فَأَجَابَ وَكَلَّمَ الْوَاقِفِينَ قُدَّامَهُ قَائِلًا: «انْزِعُوا عَنْهُ الثِّيَابَ الْقَذِرَةَ». وَقَالَ لَهُ: «انْظُرْ. قَدْ أَذْهَبْتُ عَنْكَ إِثْمَكَ، وَأُلْبِسُكَ ثِيَابًا مُزَخْرَفَةً».فَقُلْتُ: «لِيَضَعُوا عَلَى رَأْسِهِ عِمَامَةً طَاهِرَةً». فَوَضَعُوا عَلَى رَأْسِهِ الْعِمَامَةَ الطَّاهِرَةَ، وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابًا وَمَلاَكُ الرَّبِّ وَاقِفٌ.” كما فعل الأب في ابنه العائد، مشاعر فرح وسعادة وسلام بداخل قلب الإنسان، وإذا كان الأب يكتب مذكراته كل يوم أظن أنه كتب في هذا اليوم أنه أسعد يوم في حياته، وكل أفعال الأب تظهر كيف كان سعيد. 6- الابن الكبير: يمثل الرافدين ويأتي الابن الكبير ويبدأ في خطوة العند، يغضب الفريسيون والابن الأكبر من قبول الله والأب الرحيم للخطاة، الفريسيين عبر تاريخهم كانوا دائما رافدين لتوبة الخطاة وقلبهم مغلق، أن توبة الإنسان هى سبب فرح، والتوبة عمل داخلي في قلب الإنسان، وهنا الابن الكبير رفض التوبة، الله يقبل التوبة والإنسان يرفض توبة أخوة وهذه هى قساوة القلب، “فَدَعَا وَاحِدًا مِنَ الْغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا؟فَقَالَ لَهُ: أَخُوكَ جَاءَ فَذَبَحَ أَبُوكَ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ، لأَنَّهُ قَبِلَهُ سَالِمًا.فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُلَ. فَخَرَجَ أَبُوهُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ ” والتوبة فعل غريب … الله يقبل توبة الإنسان الخاطي مهما كان زمن خطيته والإنسان يرفض وهنا العجب يا أخوتي وقساوة قلب الإنسان، في سفر زكريا “هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ قَائِلًا: اقْضُوا قَضَاءَ الْحَقِّ، وَاعْمَلُوا إِحْسَانًا وَرَحْمَةً، كُلُّ إِنْسَانٍ مَعَ أَخِيهِ.وَلاَ تَظْلِمُوا الأَرْمَلَةَ وَلاَ الْيَتِيمَ وَلاَ الْغَرِيبَ وَلاَ الْفَقِيرَ، وَلاَ يُفَكِّرْ أَحَدٌ مِنْكُمْ شَرًّا عَلَى أَخِيهِ فِي قَلْبِكُمْ. فَأَبَوْا أَنْ يُصْغُوا وَأَعْطَوْا كَتِفًا مُعَانِدَةً، وَثَقَّلُوا آذَانَهُمْ عَنِ السَّمْعِ.” من كانت خطيته أكبر الابن الصغير أم الابن الكبير؟ الابن الكبير خطيته أكبر بكثير جدًا يكفي أنه لم يكن بكلام لائق مع أبوه “ابْنُكَ هذَا الَّذِي أَكَلَ مَعِيشَتَكَ مَعَ الزَّوَانِي” وتنتهى الأحداث ولم نعرف هل دخل الابن الكبير البيت أم لا وهل قدم توبة أم لا؟؟ ويتركنا المثل أمام انفسنا، اجتهد وفتش في قلبك لئلا تكون القساوة قد تسربت إلى قلبك، ودائمًا نصلي “أرحمني يا الله” لنحمي انفسنا من القساوة، ارجوك ونحن في الصوم لا تكون مثل الابن الكبير الذي قدم لنا مثل للعناد الشديد الذي يفقد الإنسان كل شيء. 7- البرالذاتي: الابن الكبير يرى نفسه أفضل ويدين أخوة “هَا أَنَا أَخْدِمُكَ سِنِينَ هذَا عَدَدُهَا، وَقَطُّ لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصِيَّتَكَ، وَجَدْيًا لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ لأَفْرَحَ مَعَ أَصْدِقَائِي.وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ ابْنُكَ هذَا الَّذِي أَكَلَ مَعِيشَتَكَ مَعَ الزَّوَانِي، ذَبَحْتَ لَهُ الْعِجْلَ الْمُسَمَّن” يعيش في البر الذاتي، في سفر زكريا “وَلاَ يُفَكِّرَنَّ أَحَدٌ فِي السُّوءِ عَلَى قَرِيبِهِ فِي قُلُوبِكُمْ. وَلاَ تُحِبُّوا يَمِينَ الزُّورِ. لأَنَّ هذِهِ جَمِيعَهَا أَكْرَهُهَا، يَقُولُ الرَّبُّ».”( زك8: 17) نحن في صوم توبة ويقدم لنا هذا المثل والابن الصغير والكبير وأختار من تكون؟؟. 8- خلاصة الحدث: من سيبقى إلى المنتهى،” فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ، وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ. وَلكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ، لأَنَّ أَخَاكَ هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالُا فَوُجِدَ».” جميل الأب وهو ينصح أبنه للمرة الثانية، في سفر زكريا “وَالْبَعِيدُونَ يَأْتُونَ وَيَبْنُونَ فِي هَيْكَلِ الرَّبِّ، فَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَبَّ الْجُنُودِ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. وَيَكُونُ، إِذَا سَمِعْتُمْ سَمَعًا صَوْتَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ».” نهاية المثل والدرس ” كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ” تذكر هذه الآية في كل موقف، انتبه وأعرف دورك… أريد أن تنشغل بأمرين: 1- هل أنت مثل الابن الصغير أم الكبير أو مثل الأب الغفور؟. 2- أريدك أن تقرأ هذا السفر خلال هذا الأسبوع وتأمل في الآيات التي تكلمنا عنها واقرأ مثل الابن الضال في( لوقا 15). من الأشياء الجميلة في هذا السفر كلمة “أرجع” وهذا السفر مليئ بالوعود الجميلة “لأَنَّهُ مَنْ يَمَسُّكُمْ يَمَسُّ حَدَقَةَ عَيْنِهِ”( زك 2:8)،” لاَ بِالْقُدْرَةِ وَلاَ بِالْقُوَّةِ، بَلْ بِرُوحِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ.” (زك4: 6) وضع هذه الآية أمامك وسوف تريحك، “هُوَ يَدْعُو بِاسْمِي وَأَنَا أُجِيبُهُ. أَقُولُ: هُوَ شَعْبِي، وَهُوَ يَقُولُ: الرَّبُّ إِلهِي” (زك13:9)، سفر زكريا سفر الرجاء وضع أمامك هذا الرجاء القوي وأنت تستعد وتقابل هذا الأب الرحيم في مثل الابن الضال وهذا هو عمل الله معنا في كل وقت وهو ينتظر توبتك وعودتك، وكما فعل في مثل الابن الضال هو يصنع معنا كل حين وهذا هو عمله كل الوقت، لأنه على الصليب يفرد ذراعيه وينادي لكل إنسان “أنا عطشان” ومنتظر توبتك ورجوعك وهذا هو ما يرويني، ربنا يحافظ عليكم ونعيش في معاني هذا المثل القوي وندرسه من خلال سفر زكريا، كل أسبوع نختار سفر ونربطه بموضوع الأسبوع من الصوم الكبير ليكون لنا قرائه في العهد القديم والجديد، الله يعطينا دائمًا توبة في حياتنا ويفرح بينا ونفرح به ونرجع له ويرجع لنا، لإلهنا كل مجد وكرامة من الأن وإلى الأبد آمين. |
|