منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23 - 03 - 2021, 02:11 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

القمص بيشوي كامل عجائب الله في الكنيسة


القمص بيشوي كامل عجائب الله في الكنيسة


عجائب الله في الكنيسة
ومن المعروف عند الجميع أن آلام السرطان عنيفة مبرحة. ولكن أبونا بيشوي عاش الصليب من البداية: عاش صليب الآلام كما عاش صليب الفرح، بل وأكَّد الناحيتين بلا هوادة - الألم الذي ينظر إليه الناس بكثافة متغايرة تبعًا لمقدار قربهم من فاديهم المصلوب، والفرح بالصليب لكونه الوسيلة الوحيدة لخلاصنا وفدائنا. وهو أيضًا قد أبرز أن الكنيسة القبطية في تعييدها للصليب تترنّم بنغمات أحد الشعانين - أي بنغمات التهلل. وتوافقًا مع كنيسته وتناغمًا معها تغلب أبونا بيشوي على الألم بالفرح، فهو قبل أن يصاب بالسرطان سماه "مرض الفردوس" ولما اضطره الوجع إلى ملازمة الفراش كان الألم صبرًا وصمتًا وتركيزًا لعينين على الصليب. أما فترات الهدوء بين هجمات الوجع الباطشة فكان يقضيها في الترنّم بالتسابيح والتماجيد، وأيضًا في خدمة من يأتون إليه أو من يرسل هو في طلبهم!
ولقد وجد هذا التلميذ الملتصق بمعلمه التصاق يوحنا الحبيب الهدوء النفسي العميق بإصغائه إلى مراثي إرميا التي قام بتسجيلها بصوته قبل نياحته بفترة وجيزة خشية أن يمنعه المرض عن التمتع بالقراءة، فكان إصغاؤه إلى هذه المراثي يخفف من عنف الألم. فكان هذا الاحتمال بالتهليل يملأ قلوب من يرونه عزاءً وفرحًا. فهم أيضًا رأوا فيه بولس الرسول الذي قدّم كشف آلامه كوثيقة دامغة على رسوليته: فقد حوَّل الألم إلى عشرة مع الله والمرض إلى كرازة!
ومن أعجب عمل الله فيه أنه حتى وهو ملقى على سريره أوصل الكثيرين إلى فاديه الحبيب. فمثلاً حدث أن شابًا أردنيًا غير مسيحي رغب في الزواج من شابة قبطية ولكنها رفضت في إصرار أن ترتبط بالرباط المقدس مع شخص لم يذق بهجة الحياة في السيد المسيح. فأعلن الشاب استعداده للتعرّف على ذلك المخلص الذي لا تريد الشابة المرغوب فيها أن تتباعد عنه. فأخذته إلى أبينا بيشوي. ولعدة ليالٍ كان يجلس الاثنان إلى جانب سريره ويصغيان إلى حديث هذا المريض الذي كان "يتكلم كمن له سلطان" وتقبَّل الشاب المسيحية بكل قلبه وأعلن فرحه لمعرفته السيد المسيح من شخص كان له "الحياة هي المسيح".
وثمة مثلٍ ثانٍ يوضح إلى أي مدى كان يتحنن على الضعف الإنساني: فقد ذهب إليه رجل ذات مرة واشتكى مرّ الشكوى من كهنة الكنيسة التي اعتاد أن يواظب على الصلاة فيها. فسأله أبونا بصوته الناعم الهادئ: "هل الكنيسة ملكًا لك؟" أجاب المشتكي: "كلا إنها ملك لله". قال الكاهن الصبور: "حسنًا قلت. فإن كان المالك راضيًا بأن يخدموه وبأن يرفعوا السرّ الإفخارستي - فهل في إمكانك أن تقول له لا؟" وأقرّ المشتكي بأنه ليس في مقدوره الاعتراض على المالك الأصيل الراضي عن خدامه. وتكفيرًا عن الشكوى وضع أبونا بيشوي على المشتكي أن يقرأ مراثي إرميا بأكملها خمس عشر مرة.
وهكذا كانت شهادة أبينا بيشوي بعظائم الله خلال مرضه أبعد أثرًا منها وهو في صحته لأن جميع الذين رأوه في تلك الفترة رأوا فيه ملاكًا سماويًا.
وكان عيد الصليب قبل النهاية بيومين (وعيد الصليب يستمر ثلاثة أيام). وكان يحيط به في ذلك الصباح د. عوض قلد وعدد من زملائه. فالتفت إليهم وسألهم: "أي عيد نعيّده اليوم؟" وقبل أن يجيب أحدهم قال: "إنه عيد الصليب". وسارع د. عوض إلى القول: "أرجو يا أبانا أن لا تجهد نفسك بالكلام". أجابه رجل الله: "لماذا نخاف؟ إن عيد الصليب هو عيد القوة. إنه عيد الحرية. وأنا متلهِّف على التحدث كثيرًا عن الصليب. فمن فضلك لا تمنعني. إن رسالتنا هي أن نظهر قوة الصليب أمام كل إنسان. وهكذا أخذ يتكلم عن سلطان الصليب الذي كان لعنة في القديم فحوَّله السيد المسيح إلى بركة لجميع الناس. وأصغى إليه الأطباء في إعجاب صامت إلى أن انتهى من حديثه. فقد رأوا فيه حقيقة القول الإلهي: "الجسد ضعيف أما الروح فنشيط". لأنه من خلال الصليب كان جسد أبونا بيشوي يضعف يومًا بعد يوم بينما روحه "كان يتجدد كالنسر شبابها".
وكان اليوم الثالث لعيد الصليب في ۱۲ برمهات (وهو الذي تكرّسه كنيستنا المحبوبة شهريًا لرئيس جند السمائيين)، ويتطابق مع ۲۱ مارس الذي قررته حكومتنا المصرية عيدًا للأسرة. وبالإضافة فهو اليوم الذي تعيِّد فيه الكنيسة بإعلان بتولية الأنبا ديمتريوس الكرَّام وزوجته.
وفي عشية ذلك اليوم المليء بالذكريات أخذ أبونا بيشوي يمنح بركته لجميع المحيطين به. وبينما كانت عقارب الساعة تتحرك نحو مطلع الفجر سأل في نشوة: "إيه الفتحة اللي فوق؟" وسأله نبيل (وهو ابن لأخيه): "أين يا أبانا القديس؟" أجاب في همس: "إنها السماء". وهكذا انفتحت أبواب الفردوس ورنَّ صوت الفادي الحبيب في أذنيّ هذا التلميذ الذي ظلّ أمينًا حتى الموت: "نعمًا أيها العبد الصالح والأمين... ادخل إلى فرح سيدك".
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
قصة حياة القمص بيشوي كامل
القمص بيشوي كامل ومرضه
عظة رأس السنة - القمص بيشوى كامل
كتب القمص بيشوى كامل
الصلاة هى الطريق الوحيد لفهم أرادة الله ( القمص بيشوى كامل )


الساعة الآن 03:02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024