لن تكفيك الكلمات..يكفي فقط ان اقول حداد
هل دموعي ستكفي ... كي أعبر عن مدي حزني ؟
هل تنهدات قلبي ... ستهدئ من روعتي وألمي ؟
وهل هذا واقعاً حقيقي ... أم أنا في حلم يفزعني ؟
أين أنت يا أبي ... أحقاً ... أنت رحلت وتركتني ؟
أم أنك تداعبني ... كعادتك ... وستعود لتحتضني ؟
عشت غريباً ... تائهاً في غربتي ... مثل كل أبائي
لم أجد عوناً ... بل كنت أعاني يتماً ... وطريق به أنا أعاني
ولكن .... تعلمت منك الكثير ... والكثير مازلت به أحاول
علمتني أن أشعر بوجود الله الدائم معي
علمتني كيف أثق في تدبير إلهي ورعايته لي
علمتني كيف أصبر وأحتمل ... بل وأشكر
بل وعلمتني ... أن أصابر ... أن أقاتل ... أن أصارع ... أن أطالب
علمتني ... دون كلام ... بل فقط أفعال
قل لي ... كيف أبيك بدموع ... وكيف أعبر عن وحدتي الأن بدونك
كنت أنت معلمي ... وقائدي ... وقدوتي ... بل كنت أنت العظيم في نظري
كنت دائماً معي ... بعظاتك ترشدني ... وبكلماتك وعباراتك تثقلني ... وببسمتك تفرحني
افتقدك الأن ... أفتقد صوتك ... أفتقد حضورك ... أفتقد مرحك ومزاحك
أفتقد الأن أبي الثاني ... فبعد أبي الذي سبقك الي هناك ... تعود أنت للحاق به ... وتتركني
أه .... والف أه
رحلت أنت ... بعدما أتممت رحلتك بسلام
أغتصبت السماء ... بعدما تدربت في مدرسة الألام
تاركاً خلفك ... شعب يحبك ... شعب كان دائماً في فكرك ... وفي قلبك
وأنت ... كنت بداخل قلوبهم تعيش بصدق ... فأنت الأب الذي لن يأتي مثلك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
لست أدرى كيف نمضى أو متى ....... كل ما أدريه انا سوف نمضى
فى طريق الموت نجرى كلنا ....... فى سباق بعضنا فى اثر بعض
...
كبخار مضمحل عمرنا مثل برق ........سوف يمضى مثل ومض
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
صدقني لن تكفيك الكلمات ... ولن يفي حقك أي كتابات
ولكني سأعود ... لأعبر ... وأكتب ... لأنني دون قلمي ... سأموت
عائد ... وغداً سأواصل ... فكلماتي ... لا تسعفني ... والي الأن ... لن تستطيع التعبير
عن ما بداخلي يدور ...
وها أنا ... بدموعي ... أقول لك ... الي اللقاء
لأن في قاموسي ... لا مكان لكلمات الوداع
كلمات تذكرتها فذاد بكائي
أشكركم جميعاً يا أخوتي وأحبائي !
ولست الأن أنا موجوداً معكم ...
أنما أنتم ... أنتم في قلبي في أستمرار
لقد عشتُ زماني كله في قلوبكم .... وما زلت أعيش
وعندما ذهبت ... أخذتكم جميعاً في قلبي وفي فكري
من أجلكم أنا هنا ... ومن أجلكم أنا أذهب الي هناك
أخذتكم في قلبي وفي فكري أنتم ... وألامكم ومشاكلم ... لأعرضها علي الله
أنت لست وحدك ... لا تعيش في الحياة وحدك
أنما تعيش والله يعيش معك ... الله لا يتركك ...لا لحظة ولا طرفة عين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
انا لست وحدي ... نعم
فالله معي ... فهو أبي ... وخالقي ... والذي يهتم بي
ولكن ...
أنا الأن أشعر بالوحدة ... أشعر بأنني فعلاً وحيد
فرحيلك عني ... أصابني ... كسرني ... بل ودمرني
أنا وبالحقيقة أقول ... أنك لم تكن بالنسبة لي ... شخصاً عادياً
ظهر في حياتي فجأة ... وفجأة أختفي
أنت لست بالشخص العادي
أينعم أنا لم أراك الا مرة واحدة ... فقط ... وجهاً لوجه
وتعذر عليا أن أصافحك وأنحني مقبلاً يدك
لم تراني أنت ... وبالتأكيد لم تعرفني
ولكني ... أنا أعرفك ... أعرفك بالتمام
وكأنني أتيت لهذه الدنيا لأراك ... لأعرفك ... لأسمع ما تقول ... لأتعلم منك
وكأنك أنت أنا ... وأنا منك خرجت
أتعرف ... أنني عندما كنت أجلس أمامك لأسمع ما تقول ...
كنت ومع كل كلمة ... أسمعها بنبض قلبك ... وبتنهدك ... قبل أن تلفظها بشفتاك
كنت بالنسبة لي ... أبي الثاني
ابي الذي كان يحرسني ... بصلواته
يرشدني ... بكلماته
يحرسني ... بنظراته
يقويني ... بأقواله
يتوبني ... بتنهداته
يقودني ... بنبضات قلبه
كنت أراك البطل ... الذي صرخ في البرية وقال ...
أينعم أنا ضعيف ... ولكن بإلهي أنا قوي
رأيتك الناري ... الذي لم يخشي الوجوه ...
بل تشدد وتشجع ... وأنتظر الرب
رأيتك الباكي ... الذي بدموعه أذاب القلوب
رأيتك المرنم ... الذي داعب السماء
رأيتك الحكيم ... الذي فاق الحكمة نفسها
رأيتك الصياد ... الذي خلص النفوس
رأيتك الفليسوف ... الذي قاد الكثيرين
رأيتك المحب ... الذي ربح العالم كله
رأيتك حامي للإيمان ... رأيتك عمود الدين ... رأيتك ذهبي الفم
رأيتك كما لم يراك غيري
رأيتك كما أنت
ولكن ... أين أنت الأن ؟
وهل سأراك قريباً ... أم لا ... كوني غير مستحق
أيه ؟
مش عجبك كلامي !
حاسس أني مذودها شوية ؟
والا مش قادر تسمعي !
أيه ,,, هو مش الفراق بيوجع !
أيه ,,, مش الدموع ال من بين الجفون ع الخدود بتجري بتحرق !
أيه ,,, عرفت أنك في مكان أفضل
سلمتك وزناتك بذيادة
ومع المسيح ذاك أفضل جداً
بس في ناس تحت ,,, ناس لسة في الأرض
فقدتك ,,, وفقدت أبوتك ,,, ورعايتك ,,,
ناس لسه بتتألم ,,, ما هي لسه بشر
بتبكي بحرقة ,,, وبتصرخ بصوت عالي
ومش مصدقة !
هو ال بيحصل ده ,,, وال بنسمع عنه ,,, بجد حقيقي ؟
أنت بجد سبتنا مشيت ؟
أنت مش معانا ؟
أنت مش هناك في الأنبا رويس
ولا في الدير
ولا في اسكندرية
يعني أنت مش جي تاني
وهيبقي أخرك معايا كدة ؟
صورة وشمعة ,,, وبس
تذكرتك !
نعم تذكرتك ... رغم أنني لم أنساك
تذكرت كلماتك الهادئة ,,, الهادفة ,,, المعبرة ,,, المطمئنة !
ربنا موجود ,,, وكله للخير ,,, ومسيررها تنتهي
تذكرتك ,,, وأنت تبتسم ,,, وتضحك ,,, وتضحنا معك
تذكرتك ,,, وأنت تجيب ,,, وتفسر ,,, وتفهمنا ما نؤمن به
تذكرتك ,,, وأنت تعظ ,,, وتعلم ,,, وترشدنا في طريقنا
تذكرتك ,,, وأنت تبكي ,,, وتتنهد ,,, من أجلنا ومن أجل مشاكلنا
تذكرتك ,,, وأنت حزين ,,, ومكتئب ,,, من أجل الظلم والقهر الواقع علينا
تذكرتك ,,, وأنت تقدس ,,, وتصلي ,,, وترفع عنا الصلوات
تذكرتك ,,, وأنت نظير جيد ,,, وأنطونيوس السرياني ,,, والأنبا شنودة
تذكرتك ,,, وأنت البطريرك الثائر ,,, التصادمي ,,, الذي لا يخشي الموت
تذكرتك ,,, وأنت البطريرك الهادي ,,, الروحاني ,,, الذي يعشق الكسوت
تذكرتك ,,, وأنت جالس الكرسي المرقسي مختاراً من الله
وتذكرتك ,,, وأنت علي الكرسي ذاته ,,, وأنت بين يدي الله
تذكرتك
"ابي الحبيب وداعا"
منقول للأمانه
|