|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فلنتوقف عن التحرّش.. ولنبدأ حق ممارسة الجنس العنوان مزعج.. وأنت الآن تنظر إلى اسم الكاتب ثم تردد بسخط: «وأنا اللي كنت فاكرك مؤدب» . عندك حق.. ففي الكائنات الحية البدائية يتم التكاثر لاتزاوجيًا . وأحدهم قرر أن يعمّم التجربة في مصر . ممارسة الجنس طقس اجتماعي يتم بين الذكر والأنثى، ومن مارسوه يؤكدون أنه ممتع . فلم لا نفعل؟ يقول إعلان حقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة عام 1948 «الرجال والنساء الذين يتجاوزون سن البلوغ لهم كل الحق في التزاوج وتكوين الأسر دون أي منع خارجي أو إجبار» . وفي الإسلام تعد ممارسة الجنس تقرّبًا إلى الله، ففي الحديث: «قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجرٌ قال أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزْرٌ، فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر»- رواه مسلم . إذن الجنس حق لكل شاب أدرك البلوغ.. السؤال كيف نمارسه؟ سؤال صعب ومفاجئ.. سأحاول تبسيطه . كل مجتمع يرتضي أسلوبًا للتواصل بين الذكر والأنثى، فما الإطار الذي يفترض للشاب المصري ممارسة الجنس من خلاله بدلا من أن يلجأ لسلوكيات مريضة كالتحرش أو إدمان العادة السرية والمواقع الإباحية؟ هناك مجتمعات تمارس الجنس داخل إطار مؤسسة الزواج، ومجتمعات تمارسه خارج إطار مؤسسة الزواج، ومجتمعات لا يمارس شبابها الجنس أصلاً . المجتمعات الأخيرة هي نحن .. ففي الولايات المتحدة وأوروبا تستقل الفتاة عن أسرتها، وتمارس الجنس بشكل طبيعي بعد حفلة التخرج من المدرسة وهي في السادسة عشرة . عالم «مُنحلّة».. وقبل قرن واحد، سادت فكرة الزواج المبكر وكانت الفتاة المصرية التي تتجاوز العشرين دون زواج تعد عانسًا . عالم «متخلفة».. فكيف تمارس الشابة المصرية غير المنحلة وغير المتخلفة الجنس؟ الزواج مستحيل والزنا محرّم.. والنتيجة انتقال الجنس من خانة الغرائز لخانة العيب، وتضخمه في عقل المجتمع ليتحول من مجرد غريزة تشبع إلى محور احتفالاتنا ونكاتنا وسبابنا وحياتنا . في طرقات مدينتنا.. شباب عالة يمدون يدهم لأمهاتهم ليقبضوا مصروفهم، وفتيات تهدرن أجمل سنوات عمرهن يبحثن عن عريس لا يأتي . الاسم الحركي لكونك عالة هو أنك تتعلم، فالشاب يدرك البلوغ ثم تظل حاجته الأساسية مكبوتة عشر سنوات كاملة لحين ينتهي من التعليم، ليبدأــ مجرد يبدأــ حياته العملية . فحق العمل مسلوب، وبالتالي حق الاستقلال المادي وحق إشباع الحاجات الأساسية مسلوب . وهذا الوضع ليس حتمًا مقضيًا.. فالهدف من أي نظام في أى دولة أن يحقق حاجات سكانه، وإذا كان نظامنا لا يحقق الحاجات الأساسية في العمل وممارسة الجنس والتعليم، فلابد من إعادة النظر فيه عبر : (1) تقصير المدى الزمني للعملية التعليمية المصري ينفق نصف عمره في التعليم والنصف الآخر في نسيان ما تعلمه . امتداد التعليم حتى سن الـ21 يحتاج إعادة نظر، فالتعلم عمل إيجابي، ولا يمكن أن يتم إلا في ظل رغبة الطرف المتعلم للتلقي، وطول المدى الزمني للعملية التعليمية يفقد المتعلم الحافز الداخلي المرتبط برغبته في العمل ولا يبقى سوى الحافز الاجتماعي لإرضاء أهله . لذا إعادة النظر في المناهج ضرورة، لحذف الحشو والتكرار المعلومات الدراسية، واختصار سنوات دراسية، سواء في التعليم الإلزامي أو الثانوي . كما يمكن تقصير السنة الدراسية نفسها، فعلى حد علمي ليس هناك نص قرآني بأن العام الدراسي 12 شهرًا 9 دراسة و3 إجازة . يمكن اختزالها لتكون ثمانية أشهر دراسة واثنين إجازة فنوفرعلى الطلبة ثلاثة أعوام كاملة من عمرهم . وسيعالج هذا الحل جزئيا أزمة ازدحام المدارس وقلة عددها، فبقاء الطلبة 14 عاما من الحضانة إلى الثانوي ليس كبقائهم 11 عاما . كما سيواجه مشكلة التسرب، فالأهالي الفقراء ــ تخيل ـ يرون بقاء الشاب دون عمل عبئًا ماليًا ضخمًا، فنخسر ملايين من الأطفال يتسربون في منتصف العملية التعليمية أو لا يذهبون للمدارس من الأساس . (2) مراحل تعليم منتهية مراحل التعليم المنتهية تتيح للمتعلم الالتحاق بسوق العمل فور إنهائها، فأنت لست بحاجة لاستكمال الدراسة إلى المؤهل جامعي لتعمل مندوب مبيعات أو فني بمصنع أو لتمتهن عمل حرفي، لكنك بحاجه إلى دراسة متخصصة وسريعة لما تعد للعمل به. الأمر يتطلب تطوير التعليم الثانوي والفني ليكون مرحلة متخصصة منتهية وليس مجرد اختبار قدرة على الحفظ، والأكثر حفظا يلتحق بالكلية التي يريدها . والأصل في التعليم هو المراحل المنتهية، وفي «أوربا والدول المتقدمة» يبدأ الشاب في العمل خلال الدراسة ليحقق استقلالا ماليا ومعنويا عن والديه . وختامًا.. تأهيل الشباب لسوق العمل مبكرًا ضرورة، واعلموا أن البشر منحهم الله شيئًا ما فوق أعناقهم ليتمكنوا من التفكير في أسباب مشاكلهم وليطرحوا لها تصورات مختلفة . الحق حق، والتصور المريض أن اجتماع الذكر بالأنثى يزيد عدد السكان، لذا يجب ألا يجتمعوا أقرب لحالة عته مغولي متقدمة منها لسياسة دولة. وبدلاً من اعتبار الشباب خطرا علينا، لأنهم يتحرّشون بفتياتنا أو اعتبار البنات مصدر قلق، لأنهن يبحثن عن حقهن في السكن والائتناس إلى ولد، فالأولى إتاحة الحق البشري الطبيعي . «ومِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً».. اللهم بلغت.. اللهم فاشهد بقلم : احمد سمير المصدر : المصرى اليوم |
|