|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قيافا الصدوقي كانت رياسة الكهنوت أيام المسيح قد وصلت إلى أتعس صورة من صور المهانة، لأن الوالي الروماني هو الذي كان يعين رئيس الكهنة، أو يخلعه متى أراد، ولم يكن يعين في هذا المنصب أي فريسي، يؤمن بإلهة وكتبه، ويعيش ليحقق الأماني اليهودية أو يموت في سبيلها، كان الرجل الذي يختار لابد أن يكون صدوقيًا، والصدوقيون كما نعلم لايؤمنون إلا بالله، وكتب موسى الخمسة، أما الملائكة والروح والقيامة، فقد كانت بعيدة عن إيمانهم، ولم يكن إيمانهم في الواقع بالله إلا إيماننا عقليًا، فهم والملحدون على حد سواء، أي أن الدين أضحى مظهرًا يختفي وراءه اللص والفاسق والزاني، وبيت الله تحول إلى مغارة لصوص!! من المحزن حقًا أن ينحدر الصدوقيون والفريسيون في أيام المسيح إلى الدرك الأسفل، إلى الدرجة التي يفقد فيها الدين معناه وفاعليته، ويتحول عند الصدوقيين إلى نكران للأبدية، وعند الفريسيين إلى تعصب شرير أحمق يحق فيه قول المسيح : «لكن ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تغلقون ملكوت السموات قدام الناس فلا تدخلون أنتم ولا تدعون الداخلين يدخلون، ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تأكلون بيوت الأرامل. ولعلة تطيلون صلواتكم. لذلك تأخذون دينونة أعظم، ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تطوفون البحر والبر لتسكبوا دخيلاً واحدًا ومتى حصل تصنعونه لجهنم أكثر منكم مضاعفًا» (مت 23 : 13-15). هناك أسطورة قديمة عن الخلق، لاشك في أنها غير صحيحة، لكنها تحمل معها رمزها العظيم، والأسطورة تقول : إن الله جمع أمامه جراثيم الحياة، وطلب منها تختار ما تريد أن تكون، واختار البعض أن يكونوا أفيالاً أو نمورًا وهكذا الحيوانات، والبعض قال : بما أن أغلب سطح الأرض مغطى بالماء لذلك نطلب أن تكون لنا زعانف، وصنع الله الأسماك، والبعض رأى عالم الهواء وطلب الأجنحة، فخلقت الطيور، وبعد ما تكلمت الجراثيم، بقي واحد صغير متواضع قال : إنه لا يطلب زعانف ولا أجنحة ولا أنيابًا.. ولكنه يطلب أن يكون على شبه الله، وسر الله، وقال : كن إنسانًا!! وسيظل الإنسان إنسانًا، طالما بقي فيه الاحساس بالله، والشبه الكامن في أعماقه، فإذا قتل الشر أو الخطية، حياة الله فيه، أو بعبارة أخرى لم يكن قد تمتع بالولادة الجديدة التي تعيده إلى صورة الله وشبهه، فمن الغريب أنه سيمتليء بالزعانف والأجنحة والأنياب، ليتحول أشر وحش على الأرض!! ومع أننا لا نقصد هنا أن نخوض في أبحاث لاهوتية أو عقائدية، لكننا نود فقط أن نفرق بين الإنسان الذي تترك الحياة الروحية طابعها العميق فيه، وذاك الذي لا يزيد الدين عن أن يكون مظهرًا لحياة تعيش وتمارس الإلحاد فعلاً!! ... عندما كان الدكتور دانيال وايز راعيًا لكنيسة في مدينة اسبرنج فيلد في ولاية ماساشوستس، ذهب إلى متجر وبينما هو يختار بعض مشترواته، سمع أحداهم ينطق بكلمات تجديف، وقد اجتمع حوله بعض الشباب الذي تأثر بكلامه. وبينما الدكتور وايز في طريقه إلى الباب قال للملحد : هل أفهم ياسيدي أنك تنكر وجود الله؟ وأجاب الرجل : نعم أنا أنكره. قال القس : إذًا لا يوجد كائن تحس أنك مدين له بشيء، ولا كائن تصلي أمامه، ولا كائن تأمل منه شيئًا! وقال الرجل : كلا. وقال القس : بما أن الأمر كذلك، فأظن أنه لا يوجد عندك مانع أن توقع على وثيقة بذلك، فقال الرجل : بكل تأكيد لا يوجد! وكتب الدكتور وايز : بما إني لا أؤمن بوجود إله. فأنا أجحد كل علاقة به في الحاضر والأبدية، في الفرح والحزن في الحياة والموت، ولكي أثبت حقيقة اعترافي، أوقع باسمي على هذه الوثيقة، قرأ الرجل الوثيقة وتردد قبل أن يوقع عليها ولكنه وقعها أخيرًا وأخذها دكتور وايز وطبقها ووضعها في جيبه ومشى، على أنه سمع خطوات الرجل خلفه، وسمعه يقول : إذا لم يكن عندك مانع فإني أرجو أن تعطيني الورقة. وأجابه القس : إنها أصبحت ملكي لكن ماذا تريد أن تعمل بها؟ وقال الرجل : أمزقها!... ألا تؤمن بصحة ما جاء بها؟ نعم أؤمن ولكني أحس بأني أستريح أكثر إذا مزقت الورقة!!... من المؤسف جدًا أن قيافا مزق ثيابه، ولم يمزق الورقة التي سلم بها يسوع المسيح!! ولست أعلم إلى أي حد كان قلقًا وهو يفعل ذلك، وهل استطاع لكونه صدوقيًا أن يستريح!!؟ هذا هو السؤال!!؟ |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هل قيافا نبي ؟ يوحنا 11 : 49-52 |
قيافا الحسود |
قيافا |
قيافا |
قيافا |