|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ايليا ومواجهة كبيرة لقد تمَّت المواجهة بين الإله الحي الحقيقي القادر على كل شيء، والأوثان التي لا تنفع ولا تفيد. ولم تستطع الأوثان أن تُعين الذين صرخوا إليها، لكن الرب استجاب بنار من السماء. وهكذا استطاع الجميع أن يميّزوا من هو الإله الحقيقي صاحب السلطان في السماء وعلى الأرض. وقال النبي إيليا للملك أخآب: «أسرع إلى بيتك فإنه بعد سقوط العبادة الوثنية، سوف يُنزِل الرب المطر من السماء، لتعود للأرض ثمارُها وغلَّتها». كان إيليا ممتلئاً بالغيرة على ملكوت اللّه، حتى أنه دعا اللّه قائلاً: «ليُعْلَم اليومَ أنك أنت اللّه». وكانت نفسه مليئة بالحزن على ضلال الشعب وارتداده عن العبادة الحقيقية، فكان قلبه يأكله لأنه يريد أن يُرجع الناس للعبادة الحقيقية. وهذا يذكّرنا بالقول الكريم: «غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي» (يوحنا ٢: ١٧). وكان يرغب أن يعرف خطة اللّه ليتمّمها، فقال: «ليُعْلم اليوم أنك أنت اللّه، وأني أنا عبدك، وبأمرك قد فعلت كل هذه الأمور». وعندما عرف إيليا خطة اللّه لحياته، اندفع يتمّمها بغير خوف من الملك الشرير أخآب. هل تعلم أن اللّه جهَّز خطة جميلة لحياتك رتَّبها لك؟ فعليك أن تعرفها لتسلك فيها. وما أجمل ما قال الإنجيل: «مَخْلُوقِينَ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ ٱللّٰهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا» (أفسس ٢: ١٠). ثم قال إيليا لبني إسرائيل «حَتَّى مَتَى تَعْرُجُونَ بَيْنَ ٱلْفِرْقَتَيْنِ؟ إِنْ كَانَ ٱلرَّبُّ هُوَ ٱللّٰهَ فَاتَّبِعُوهُ، وَإِنْ كَانَ ٱلْبَعْلُ فَاتَّبِعُوهُ» (١ ملوك ١٨: ٢١). لقد كان الشعب يعبد الوثن، وفي الوقت نفسه يعبد اللّه. ولم يكن اللّه ولا إيليا راضيين عن هذا. ألا ترى أن كثيرين في أيامنا هذه يعيشون ساعة لربهم وساعة لشهواتهم. إنهم يُشبِهون في سيرهم رجلاً أعرج، رجلاه غير متعادلتين، أو يشبهون خادماً يخدم سيدين وهو يحاول أن يرضيهما كليهما في وقت واحد، ولكنه لن يستطيع أن يُرضي أياً منهما. ولذلك فإن النبي إيليا، في غيرته للرب، لم يحتمل هذه الغباوة من جانب الشعب، وأعلن أنه قد حان الوقت ليقف الشعب كله وراء الرب الإله، بدون أن يُشرك في عبادته أحداً. ومن الغريب أن الشعب عندما سمع كلام إيليا: «إن كان الرب هو اللّه فاتَّبعوه» لم يجيبوا إيليا بكلمة واحدة، ولم يستطيعوا أن يدافعوا عن عَرجهم المؤلم بين عبادة اللّه وبين عبادة الوثن. وقدم إيليا لمستمعيه تحدياً آخر. قال: «إن الإِله الذي يُجيب بنار فهو اللّه». وهنا تكلم الشعب وأجابوا: «الكلام حسن». لقد قدم إيليا اقتراحه وهو واثق أن اللّه لا يمكن أن يخيِّب منتظريه. فاللّه هو الحي، وهو الذي كلَّف إيليا بخدمته، وهو الذي يرسله ليقوم بتلك الرسالة. إن اللّه لا يخيّب رجاء الإنسان الذي يُلقي عليه كل اتكاله. وأنت إن كنت واثقاً أنك تتمّم خطة اللّه، فنرجوك أن تتقدم باسم اللّه، وعندئذ ستجد أن قُوى الطبيعة سارت في طاعتك. ونلاحظ أن النبي إيليا خاطب مستمعيه من أنبياء البعل بكلمات سخرية لاذعة. لقد ظلوا يدْعون باسم صنمهم من الصباح إلى الظهر، وهم يرقصون حول المذبح مراراً. ولكن كما يقول كاتب المزمور المئة والخامس عشر: «أَصْنَامُهُمْ فِضَّةٌ وَذَهَبٌ، عَمَلُ أَيْدِي ٱلنَّاسِ. لَهَا أَفْوَاهٌ وَلاَ تَتَكَلَّمُ. لَهَا أَعْيُنٌ وَلاَ تُبْصِرُ. لَهَا آذَانٌ وَلاَ تَسْمَعُ. لَهَا مَنَاخِرُ وَلاَ تَشُمُّ. لَهَا أَيْدٍ وَلاَ تَلْمِسُ. لَهَا أَرْجُلٌ وَلاَ تَمْشِي، وَلاَ تَنْطِقُ بِحَنَاجِرِهَا. مِثْلَهَا يَكُونُ صَانِعُوهَا، بَلْ كُلُّ مَنْ يَتَّكِلُ عَلَيْهَا» (مزمور ١١٥: ٤-٨). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
النبي ايليا وتـل مار الياس (ايليا) |
1 مل 18: 1وبعد ايام كثيرة كان كلام الرب الى ايليا |
ايليا النبي 6 ايليا وآحاب |
ايليا النبي 7 ايليا والالهة |
الزوجان ومواجهة الأزمات |