إن شئت أن تكون حرًا، وتتذوق ما أطيب الرب، فعليك أن تتجرد من كل شيء، وتحمل إلى الله قلبًا طاهرًا.
ولكن، إن لم تبادر نعمته وتجتذبك، فإنك لن تستطيع أن تتجرد عن جميع الأشياء وتطرحها، وتتحد أنت وحدك به وحده.
فالإنسان متى أتته نعمة الله، أصبح قادرًا على كل شيء، فإذا بارحته، أصبح فقيرًا ضعيفًا، كأنه لم يترك إلاَّ للضربات.
فعليه، حتى في هذه الحال، أن لا يفشل أو يقنط، بل أن يستسلم بطمأنينة لمشيئة الله، ويتحمل، لمجد يسوع المسيح، كلَّ ما ينزل به، لأنه بعد الشتاء يأتي الصيف وبعد الليل يعود النهار، وبعد العاصفة هدوءٌ عظيم.