|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سيره العظيم الأنبا انطونيوس نتذكر في تلك الفترة عيد الأنبا أنطونيوس.. وتوجهت وطني للباحث ماجد كامل الذي شرح لوطني أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل يوم 22 طوبة الموافق 30 يناير( سوف يحتفل به هذا العام في 31 يناير حيث أنها سنة كبيسة ) . بعيد نياحة الانبا أنطونيوس والملقب بأبو الرهبان؛ ويحتل الانبا أنطونيوس مكانة هامة ومتميزة في التراث القبطي؛ فهو المؤسس الأول والحقيقي للرهبنة القبطية والتي أمتد تأثيرها إلي العالم كله ؛ولقد ولد الانبا انطونيوس “انطونيوس كلمة يونانية معناها عوض” في بلدة قمن العروس بمحافظة بني سويف عام 251م؛ من أبوين مسيحين تقيين، وكان والده رجلا غنيا يمتلك أكثر من 300 فدان من أجود الأراضي الزراعية في مصر؛ وعندما توفي والده نظر أنطونيوس إلى جثمانه وناجاه قائلا “ياأبي أنت خرجت من العالم بدون إرادتك؛ وأنا أريد أن أخرج منه بإرادتي ” غير أن اللحظة الحاسمة في حياة الانبا أنطونيوس جاءت عندما دخل الكنيسة وسمع الآية التي تقول “إن أردت أن تكون كاملا ؛أذهب بع كل مالك وأعط الفقراء وتعال أتبعني فيكون لك كنزا في السماء “فأعتبر انطونيوس هذه الآية موجهة إليه شخصيا ؛فباع الثلثمائة فدان التي ورثها عن أبيه ؛ وأستودع أخته أحد أديرة العذاري؛ وترهب في البداية في المنطقة المعروفة حاليا بدير الميمون؛ غير أنه فكر في التوغل في الصحراء بسبب موقف معين إذ شاهد ذات يوما أحدى السيدات وهي تستحم في النهر أمامه، فأنتهرها قائلا “كيف تستحمين أمام راهب مثلي ” فأجابته المرأة قائلة “الراهب الحقيقي يعيش في الصحراء الداخلية وليس علي حدود النهر ” فشعر أن هذا هو أمر الله له وقد جاءه عن طريق هذه المرأة فتوغل في الصحراء حتي وصل إلي المنطقة الموجودة به ديره الحالي بالبحر الأحمر ؛وعندما ذاع خبره توجه إليه مجموعة من الشباب طالبين الرهبنة والتلمذة تحت يديه ؛ كما أسس العديد من العديد التجمعات الرهبانية الأخري التي ظهرت في وادي النطرون ومنطقة جبل نتيريا والفيوم …. الخ وحرص علي زيارتها باستمرار ؛كما زار مدينة الإسكندرية ليشدد المؤمنين في حربهم ضد الأريوسية ؛وتقابل مع القديس ديديموس الضرير مدير مدرسة الإسكندرية في ذلك الوقت “والذي يعتبر أول من فكر في الكتابة علي النقش البارز لكي يستطيع مكفوفي البصر أن يقرأوا عن طريق لمس الخشب ؛وهو الاختراع الذي تحقق على يد لويس برايل بعد ذلك بخمسة عشر قرنا ” . ثم توفي أخيرا في ديره بالبحر الأحمر في يوم 22 طوبة عام 356م؛ وله من العمر حوالي 105 سنة؛ ودفن جثمانه بمنطقة الدير؛ غير أنه غير معروف مكانه حاليا وذلك بناء على وصيته أن يظل قبره مهجورا لا يعرفه أحد . وأضاف كامل عن سؤال عن دير الميمون ان دير الميمون الذي ترهبن فيه أولا ؛فهو رسميا يعتبر أقدم دير عرف في تاريخ الحياة الرهبانية في العالم كله؛ ويقع هذا الدير علي البر الشرقي من النيل عند حاجر الجبل الشرقي22 كم شمال بني سويف؛ 12 كم جنوب الكريمات؛ وتوجد علامة علي طريق مصر المنيا الشرقي تشير إلى مكان الدير ؛ وكانت تعرف قديما في كتب التاريخ بمنطقة بسيير؛ ولقب الدير بعدة ألقاب نذكر منها ( الصومعة الخارجية ؛الجبل الخارجي؛ الدير البراني ؛ دير الجود ؛دير الجميزة …. الخ ) ولقد كتب أبو المكارم في كتابه “تاريخ الكنائس والأديرة ” عن هذا الدير تحت أسم تحت أسم “دير الجميزة ” فقال عنه “دير الجميزة على شاطيء بحر النيل المبارك وبجواره جوسق وبستان وطاحون ومعصرة وهو قريب من دهروط “مغاغة حاليا ” . أما المقريزي فقال عنه “دير الجميزة، ويعرف أيضا بدير الجود ؛وهو قبالة الميمون، وهو عزبة لدير العزبة “البحر الأحمر حاليا ” بني على اسم أنطونيوس ويقال أنطونة ” .أما الرحالة الألماني فانسليب ( 1635- 1679 ) فلقد ذكره في كتابه “تقرير الحالة الحاضرة 1671 ” فقال عنه ” في الميمون نحو الشرق، دير القديس أنطونيوس ” كما زار الدير الرحالة “جان كوبان” فيما بين عامي 1638 ؛1648 م وكتب عن حالة الإهمال الشديد التي وصل إليها . كما زاره الراهب اليسوعي الفرنسي كلود سيكار في 21 أغسطس 1719 كما ذكره في رسائله عن زيارة مصر . وذكره القمص عبد المسيح صليب المسعودي البراموسي ( 1848-1935 ) في كتابه “تحفة السائلين في ذكر أديرة رهبان المصريين “فقال عنه” دير الميمون على اسم الأنبا أنطونيوس بمديرية بني سويف .شرقي النيل ؛ذكر في سجل الكنائس في كرسي بني سويف والبهنسا .وذكره المقريزي في وجه 502 .وقال أن اسمه دير الجميز …. إلخ ” . وزارة الرحالة النمساوي جوزيف روسيجر، وكان ذلك عام 1836، ووضع وصفا له . وذكره أيضا علي باشا مبارك في كتاب الخطط التوفيقية (نشر عام 1888 ؛وصدرت منه طبعة خاصة عن مكتبة الأسرة عام 2008) فقال عنه “الميمون قرية من مديرية بني سويف في قسم الزاوية ؛واقعة في غرب النيل بنحو 700 متر ؛وفي مقابلها بالجبل الشرقي دير يقال له دير الميمون به كنيسة ويسكنه القسيسون والرهبان “. وعن وصف الدير.أشار للباحث أنه يوجد به كنيستان قديمتان، الكنيسة الأولى بأسم الانبا أنطونيوس، ويوجد بها المغارة القديمة التي أقام فيها الانبا أنطونيوس زمنا؛ وهي تقع في الجانب القبلي من صحن الكنيسة ؛على عمق 1,95 متر، وطولها 1,75 متر، وعرضها 80،. متر ؛ومغطاة بباب خشبي موضوع على الأرض؛ولقد ذكرت بعض المراجع أنها أصلا مقبرة فرعونية . أما الكنيسة الثانية فهي على أسم مرقوريوس أبو سيفين، وهي كنيسة صغيرة وقبابها متهدمة، وبها مذبح واحد وشمال الهيكل سلم يؤدي إلى برج الجرس ؛ويوجد بها كرسي يعتقد أن البابا كيرلس الرابع كان يجلس عليه عند زيارته للدير . ولقد جاء خبر عن الدير في “تاريخ البطاركة “، حيث ورد عنه خبر في سيرة البابا غبريال السابع البطريرك (95 ) ( 1525- 1568 ) حيث ذكر عنه أنه قام بتعمير دير الميمون كما وجه همته أيضا إلي عمارة الأوقاف ؛كما ورد في خبر نياحته أن السلطان العثماني وقتها فرض علي جميع التجار اليهود والخواجات والنصاري ألفين دينار بسبب سفر الجيش المتوجه به سنان باشا الوزير العثماني فتوجه البابا حزينا وهاربا من شره إلي دير القديس أنطونيوس بالميمون فعند وصوله إلي الميمون نزل المعدية ومات فيها .ومن الآباء البطاركة الذين زاروا هذا الدير نذكر البابا كيرلس الخامس البطريرك ال112 ( 1874- 1927 ) حيث قام بزيارة الدير وهو في طريقه إلى السودان ؛وكان ذلك يوم 3 فبراير 1904، وأصطحب معه في هذه الزيارة الأنبا يؤانس مطران البحيرة والمنوفية “البابا يؤانس التاسع عشر البطريرك 113 (1929- 1942 ) فيما بعد ؛ والأنبا مرقس مطران اسنا والانبا بخومويس أسقف دير المحرق .أما الزيارة الثانية فكانت في يوم 25 يناير 1909 ؛ وكتب عنها بالتفصيل يوسف بك منقريوس “أول مدير للمدرسة الإكليركية الحديثة والتي تأسست في 29 نوفمبر 1893 ” في كتابه “تاريخ الأمة القبطية مدى العشرين سنة الماضية من سنة 1893- 1913 أيضا من ضمن المراجع التي كتبت عن الدير، نذكر “موسوعة الكنائس في مصر ” للدكتور جودت جبرا والتي صدرت عن المركز القومي للترجمة تحت رقم ( 1844 ) حيث قال عنها ” كان معروفا بدير الجميزة …….وزاره كل من “ج .ج شيستر ” و”ج .ل . بوتي ” الكنيسة في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي . ويفخر أهالي قرية دير الميمون من الأقباط في التراث العبي الشفوي أن الانبا انطونيوس عاش في المغارة التي يتم النزول إليها من صحن الكنيسة ؛ويحمل الحجاب الخشبي للهيكل تاريخ 1264 ش ( 1529/ 1530 م ) ( راجع الفقرة بالكامل في الكتاب السابق ذكره ؛ الصفحات 234- 237 ) . أما أحدث مرجع ذكر الدير فهو كتاب “المسيحية القبطية في ألفي عام ” تأليف “أوتو ميناردس ” ترجمة ” الدكتور مجدي جرجس ” والصادر عن المركز القومي للترجمة تحت رقم (2353 ) حيث قال عنه “دير الميمون قرية صغيرة محاطة بأشجار النخيل علي الضفة الشرقية من النيل ويوجد بهادير وهذا الدير كان مأهولا في القرن الثالث |
|