|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نــــــــوح الـــبـــــار اسم سامي معناه " راحة " وهو ابن لامك بن متوشالح بن أخنوخ ، وأبو سام وحام ويافث . وقد أسمـاه أبـــــــوه " نوحاً " " قائلا : هذا يعزينا عن عملنا وتعب أيدينا من قبل الأرض التى لعنها الرب " ( تك 5 : 28 - 32 ) ، وهو الجيل العاشر من آدم . وعندما كان نوح ابن 480 سنة ، أعلن اللـه له أن روحه " لا يدين في الإنسان إلى الأبد لزيغانه " ، وأنه سيمهل العالم مائة وعشرين سنة ، سيهلكه بعدها بالطوفان ، وأمره أن يبني لنفسه فلكا من خشب جفر . وأعطاه كل البيانات والمقاسات اللازمة لذلك ( تك 6 : 14 - 16 ) . ورغم صعوبة تصور حدوث طوفان غامر بهذا الشكل ، لم يسبق له مثيل ، كما يقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين : " أمور لم تُر بعد " ( عب 11 : 7 مع تك 2 : 5 ) ، ورغم تعرض نوع - ولا شك - لسخرية معاصريه منه ( 2 بط 3 : 4 - 6 ) ، فإنه " بالإيمان نوح لما أوحى إليه عن أمور لم تُر بعد ، خاف فبنى فلكا لخلاص بيته ، فيه دان العالم ، وصار وارثا للبر الذي حسب الإيمـان " ( عب 11 : 7 ) . " وحين كانت أناة اللـه تنتظر مرة في أيام نوح ، إذ كان الفلك يبنى " (1 بط3 : 20) ، ظل نوح ، باعتباره " كارزاً للبر " ( 2 بط 2 : 5 ) ، يواصل تحذير " عالم الفجار " حوله من الخطر الداهم الوشيك . وبعد أن بلغ نوح من العمر خمسمائة عام ، ولد أبناءه الثلاثة : ساماً وحاماً ويافث ( تك 5 : 32 ) . ولما كان نوح ابن ست مئة سنة ، صار طوفان الماء على الأرض ، وكان اللـه قد قال له : " أدخل أنت وجميع بيتك إلى الفلك ... لأني بعد سبعة أيام أيضاً أمطر على الأرض أربعين يوماً وأربعين ليلة ، وأمحو عن وجه الأرض كل قائم عملته . ففعل نوح حسب كل ما أمـره بـــه الرب " ( تك 7 : 1 - 6 ). وحدث بعد السبعة الأيام ، أن مياه الطوفان صارت على الأرض في سنة ستمائة من حياة نوح ، في الشهر الثاني في اليوم السابع عشر من الشهر ، في ذلك اليوم ، انفجرت كل ينابيع الغمر العظيم ، وانفتحت طاقات السماء ... في ذلك اليوم عينه ، دخل نوح وامرأته وبنوه الثلاثة ونساؤهم إلى الفلك ، وهم وكل الوحوش كأجناسها ... " حسب كل ما زمره اللـه . " وأغلق الرب عليه " ( تك 7 : 1 - 16 ) وتعاظمت المياه وتكاثرت جداً على الأرض ، فكان الفلك يسير على وجه المياه ... " فتغطت جميع الجبال الشامخة التى تحت كل السماء ... فمات كل ذي جسد ... كل ما في أنفه نسمة روح حياة من كل ما في اليابسة مات " . ولم يبق إلا نوح والذين معه في الفلك . " وتعاظمت المياه على الأرض مائة وخمسين يوماً " ( تك 7 : 17 - 24 ) . " ثم ذكر اللـه نوحاً وكل الوحوش وكل البهائم التى معه في الفلك . وأجاز اللـه ريحا على الأرض فهدأت المياه ... وجعت المياه عن الأرض رجوعاً متوالياً ... واستقر الفلك فى الشهر السابع في اليوم السابع عشر من الشهر على جبال أراراط " ( تك 8 : 1 - 5 ) وكان في السنة الواحدة والست مئة ، في الشهر الأول ، في أول الشهر ، أن المياه نشفت عن الأرض ... وفى الشهر الثانى في اليوم السابع والعشرين من الشهر جفت الأرض " وأمر الرب نوحاً بالخروج هو كل من معه ، وكل ما معه من الفلك . وكان أول ما عمله ، أنه بنى " مذبحاً للرب ، وأخذ من كل البهائم الطاهرة . ومن كل الطيور الطاهرة ، واصعد محرقات على المذبح ، فتنسم الرب رائحة الرضا " ( تك 8 : 20 - 22 ) . و" بارك اللـه نوحاً وبنيه وقال لهم : أثمروا واكثروا واملأوا الأرض " وأعطاهم سلطانا على كل حيوانات الأرض وكل طيور السماء ، وكل ما يدب على الأرض ، وكل أسماك البحر " لتكون لهم طعاماً مع كل عشب أخضر ، غير أن لحما بحياته ، دمه ، لا تأكلوه ، وأن " سافك دم الإنسان ، بالإنسان يُسفك دمه " . لأن اللـه على صورته عمل الإنسان ( تك 9 : 1 - 7 ) . ومن أولاد نوح الثلاثة تشعبت كل الأرض ( تك 9 : 19 ) . وقطع اللـه مع نوح ونسله من بعده ميثاقاً " بألا يكون أيضاً طوفان ليخرب الأرض " وأعطاه " قوس قزح " علامة الميثاق " فمتى كانت القوس في السحاب ، أبصرها لأذكر ميثاقاً أبدياً بين اللـه وبين كل نفس حية فى كل جسد على الأرض " ( تك 9 : 8 - 17 ، ارجع أيضاً إلى إش 54 : 9 و 10 ) . ولكن طبيعة الإنسان الساقطة أعلنت عن نفسها ، إذ غرس نوح " كرما وشرب من الخمر فسكر وتعرى داخل خبائه . فأبصر حام ... عورة أبيه وأخبر أخويه خارجاً " فاخذا " الرداء ووضعاه على أكتافهما ، ومشيا إلى الوراء وسترا عورة أبيهما " فلما أفاق نوح من خمره " علم ما فعل به ابنه الصغير ، فقال : ملعون كنعان . عبد العبيد يكون لإخوته " ( تك 9 : 20 - 26 ) . والأرجح أنه لم يلعن حاماً نفسه ، لأن اللـه كان قد سبق أن بارك نوحاً وبنيه ( تك 9 : 1)، أو لأن كنعان كان قد شارك أباه في الاستهزاء بجده . وعاش نوح 350 سنة بعد الطوفان ، ومات عن تسعمائة وخمسين عاماً . وكان بحق أحد عظماء التاريخ وبطلاً من أبطال الإيمان ( عب 11 : 7 ) . وقد أنذر الرب يسوع المسيح أنه " كما كانت أيام نوح ، كذلك يكون أيضاً مجىء ابن الإنسان ، لأنه كما كانوا في الأيام التى قبل الطوفان يأكلون ويشربون ، ويتزوجون ويزوجون إلى اليوم الذي دخل فيه نوح الفلك ، ولم يعلموا حتى جاء الطوفان وأخذ الجميع ، كذلك يكون أيضاً مجىء ابن الإنسان " ( مت 24 : 37 - 39 ، لو 17: 26 و 27) . كما يذكر نوح في سلسلة نسب الرب يسوع في إنجيل لوقا ( لو 3 : 36 ) . |