|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عاموس يثور ضدَّ الواقع وراح عاموس يرفض الواقع وينقد المجتمع ويسير ضدَّ التَّيار. وكيف لا يسعى إلى قلب العادات السَّائدة والمتعفنة بعد أن اصطدم بالمكاسب الخاصَّة وجشع الأغنياء وظلم الحكّام. فلم يرسله الله للسياحة بل ليكون صفارة إنذار وصرخة خطر تدخل الآذان دون استئذان. "اسمعي هذه يا بقرات باشان التي في جبل السَّامرة التي تظلم الفقراء وتضغط المساكين وتقول لسادتها: هاتوا فنشرب. بقداسته أقسم السيِّد الرَّبّ أن ستأتي عليكم أيَّام يأخذكنّ العدو فيها بالكلاليب ويأخذ أعقابكن بشصوص السّمك. فتخرجن من الثلم كلُّ واحدة على وجهها وتطردن إلى حرمون، يقول الرَّبّ" (4 /1- 3). عاموس لا يمضغ الكلمات ولا يحسب للنّاس حسابًا ولا يعرف الحلول الوسطى. فكلّ شيء بالنسبة إليه معدن صافٍ ونور باهر. إنّه يرفض المداهنة والمجاملة والتملّق، ومتى كان الله يعرف التملّق؟ "هكذا قال الرَّبّ: إني لأجل معاصي إسرائيل الثلاث والأربع لا أعود عن قراري، لأنّهم باعوا الصدّيق بالفضة والمسكين بنعلين. وهم إنّما يبتغون أن يغطي تراب الأرض رأس الفقراء ويصدون طريق البائسين" (2 /4- 11). عاموس بشر بين البشر، يعيش آلام الناس ويدافع عن المظلوم بأسلوب واقعيّ وصريح ومباشر، ويتكلّم باسم من لا يستطيع الكلام. "فإنّي عالم بمعاصيكم الكثيرة وخطاياكم العظيمة، تضايقون الصِّدِّيق، وتأخذون الرَّشوة، وتحرمون حقّ المساكين في الباب (أمام القضاء)، لذلك يسكت العاقل في ذلك الزمان لأنّه زمان السُّوء (5 /10- 13). |
|