|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عاموس ينادي بعدالة الله لمَّا بدأ عاموس رسالته في مملكة الشمال كانت الضمائر مخدَّرة: يعيش الناس وكأنَّ الله لم يكن. وكان ياربعام الملك وحاشيته في تنعّم واستقرار والشّعب في رخاء وسلام، فلا خوف على البلاد من الآشوريِّين المنهمكين بالحروب مع جيرانهم، ولا خوف من الفراعنة حيث النزاع على الحكم قائم على أشدّه. وتوجَّهت الأنظار نحو الملك الزَّاهي في مجده حتى لم يبقَ مكان لله تعالى في قلوب الناس، وتركوه وشأنه ولم يحسبوا له حساباً إلا ببعض طقوس وثنيّة. ولكن الله ليس إله المتاحف والمقابر، وليس إله الهياكل والمعابد، بل هو إله حيّ، واذا أغمض جفنه فلا يعني أنّه ينام، واذا أغلق شفتيه فلا يعني أنّه فقد الكلام. ويأتي النبّي عاموس ليُخرج الله من صمته ويؤكِّد أنّ الله لا ينام أبداً، ويشهد على يقظة الله الدَّائمة وحضوره المستمرّ في كلِّ الأحداث وكلِّ الأزمنة: "الله يزأر من صهيون، ويُطلق صوته من أورشليم، فتنتحب مراعي الرُّعاة وييبس رأس الكرمل" (1/ 2). |
|