|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طول البال † أحب أن أكلمكم في هذه الليلة عن طول البال أو طول الروح، ولقد وصف الرب بأنه طويل الروح أو طويل البال، أي يصبر. وأكثر شخصيتين أطال الرب باله عليهما هما: 1- الشيطان 2- يهوذا الإسخريوطي الله أطال أناته على الشيطان: † الله أطال أناته على الشيطان فما زال الشيطان موجوداً كان يستطيع الله أن يفنيه من أول لحظة، منذ أن قال: "أصعد إلى علو السموات وأضع كرسي فوق كواكب الله وأصير مثل العلي"، ونص الآية هو: "وَأَنْتَ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللهِ، وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي الشَّمَالِ" (سفر إشعياء 14: 13). كان الرب يستطيع أن يفنيه ولكنه لم يفنيه، نزل على الأرض ولم يصبح من سكان السماء وظل بنفس طبيعته كملاك يتحرك بخفة من مكان لمكان، ويستطيع أن يوسوس في العقول وفي النفوس، ويصنع أشياء كثيرة. لماذا يا رب تطيل أناتك على الشيطان؟! ويترك الله الشيطان باقياً حتى يختبر به المؤمنين، هل هم ثابتين في إيمانهم أم لا؟ لو لم يكن هناك شيطان يحارب الإنسان كيف تُعرف إذا كنت إنساناً باراً أم شريراً؟! وقد استطاع أن يسقط آدم وحواء بل وأسقط الكثيرين والكثيرين إلى أن ملأ الدنيا بالشر وما زال الله يطيل أناته عليه. † ثم بدأ الشيطان يُدخل عبادة الأوثان في العالم. وأمم كثيرة جداً أصبحت تعبد الأصنام وما زال الله يطيل أناته عليه. وبعد الفداء قُيد الشيطان أي لم يصبح في ملء حريته ولكنه مازال موجوداً. وانقرض تقريباً العالم الوثني وما زال الشيطان موجوداً. ويقول الكتاب: "وبعد أن أخرج الشيطان من قيده خرج ليضل الأمم" (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 20: ، أي أنه لا زال يعمل في شره. وإلى متى يا رب ستترك الشيطان موجوداً؟! سيطيل الله أناته على الشيطان حتى آخر الزمان. ففي آخر الزمان عندما سيظهر ضد المسيح، ويتأله ويرتفع على كل ما يدعى إلهاً يقول الكتاب: "ويصنع آيات وعجائب بكل قوة الشيطان، وبكل خديعة الإثم في الهالكين".، والنص هو: "وَحِينَئِذٍ سَيُسْتَعْلَنُ الأَثِيمُ، الَّذِي الرَّبُّ يُبِيدُهُ بِنَفْخَةِ فَمِهِ، وَيُبْطِلُهُ بِظُهُورِ مَجِيئِهِ. الَّذِي مَجِيئُهُ بِعَمَلِ الشَّيْطَانِ، بِكُلِّ قُوَّةٍ، وَبِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ كَاذِبَةٍ، وَبِكُلِّ خَدِيعَةِ الإِثْمِ، فِي الْهَالِكِينَ" (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل تسالونيكي 2: 8-10). الشيطان يشتكي على أيوب الصديق: † أيضاً الشيطان كان موجوداً من أيام أيوب، حيث جاء يقول لله: "أمجاناً يعبد أيوب الله؟" (سفر أيوب 1: 9)، وكلم الله قائلاً: ألم تعطه خير وأولاد وكل شيء؟! "مِد يدك عليه". وسمح الرب للشيطان أن يضرب أيوب ليظهر قوة إيمانه، فتهدم البيت ومات أولاد أيوب وسرقت ثروة أيوب كلها. وبالرغم من ذلك لم يسكت الشيطان عند هذا الحد بل طلب من الله أن يضرب أيوب في جسده. لكن الله طويل الروح حتى على الشيطان. † آخر معركة للشيطان، ميخائيل وملائكته يحاربون الشيطان وملائكته. ويلقيه الملاك ميخائيل في بحيرة النار المتقدة. أطال الله أناته على يهوذا: † الشخصية الثانية التي أطال الرب أناته عليها، هو يهوذا. لقد اختار الرب يسوع يهوذا ضمن الاثنى عشر وصار رسولاً - بمبدأ تكافؤ الفرص – وأُعطي الرب فرصة ليهوذا أن يصنع عجائب مثل باقي التلاميذ. ووصل الأمر إلى أنه كان يحتفظ بالصندوق. هل يا رب تعطي الصندوق لشخص مثل يهوذا؟ كان يهوذا يأخذ مما في الصندوق ولا يعطي للفقراء، وكان الرب يعرف هذا وظل صابراً عليه. † وبدأ الرب يعطيه إنذارات لأن الرب لا يضرب ضربة واحدة تؤدي للموت ولكنه يصبر. فأثناء غسل الأرجل قال لهم: "الآن أنتم طاهرون ولكن ليس كلكم"، ونص الآية هو: "وَأَنْتُمْ طَاهِرُونَ وَلكِنْ لَيْسَ كُلُّكُمْ" (إنجيل يوحنا 13: 10) لأنه عرف مسلمه ولكن يهوذا لم يلتفت إلى هذا الإنذار. † ثم قال لهم يسوع: "ابن الإنسان لا بد أن يسلم لأيدي الخطاة، ولكن ويل لذلك الإنسان الذي يسلم ابن الإنسان كان خيراً له لو لم يولد"، ونص الآيات هو: "إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ابْنُ الإِنْسَانِ. كَانَ خَيْرًا لِذلِكَ الرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ!»." (إنجيل مرقس 14: 21). ولكن أيضاً يهوذا ظل مستمراً في خيانته، والرب مطيل أناته عليه. ثم جاء وقت عشاء الفصح، وكان جالساً بجوار الرب ويغمس في نفس الصحفة. ثم قال الرب بصراحة: "الَّذِي يَغْمِسُ يَدَهُ مَعِي فِي الصَّحْفَةِ هُوَ يُسَلِّمُنِي!" (إنجيل متى 26: 23)، فقال له: هل أنا يا رب. قال له: "أنت قلت"، ونص الآيات: "فَأَجَابَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ وَقَالَ: «هَلْ أَنَا هُوَ يَا سَيِّدِي؟» قَالَ لَهُ: «أَنْتَ قُلْتَ»." (إنجيل متى 26: 25). † أريد أن أقول أن طول أناة الله إنما تقود إلى التوبة، ولكن طول أناة الله لا تستمر على طول كما ورد في رومية الإصحاح الثاني: "أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ، غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟وَلكِنَّكَ مِنْ أَجْلِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ التَّائِبِ، تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ غَضَبًا فِي يَوْمِ الْغَضَبِ وَاسْتِعْلاَنِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 2: 4). † تكلم الكتاب عن الخاطئة إيزابل، وكانت رمزاً فقال "وَأَعْطَيْتُهَا زَمَانًا لِكَيْ تَتُوبَ عَنْ زِنَاهَا وَلَمْ تَتُبْ." (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 2: 21). أي أعطاها زمان وليس إلى الأبد. ولكنها لم تتب لذلك لا بد أن تعاقب. احترسوا من أن تقعوا في غضب الله. الرب يصبر ويصبر ولكن إذا غضب يقول الكتاب: "مُخِيفٌ هُوَ الْوُقُوعُ فِي يَدَيِ اللهِ الْحَيِّ!" (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 10: 31). أسباب طول بال الله: † لطفه – حنوه – أنه كثير الرحمة والمغفرة – رءوف - يعرف ضعف البشرية. ولذلك هناك آيات كثيرة تدل على ذلك.. "الرَّبُّ طَوِيلُ الرُّوحِ كَثِيرُ الإِحْسَانِ، يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَالسَّيِّئَةَ، لكِنَّهُ لاَ يُبْرِئُ. بَلْ يَجْعَلُ ذَنْبَ الآبَاءِ عَلَى الأَبْنَاءِ إِلَى الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ" (سفر العدد 14: 18). "وَأَنْتَ إِلهٌ غَفُورٌ وَحَنَّانٌ وَرَحِيمٌ، طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ، فَلَمْ تَتْرُكْهُمْ" (سفر نحميا 9: 17). "أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ فَإِلهٌ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَالْحَقِّ" (سفر المزامير 86: 15). "الرَّبُّ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ" (سفر المزامير 103: . "اَلرَّبُّ حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ، طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ" (سفر المزامير 145: . لكن الذي يستغل حنان الله والذي يستغل رأفة الله والذي يستغل رحمة الله ويحول الحرية إلى تسيب، الله لا يتركه. الرب أطال أناته على عابدي الأوثان: † الرب أطال أناته على عابدي الأوثان، يريد أن يعطيهم فرصة لكي يتوبوا. واستمروا إلى أن دخلوا الإيمان أخيراً. فعل ذلك مع الشيوعية. صبر على الشيوعية 70 سنة ينكرون وجود الله وهو صابر عليهم. إلى أن رجعوا للإيمان. لكن الذين يستمروا في الأخطاء تنطبق عليهم الآية: "أعطيتهم زماناً لكي يتوبوا ولم يتوبوا" (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 2: 21). الرب أطال أناته على يونان النبي: † الرب أطال أناته أيضاً على يونان النبي، وقال له: "اذهب إلى نينوى ونادي عليها"، ونص الآيات هو حسبما جاء هنا في موقع الأنبا تكلا: «قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ وَنَادِ عَلَيْهَا، لأَنَّهُ قَدْ صَعِدَ شَرُّهُمْ أَمَامِي»." (سفر يونان 1: 2). ولكنه رفض وأخذ سفينة وذهب إلى ترشيش. ولم يطيع الله. فهبت العواصف على السفينة ويونان ظل كما هو ولم يشعر بخطئه وظل في مشاكل وعندما اعترف بخطئه ألقوه في البحر وابتلعه الحوت. † وعندما ابتلعه الحوت بدأ يفيق لنفسه ويقول "أعود أنظرا هيكل الرب"، ونص الآية هو: "فَقُلْتُ: قَدْ طُرِدْتُ مِنْ أَمَامِ عَيْنَيْكَ. وَلكِنَّنِي أَعُودُ أَنْظُرُ إِلَى هَيْكَلِ قُدْسِكَ." (سفر يونان 2: 4)، والرب من طول أناته وطول باله أخرجه من الحوت وقال له مرة أخرى: "اذهب إلى نينوى واحكي عليها"، ونص الآية هو: "«قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ، وَنَادِ لَهَا الْمُنَادَاةَ الَّتِي أَنَا مُكَلِّمُكَ بِهَا»." (سفر يونان 3: 2). الرب أطال أناته على اليهود: † الرب أطال أناته على اليهود وهم شعب عنيد وصلب الرقبة كما يقول الكتاب. أطال أناته عليهم عندما عبدوا العجل الذهبي أثناء غياب موسى النبي على الجبل ثم سامحهم. ثم انقسموا إلى دولتين: دولة يهوذا، ودولة إسرائيل. والاثنين عبدوا الأصنام فيما بعد والرب رماهم إلى سبي بابل وأيضاً في سبي بابل أطال أناته وقال لهم سأرجعكم. وأرجعهم. ورجعوا بنفس العناد والرب أطال أناته عليهم ولكن كما قلت إلى زمن. † لقد استغل اليهود طبيعة الله الهادئة استغلال سيء، حتى جاء الوقت الذي قال لهم السيد المسيح فيه: "«يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا! هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا" (إنجيل متى 23: 37، 38؛ إنجيل لوقا 13: 34، 35). الرب أطال أناته على الخطاة: والرب قد أطال أناته عموماً على الخطاة. وسأعطيكم أمثلة على ذلك: طول أناة الله على أوغسطينوس: أطال الرب أناته على أوغسطينوس وكان أوغسطينوس لا يعرف الله وضده وكان سائراً في الفلسفة وفي الغلط. إلى أن تاب أوغسطينوس وأصبح رجلاً من رجال الله الصالحين وتأملاته أصبحت ينبوع روحي لجميع الناس والأجيال. طول أناة الله على موسى الأسود: أطال الرب أناته على موسى الأسود الذي كان قتال قتلة والذي كان منظره يخيف الرهبان عندما جاء الدير. وظل معه إلى أن تحول إلى موسى الوديع الطيب الذي يتعب لأجل الآخرين وصار كاهناً. طول أناة الله على مريم القبطية: الرب أطال أناته على مريم القبطية الخاطئة جداً إلى أن تابت وترهبت وأصبحت من السواح واستحقت أن تبارك الكاهن الذي دفنها. طول أناة الله على الدولة الرومانية: الرب أطال أناته على الدولة الرومانية التي كانت تقتل المسيحيين وتمنعهم من العبادة إلى أن جاء الوقت الذي اعتنقت فيه هذه الدولة المسيحية، وأصدرت مرسوم ميلان للحرية الدينية. الرب يطيل أناته على البشر: الرب يطيل أناته على البشر لأنه يعرف ضعف طبيعتنا حتى في الجنازات عندما نطلب الرحمة من أجل الميت نقول في الصلاة على الراقدين: "لأنهم لبسوا جسداً وسكنوا في هذا العالم". هذا الجسد المادي الضعيف وهذا العالم الشرير، لكن الرب يفرق كثيراً بين الضعف والخيانة". ومع كل ما قلناه نقول أن طول الروح الموجودة عند الله وصبره الكثير وإشفاقه على الناس لكي يتوبوا إنما أعطانا مثالاً لكي نكون نحن أيضاً لدينا طول أناة وصبر. |
|