|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"تقليب العظام" والرقص مع الموتى على أنغام الموسيقى.. طقس لقبيلة ميرينا في مدغشقر نوّار كتاو: لكل مجتمع عاداته وطقوسه الخاصة فيما يتعلق بالموتى، ففي غالبية البلدان حول العالم فإن الناس يقومون عادة بزيارة قبر شخص عزيز عليهم في المناسبات والأعياد، وقد يضعون الزهور ويهمسون بضعة كلمات للشخص المتوفَّى، أما في مدغشقر فالأمر مختلف تماماً. مهرجان فاماديهانا أو تقليب العظام في طقوس مقدسة وغريبة من نوعها تجتمع عائلات قبيلة إفريقية تدعى "ميرينا"، التي تقطن في مرتفعات مدغشقر في كل بضع سنوات من أجل الاحتفال بمهرجان "فاماديهانا"، وهو احتفال عائلي يجلس فيه الأحياء والأموات معاً، ليس ذلك فحسب، بل قد يصل الأمر إلى الرقص أحياناً. تقوم هذه القبيلة عادة بإحياء هذه الطقوس كل 5 إلى 7 سنوات، والتي يعني اسمها باللغة المحلية "قلب أجساد الأجداد"، أي بمعنى تقليب عظامهم. ويجري خلال هذه الطقوس إخراج جثث عدد من الأقارب المتوفين من قبورهم، ومن ثم إزالة الكفن القديم لعناية ولف الجثة بكفن جديد مصنوع بشكل كامل من الحرير. ووفق موقع The Culture Trip، فإن الظاهرة دخلت إلى مدغشقر في القرن الـ17، لكنها لم تكن تجري بشكل كبير حتى استعادت شعبيتها في عشرينيات القرن الماضي، عندما استعادت القبيلة رفات العديد من مقاتليها الذين قتلوا في أماكن بعيدة. كيف يتم تنظيم مهرجان فاماديهانا تعتبر طقوس فاماديهانا مهمة جداً لدى شعب ميرينا، لذلك يقومون ببدء التجهيز لها قبل عام من بدئها، وذلك عن طريق اجتماع الأقارب الذين يتقاسم أسلافهم المتوفون القرب ذاته من أجل مناقشة الترتيبات. وتشمل المناقشة النفقات التي سيتم صرفها وأيضاً قائمة الضيوف الذين سيتم دعوتهم لحضور الطقوس وأعدادهم، كما قد يشمل ذلك أيضاً دعوة الجيران والأصدقاء. بعد ذلك يجتمع كبار الأشخاص في منزل الزعيم مع حضور منجم القرية، يدعى أومبايسي، الذي يقع على عاتقه مسؤولية تحديد التاريخ الدقيق لموعد فتح القبور بأخد الكواكب والأبراج بعين الاعتبار. وتكون التواريخ عبارة عن يومين، يكونان بين شهري يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول. ويسمح للعائلات خلال هذين اليومين بأن يقوموا بفتح قبور أسلافهم وإخراجهم، ويسمى أول اليوم بفيديرانا، أي "يوم الدخول"، أما نهاية اليوم فيسمى فامونوسانا، أي "التغليف والإعادة". في اليوم السابق للطقوس في اليوم الذي يسبق إقامة طقوس إخراج الموتى يجتمع الأقارب الذين يقطنون في قرى أخرى، إذ يعتبر هذا المهرجان فرصة لرؤية الأقارب كل 5 أو 7 سنوات من أجل تقوية العلاقات الأسرية. يسهر الرجال والنساء الذين سيقومون باستخراج جثث أسلافهم طيلة الليل وهم يتناقشون فيما سيفعلونه في اليوم التالي، مع إحياء بعض العادات المحلية مثل الرقص والغناء. ومع ظهور الفجر يبدأ الرجال بذبح الأبقار والخنازير لتحضير وليمة المهرجان التي تسمى فاماهانانا، ولها اسم آخر أيضاً هو فاريبيميناكا، وهي عبارة عن لحوم الذبائح مقدمة مع الأرز. بداية طقوس فاماديهانا يبدأ هذا اليوم المنتظر بوصول المعازيم من أقارب وجيران، الذين يقومون بتقديم الأرز والمال إلى الأشخاص المنظمين للمهرجان، الذين يقومون بدورهم بتسجيل كمية الأرز ومبلغ المال الذي تسلموه من كل شخص حتى يقوموا بإعادته كاملاً عندما يقوم أحدهم لاحقاً بهذه الطقوس. وتجري عادة تسليم واسترداد المال والأرز من أجل ضمان استمرار تنظيم فاماديهانا لفترة أطول. بعد ذلك يتجه الجميع إلى تناول الطعام، وعندما ينتهون يتجه الجميع إلى المقبرة من أجل استخراج الجثث. في هذا اليوم يرتدي الجميع أفضل ما لديهم من ملابس، في حين ترافق فرقة موسيقية الناس وتعزف طوال الوقت موسيقى محلية باستخدام الأبواق والطبول والمزامير، وتسمى هذه الفرقة بــ"سودينا". وبمجرد الوصول إلى القبر يبدأ استخراج الجثث وإزالة أكفانها ووضعها على حصائر من القصب، ومن ثم تقوم عائلة الشخص المتوفّى بلف جثته بأكفان جديدة مصنوعة من الحرير. يقضي الناس هناك ساعات عديدة بالحديث مع الجثث، ومن ثم يبدأ الأهل بالرقص مع جثثهم على ألحان الموسيقى، ومن ثم إعطاؤها للأقارب والجيران للرقص معها أيضاً. بعد ذلك تبدأ مرحلة توزيع الهدايا للجثث، بالنسبة للرجال عادة ما كان يوضع لهم في قبورهم علب سجائر، أما النساء فتوضع لهن العطور وأحمر الشفاه، أما الأطفال فتوضع لهم الحلوى والألعاب. وقال المؤرخ الملغاشي أندرياناهاغا ماهري لموقع CNN Travel: "إن لقاء الأجداد مرة أخرى هي لحظة سعادة، ولا يسمح أبداً بأي حزن عليهم، لذلك ستجد الجميع يرقص ويضحك أثناء إقامة الطقوس". نهاية الطقوس قبل حلول الظلام بمدة تبدأ الأسر بإعادة الجثث بعناية إلى القبور، إذ يخشون من الطاقة السلبية وقوة الشر التي يجلبها الليل، لذلك يقومون بتقليب العظام ورشها بالعطور وإغلاق القبور، على أمل اللقاء بهم مجدداً بعد 5 أو 7 سنوات أخرى |
|