|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس يوستينوس
وُلد القديس يوستينوس سنة ١٠٠ م. في فلافيا نيابوليس باليهودية، وهي مدينة نابلس الحالية. كان أبوه وجده وثنيين من أصل يوناني، وقد تربى في ظل الديانة الوثنية. منذ طفولته كان يميل إلى التفكير العميق والبحث عن الله ومبدأ العالم. كان له روح جائعة متعطشة للنور والحق. تتلمذ لأحد الفلاسفة الرواقيين أتباع الفيلسوف زينون، فلم تُشبِع تعاليمه عقله، فانصرف عنه وتبع فيلسوفاً آخر من جماعة الرواقيين المشائيين الذي أخذ يساومه على أجر تعليمه، الأمر الذي دفع يوستينوس إلى الازدراء به، وظلّ يسعى في طلب المعرفة وإشباع عقله حتى اهتدى إلى أحد الفلاسفة الأفلاطونيين، فتعلّق به وأحبه. بينما كان مستغرقاً في تأملاته، قابله شيخ مهيب يبدو على محياه الجاذبية والعذوبة، بدا كما لو كان فيلسوفاً وجد الراحة في فلسفته، حيّاه وأخذ يباحثه في شؤون الفلسفة، وبيَّن له أن الفلسفة الأفلاطونية التي كان معجباً بها ناقصة، لا تأثير لها على حياته الأخلاقية. سأله يوستينوس في لهفة وتعجب: “أين إذن أجد الحق إذا لم أجده بين الفلاسفة؟” أجابه الشيخ: “قبل الفلاسفة بزمان طويل عاش في الأزمنة الغابرة رجال سعداء أبرار، هم رجال الله نطقوا بروحه وسُمّوا أنبياء هؤلاء نَقَلوا إلى البشر ما سمعوه وما تعلموه من الروح القدس. كانوا يعبدون الله الخالق أب جميع الموجودات، وعبدوا ابنه يسوع المسيح. فاطلب أنت حتى تنفتح لك أبواب النور”. قال له الشيخ هذا الكلام وتوارى عنه.لقد أثر به كثيراً هذا الشيخ، فتحوّل إلى الأنبياء، بل إلى أكثر من ذلك، إلى الكلمة الأزلي يسوع المسيح، فأسصبح يوستينوس منذ ذلك الوقت الشاهد الأمين له. ثمّ انكبّ على قراءة الكتب التي أرشده إليها ذلك الشيخ المجهول، فتوصّل إلى أن الفلسفة المسيحية هي الوحيدة التي استطاعت أن تُشبِع عقله، فآمن بالسيد المسيح واعتمد. وبدأ منذ ذلك الحين حياة الفيلسوف الحقة، كما يقول هو عن نفسه. وكان دائماً يعتبر أن الفلسفة الأفلاطونية هي بمثابة إعداد العالم الوثني لقبول المسيحية، وهكذا فإن يوستينوس كمسيحي لم يكف عن تقدير الفلسفة بل ظل بعد إيمانه يرتدي زي الفلسفة، ولم يفعل ذلك هروباً من أن يظهر كتلميذ للمسيح، فهو يقول عن نفسه: “لقد طرحت جانباً كل الرغبات البشرية الباطلة ومجدي الآن في أن أكون مسيحياً، ولا شيء أشتهيه أكثر من أن أواجه العالم كمسيحي. ولما زاره المرض كان مستعدًا بصورة فائقة أن يكون عنده رسالة فعالة وأحد المعزّين الحقيقيين الذين تعلّموا من خبرتهم الخاصة في الألم كيف يعزّي الآخرين. لم يَنسَ أو يتناسى، ولو ليوم واحد، مسؤوليته العميقة التي ترتكز على الشهادة للحق، وكان شعوره هذا على السواء بالنسبة لليهود والوثنيين والهراطقة. هكذا كرَّس يوستينوس ذاته لنشر الديانة المسيحية والدفاع عنها، فذهب إلى روما حيث فتح هناك مدرسة، وكان يتخذ الفلسفة وسيلة للتبشير بالمسيحية والدفاع عنها، وكان يعقد مقابلات متكررة مع اليهود والوثنيين حيثما التقى بهم وكذلك مع الهراطقة، وفي هذه المناقشات أظهر صبراً وثباتاً عجيبين. لديه كتابات كثيرة منها: حوار مع تريفو اليهودي (١٤٢ فصلًا) وهو عبارة عن مناظرة مع يهودي معتدل طالب للمعرفة، التقى به في مدينة أفسس. رفع دفاعه الأول (٦٨ فصلًا) والثاني (٢٥فصلًا) إلى الإمبراطور أنطونيوس بيوس وأبنائه، ويرجح أنه كتبه سنة ١٤٧ م. ودفاعه كان مليء بالشجاعة والكرامة والإنسانية. استشهد القديس يوستينوس في روما سنة ١٦٦ م. وقد يكون السبب في استشهاده الهزيمة التي أوقعها بفيلسوف كاذب يدعى كريسنس علانية أمام الجمهور، وما لبث هذا الفيلسوف أن سعى به لدى السلطات، فقُدِّم يوستينوس إلى المحاكمة بتهمة المسيحية. وقُطِعَ رأسه مع ستة أشخاص آخرين. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس يوستينوس الفيلسوف الشهيد |
القديس يوستينوس فيلسوف وشهيد |
القديس يوستينوس شفيع الكنيسة |
صورة القديس يوستينوس |
القديس يوستينوس |