من كان المجوس وكم كان عددهم؟
لم يذكر الكتاب المقدس أي شيء عن اسماء المجوس، إذاً فاي شيء تكون قد سمعته عن أسماء المجوس فهو من قبيل التقاليد والقصص.
أما بخصوص عددهم فبالرغم من أن الكتاب المقدس يقول لنا أن المجوس أحضروا معهم ثلاث هدايا: ذهباً ولباناً ومراً (متى 2: 11)، إلا أنه لم يحدد في أي من مواضعه أن المجوس كانوا ثلاثة. ما يقوله الكتاب المقدس هو أنهم كانوا مجموعة، أي يتحدث عنهم بصيغة الجمع ("المجوس")، مما يعني أنهم بالتأكيد كانوا أكثر من واحد. ولكن كم كان عددهم بالضبط، فلا نستطيع أن نجزم حيث أن الكتاب المقدس لم يذكر ذلك. ومع هذا، فمن المرجح أنهم كانوا أكثر من اثنين أو ثلاثة إذ أن الأسفار الطويلة مثل تلك التي قاموا بها من أجل الوصول إلى بيت لحم كانت في أغلب الأوقات تتم في قوافل كبيرة وذلك كان يحدث لاسباب أمنية.
وبخصوص هوية المجوس، فالكلمة اليونانية التي تمت ترجمتها إلى "المجوس" والتي ذكرت في متى 2: 1 هي أيضاً كلمة " مجوس". وهذه الكلمة كانت تستخدم أولاً لوصف طائفة من الكهنة والحكماء الذين كانوا ينتمون إلى مادي، وبلاد فارس وبابل، والذين كانت دراستهم الأساسية هي علم الفلك والتنجيم والسحر1. وتستخدم السبعونية (الترجمة اليونانية القديمة للعهد القديم) هذه الكلمة بهذا المعنى في سفر دانيال (أنظر دانيال 1: 20، 2: 2، 10، 27، 4: 7، 5: 7، 11). ووصفهم أيضاً بنفس الصفة "الحكماء" (دانيال 2: 12، 18، 24، 27؛ 5: 7، 8). وعلى سبيل المثال إذاً، عندما تقول لنا دانيال 5: 11 أن دانيال قد جُعِلَ "كَبِيرَ الْمَجُوسِ وَالسَّحَرَةِ [في السبعونية: "ماجوي": جمع "ماجوس"]" وهذا يعني أنه قد جُعِل رئيساً لهذه الطائفة من الحكماء المتعلمين. وبعيداً عن هذا المعنى، فكلمة "ماجوس" تستخدم أيضاً مع معنى السحرة (أعمال 13: 6، 8). ومع ذلك، فمن الواضح هنا أن المجوس الذين أتوا لزيارة يسوع كانوا ينتمون إلى النوع الأول الذين هم أعضاء طائفة الحكماء المتعلمين (فالساحر لن يأتي ابداً ليعبد ابن الله).