|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إن كان الله دعى ابن داود "يديديا" وقد أحبه (2صم 12: 24، 25) فكيف يذكر اسمه في الكتاب المقدَّس بعهديه مئات المرات باسم سليمان؟ وعندما يحب الله سليمان ألا يعد هذا استخفاف بخطية داود؟
ج: 1- عندما ولدت بثشبع لداود ابنًا ثانيًا بعد موت ابن الزنا دعاه داود سليمان وأطلق عليه الرب اسم يديديَّا: "فدعا (داود) اسمه سليمان والرب أحبه. وأرسل بيد ناثان ودعا اسمه يديديَّا من أجل الرب" (2صم 12: 24، 25) وقال الرب لداود: "لأن اسمه يكون سليمان فأجعل سلامًا وسكينة في إسرائيل في أيامه" (2 أي 22: 9) فالرب كان موافقًا على اسمه "سليمان"، وهو الاسم الذي عُرف به، ولذلك ذُكر في الكتاب المقدَّس مئات المرات بهذا الاسم. أما اسم " يديديَّا " أي " محبوب الرب " فهو يحمل بالأكثر صفة هذا الشخص أنه حبيب ومحبوب من الله، ومن المحتمل أن الذي دعاه "يديديا" هو "ناثان النبي". 2- عندما أخطأ داود نال العقاب العادل، وجنى من وراء خطيته أشواك مُرة، فقُتل اثنان من أولاده، واغتصبت ابنته، وسراريه، فهل بعد كل هذا نستكثر معاملة الله الحسنة لداود التائب النادم إذ عامله بمحبة وأكرمه في شخص ابنه سليمان، وليس الله مثل الإنسان، فالإنسان قد يغفر الإساءة ظاهريًا ولكنه لا ينساها، أما الله فعندما يرى توبة الإنسان الصادقة يغفر له وينسى تمامًا ما صنعه من شر وأثام وجرائم، فالابن الضال الذي أخطأ وطلب ميراثه في حياة أبيه، وبدَّد هذا الميراث بعيش مُسرف، وعندما عاد نادمًا لم يقبله أبوه فحسب، بل رده إلى مرتبته الأولى ووفر له كل الإمكانيات، وأقام له حفلًا كبيرًا، وأيضًا بطرس الرسول بعد أن أنكر المسيح وندم وبكى بكاءً مرًّا رده الله إلى رسوليته وعامله بمنتهى الحب والعطف، فهذه هي طبيعة الله. 3- يقول " القمص تادرس يعقوب": "أختار داود النبي هذا الاسم ربما لكي يعلن أنه وإن كانت الخطية قد أثارت زوابع كثيرة في حياته، لكنه بالتوبة الصادقة والاتكال على مراحم الله استعاد سلامه الداخلي بنواله المغفرة وإن حلَّت به التأديبات من كل جانب. أحب الله هذا الطفل، وأرسل ناثان حيث دعاه " يديديَّا " أي " محبوب الله " ليؤكد الله لوالديه أنه وإن مات الطفل الأول للتأديب فالثاني يعلن محبة الله لهما وغفرانه خطيتهما"(1). ويقول " الأرشيدياكون نجيب جرجس": "والرب أحبه.. أحب سليمان بمجرد مولده، وقبل مولده لأنه يعلم بعلمه السابق أنه سيعمل أعمالًا كثيرة ترضي الله وتمجده مثلما أحب يعقوب وأبغض عيسو قبل أن يولدا. وأرسل الرب بيد ناثان النبي.. أرسل رسالة شفاهية على يديه ليعلن فيها حبه لسليمان ورضاه على عبده داود وربما لكي يعلن الاسم الجديد للمولود (يديديَّا) ولاشك في أن داود أعتبر رسالة الرب إليه تهنئة عظيمة وشرفًا رفيعًا له ولبيته"(2). _____ |
|