|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اطفال بيت لحم قتل أطفال بيت لحم الشهداء وذلك ان هيرودس الملك لما استدعي المجوس سرا وتحقق منهم زمان ظهور النجم أرسلهم إلى بيت لحم ليفتشوا بالتدقيق عن الصبي وطلب منهم قائلا إذا وجدتموه فعودوا واخبروني لكي آتي انا أيضًا واسجد له. فذهبوا ووجدوا الصبي مع أمه فخروا وسجدوا ثم قدموا له هدايا ذهبا ولبانا ومرا وإذ كانوا متأهبين للرجوع إلى هيرودس أمرهم ملاك الرب في حلم بان يعودوا إلى كورتهم في طريق أخر. و بعد ما انصرفوا إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا قم خذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر. وكن هناك حتى أقول لك. لان هيرودس مزمع ان يطلب الصبي ليهلكه. فقام واخذ الصبي وأمه ليلا وانصرف إلى مصر وكان هناك إلى وفاة هيرودس لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل من مصر دعوت ابني. حينئذ لما رأي هيرودس ان المجوس قد سخروا به غضب جدا فأرسل وقتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم وفي كل تخومها من ابن سنتين فما دون بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس وقد أراد هيرودس بذلك ان يقتل الطفل يسوع في جملتهم. وقيل ان هيرودس احتال لتحقيق غايته الأثيمة بان أرسل إلى تلك البلاد قائلا لهم بحسب أمر قيصر يجب إحصاء كل أطفال بيت لحم وتخومها من ابن سنتين فما دون. فجمعوا مئة وأربعة وأربعين آلف من الأطفال علي أيدي أمهاتهم وقد ظن ان يسوع معهم وحينئذ أرسل الملك قائدا ومعه آلف من الجنود فذبحوا هؤلاء الأطفال علي أحد الجبال في يوم واحد: وبهذا تم قول النبي ارميا: "صوت سُمِعَ في الرامة Rama نوح وبكاء وعويل كثير. راحيل تبكي علي أولادها ولا تريد ان تتعزى لأنهم ليسوا بموجودين "وذلك لان بيت لحم منسوبة لراحيل وقد قتلوا بجوار مدفنها الواقع قرب بيت لحم. و قد قال القديس يوحنا الإنجيلي: انه رأي نفوس هؤلاء الأطفال وهم يصرخون قائلين حتى متي أيها السيد القدوس والحق لا تقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين علي الأرض. فأعطوا كل واحدا ثيابا بيضا وقيل لهم ان يستريحوا زمانا يسيرا ايضا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم واخوتهم أيضًا العتيدون ان يقتلوا مثلهم " وقال ان التسبحة التي يسبح بها الأربعة الحيوانات والشيوخ لا يعرفها إلا المئة والأربعة والأربعون آلفا هؤلاء الأبكار الذين لم يتنجسوا من النساء لأنهم أطهار وهم مع الرب كل حين يمسح كل دمعة من عيونهم فطوبي لهم وطربي للبطون التي حملتهم. شفاعتهم تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين. هل عدد أطفال بيت لحم الذين ذبحهم هيرودس (مت 2: 16) ثلاثة، أم عشرين، أم أن عددهم 144 ألفًا (رؤ 14: 1)؟ وإن كان الملك المولود عمره أيام أو شهور فلماذا قتل هيرودس الأطفال من سن سنتين فما دون؟ وكيف يضحي اللَّه بهؤلاء الأطفال الأبرياء من أجل نجاة نفسه؟ وهل من يفعل هذا يُدعى إله المحبة؟!، ولماذا لم يُوحي لهيرودس أن لا يقتل الأطفال لأن الإله بينهم، فيريح نفسه وأمه وزوجها من رحلة الهروب إلى مصر؟ يقول "علاء أبو بكر" عن عدد أطفال مذبحة بيت لحم: " س88.. على الرغم من تحديد إدوارد شفاتيزر لعدد الأطفال القتلى بثلاثة أطفال، ويقدرهم ر. ت. فرانس ص 86 من تفسيره الحديث لمتى بـ 20 طفل تقريبًا، ويؤكد أن ثلاثة منهم كانوا من أبناء المؤرخ اليهودي يوسيفوس، على الرغم من عدم معرفة يوسيفوس بهذه الواقعة بالمرة، كما قرر إدوارد شفاتيزر في تفسيره لمتى ص21" (342). كما يقول "علاء أبو بكر": " س66.. وهل ما ترتب عليه من قتل كل الأطفال كان من رحمة اللَّه بعباده أم إنتقامًا منهم؟ وهل يُطلَق على الرب الذي ضحى بهؤلاء الأطفال لنجاته هو نفسه إله المحبة؟ فماذا كان سيفعل إله الكُره والإنتقام غير ذلك؟ س67.. وهل نعلم من هذه الحكاية أن الرب ضحى بكل أطفال بلدته لينجو هو بنفسه؟ أليس كان من الأفضل أن يُوحي لهيرودس ألا يقتل الأطفال لأن بينهم الإله، وكان قد أراح نفسه وأمه وزوجها من السفر إلى مصر، وأنقذ أطفال شعبه؟" (343). (راجع أيضًا البهريز جـ 2 س68، وس70). ج: 1ــ لم يذكر الإنجيل عدد الأطفال الذي ذُبحوا في بيت لحم وتخومها، بل قال عن هيرودس: " فَأَرْسَلَ وَقَتَلَ جَمِيعَ الصِّبْيَانِ الَّذِينَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ وَفِي كُلِّ تُخُومِهَا مِنِ ابْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُونُ، بِحَسَب الزَّمَانِ الَّذِي تَحَقَّقَهُ مِنَ الْمَجُوسِ" (مت 2: 16)، وليس من المعقول أن عدد هؤلاء الأطفال ثلاثة كقول شفاتيزر، ولا عشرين كقول فرانس، فلو افترضنا أن بيت لحم وتخومها يقطنها فقط أربعمائة أسرة، وأن ربع الأسر لديهم أطفال تتراوح أعمارهم من سن يوم إلى سنتين، لكان عدد الأطفال على الأقل مائة طفل، على افتراض أن كل أسرة لديها طفل واحد يدخل في هذه الشريحة العمرية، مع أنه من المُرشح أن يكون بعض هذه الأسر بها طفلين، وأيضًا ليس من المعقول أن يكون لدى يوسيفوس ثلاثة أطفال ذُبحوا، لأن فترات الحمل في الأطفال الثلاثة سبعة وعشرين شهرًا يُضاف إليها الفترات الفاصلة بين كل ولادة وحمل، وبذلك يكون إجمالي الفترة أكثر من سنتين، هذا على افتراض أن يوسيفوس له زوجة واحدة، ومن قال أن محل إقامة يوسيفوس كان في بيت لحم مع أنه وُلِد في يافا؟ وهل يُعقل أن يُذبح ليوسيفوس ثلاثة أبناء ولا يُسجل هذه الحادثة البشعة؟!. وأيضًا ليس من المعقول أن قرية صغيرة في حجم بيت لحم كان فيها 144 ألفًا من الأطفال من سن يوم إلى سنتين، فلو وُجِد في بيت لحم كل هذا العدد فأنها من المستحيل أن تكون قرية صغيرة، إنما مدينة ضخمة تضارع مُدن أورشليم وإسكندرية وروما. جاء في سفر الرؤيا: " ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا خَرُوفٌ وَاقِفٌ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ وَمَعَهُ مِئَةٌ وَأَرْبَعَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفًا، لَهُمُ اسْمُ أَبِيهِ مَكْتُوبًا عَلَى جِبَاهِهِمْ" (رؤ 14: 1)، وهذا العدد رمزي يرمز إلى ساكني الملكوت، وعبَّر عنهم سفر الرؤيا بالمختونين: " وَسَمِعْتُ عَدَدَ الْمَخْتُومِينَ مِئَةً وَأَرْبَعَةً وَأَرْبَعِينَ أَلْفًا" (رؤ 7: 4). من كل سبط اثنا عشر ألف مختوم، فعددهم الرمزي 12 × 12 × 1000 = 144000، الاثنا عشر الأولى يرمزون لمؤمني العهد القديم، والثانية لمؤمني العهد الجديد، والألف تشير للحياة الأبدية السمائية، فهو عدد رمزي، أما العدد الحقيقي لا يُعد ولا يُحصى: " وَإِذَا جَمْعٌ كَثِيرٌ لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّهُ مِنْ كُلِّ الأُمَمِ وَالْقَبَائِلِ وَالشُّعُوبِ وَالأَلْسِنَةِ وَاقِفُونَ أَمَامَ الْعَرْشِ وَأَمَامَ الْخَرُوفِ مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ وَفِي أَيْدِيهِمْ سَعَفُ النَّخْلِ" (رؤ 7: 9). 2ــ عندما ارتكب هيرودس الملك فعلته الشنعاء هذه كان عمر يسوع حينئذ نحو عام أو يزيد عن ذلك قليلًا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فبعد أن وُلِد في بيت لحم بعد أربعين يومًا صعدوا به إلى أورشليم ليقدموه للهيكل، وبعد هذا ربما عادوا للناصرة، وفي العيد التالي أي بعد مرور ما يقرب من عام صعدوا به إلى أورشليم لتقديم العبادة، ومنها عرجوا إلى بيت لحم، وفي تلك الأيام جاء المجوس وعادوا إلى بلادهم، وأصدر هيرودس قراره الشائن، مع توسيع الخريطة الجغرافية فشمل القرار بيت لحم وتخومها، كما أوسع الخريطة الزمنية، إذ أمر بقتل الأطفال من سن سنتين فما دون، لأن هناك فروق فردية، فقد تجد طفلًا عمره عام وتخاله أنه بلغ العامين من عمره، كما خشى هيرودس أن المجوس لم يذكروا زمن ظهور النجم بدقة، أو أن الجنود قد يخطئون في تقدير عمر الطفل. ويقول "متى هنري":" (1) من جهة الوقت. فأنه " قَتَلَ جَمِيعَ الصِّبْيَانِ.. مِنِ ابْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُونُ " الأرجح أن عمر يسوع كان دون السنة وقتئذ، ومع ذلك وسع هيرودس الدائرة وقتل جميع الصبيان " مِنِ ابْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُونُ " لكي يكون واثقًا من عدم إفلات فريسته من يده. إنه لا يبالي بعدد الأنفس التي تُزهق التي يُعتقد أنها بريئة على شرط أن النفس التي يظنها أثيمة لا تنجو. (2) من جهة المكان. أنه لا يكتفي بقتل جميع الصبيان " الَّذِينَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ " بل أيضًا " فِي كُلِّ تُخُومِهَا " في كل القرى المحيطة بها. هذا شر متزايد (جا 7: 17)" (344). 3ــ سؤال الناقد: كيف يُضحي اللَّه بهؤلاء الأطفال الأبرياء من أجل نجاة نفسه؟.. سؤال مشبوه وغير بريء، لأن نجاة يسوع لم تكن متوقفة على مذبحة أطفال بيت لحم، فقد أوصى الملاك يوسف أن يأخذ الصبي وأمه ويهرب إلى أرض مصر، وأطاع يوسف ورحل عن بيت لحم، لم يبت ليلته فيها، وبهذا نجا يسوع من سيف هيرودس، وكان من الممكن جدًا أن ينتهي الموضوع لهذا الحد لو نظر هيرودس إلى سنه المُتقدم الذي لا يسمح له على الإطلاق أن يخشى طفلًا صغيرًا. ولكن هيرودس أن تعتَّق في الشر ولم يبالي بأرواح الأبرياء حتى لو كانوا أطفالًا لم يتردَّد لحظة واحدة في إصدار أمره بذبحهم. إذًا نجاة يسوع لم تتوقف على ذبح الأطفال، ولم تكن هناك مساومة بين ذبح يسوع وذبح الأطفال، فقول الناقد أن اللَّه ضحى بالأطفال من أجل نجاة نفسه قول منافٍ للعقل الصحيح والمنطق السديد. وكان الأجدى بالناقد أن يتساءل: لماذا سمح اللَّه بذبح هؤلاء الأطفال الأبرياء؟.. لقد سمح اللَّه بهذا لخير هؤلاء الأطفال، فأنهم أُختيروا لكيما يكونوا أول شهداء المسيحية، ينالون الأكاليل السمائية، وهذا أفضل لهم مليون مرة من أن يعيشوا بضعة عشرات من السنوات في عالم مضطرب يشقُون ويتعبون وكسائر البشر يموتون، وقد يخطئون أو يهلكون. أما الآن فقد كُتبت أسمائهم في ملكوت السموات بحروف من نور.. اذكرونا أيها الأطفال الأبرياء الشهداء. يقول "القمص تادرس يعقوب": " ربما يتساءل البعض: لماذا سمح ملك السلام أن تحدث هذه الكارثة بسبب ميلاده؟ في الوقت الذي فيه إنطلقت الملائكة بالتسبيح تطوّب البشرية لتمتعها بالسلام السماوي، وجاء الغرباء يحملون الهدايا إلى طفل المزود إذا بالأطفال العبرانيين يُقتلون بلا ذنب. لقد قدم هؤلاء الأطفال عملًا كرازيًا وشهادة حق أمام العالم كله، فأنهم يمثلون كنيسة العهد الجديد التي حملت بساطة الروح كالأطفال، التي لا يطيقها هيرودس فيضطهدها لكنه لا يقدر أن يكتم صوت شهادتها، إذ انطلق الأطفال كأبكار لينعموا بالوحدة مع الحمل الإلهي أينما وُجِد" (345). وقد يتساءل البعض كيف يُحتسب هؤلاء الأطفال شهداء، وهم قُتلوا بدون إرادتهم؟.. يقول "مارديوناسيوس يعقوب ابن الصليبي": " فكيف يُدعَون شهداء إذا قتلوا بلا معرفة وبغير إرادة؟. نقول بالنوع الذي يقبل به الأطفال العماد لينالوا المنحة بلا معرفة، ولا شك من قبولهم المنح. هكذا إستشهاد هؤلاء لا شك فيهم لأنهم قُتِلوا لأجل المسيح" (346). ويقول "متى هنري": " قد يقول هؤلاء المعترضون: هل يمكن أن يدخل المسيا إلى العالم بهذه الفواجع وهذه الأحزان، مع أنه مفروض أن يكون عزاء لإسرائيل؟. نعم لأنه هكذا تنبأ الكتاب وينبغي أن تتم النبوات. وفضلًا عن هذا فإننا إذا تأملنا في باقي هذه النبوة وجدنا أن "البكاء المُر" في الرامة هو مقدمة لفرح جزيل لأنه يقول بعد ذلك: " لأَنَّهُ يُوجَدُ جَزَاءٌ لِعَمَلِكِ. وَيُوجَدُ رَجَاءٌ لآخِرَتِكِ" (إر 31: 16، 17). عندما تسوء الأمور تسرع حالًا وتنصلح فأنه قد وُلِد لهم ولد يكفي أن يعوضهم عن خسائرهم" (347). 4ــ هل كان من الأفضل أن يُوحي اللَّه لهيرودس أن لا يقتل هؤلاء الأطفال لأن من بينهم الإله، وبذلك يريح نفسه وأمه وزوجها؟.. هذا هو الفكر البشري، والحقيقة أن الإشكالية ليست في صوت اللَّه بل في هيرودس نفسه، فصوت اللَّه واضح في الأسفار المقدَّسة، وأن اللَّه يُحرَّم القتل، وجاءت الوصية صريحة: " لاَ تَقْتُلْ" (خر 20: 13) وهل تظن أن هيرودس الملك لا يعرف أن ذبح الأطفال الأبرياء جريمة شنعاء؟!!، وحتى لو أوحى اللَّه لهيرودس أو أرسل له ملاكًا، فهل تظن أن هيرودس كان سيطيع؟!، وماذا تتوقع من شخص يتمسك بتلابيب عرشه حتى أنه يذبح زوجته وأولاده؟!.. لقد بلغت بيلاطس رسالة السماء من زوجته: " إِيَّاكَ وَذلِكَ الْبَارَّ لأَنِّي تَأَلَّمْتُ الْيَوْمَ كَثِيرًا فِي حُلْمٍ مِنْ أَجْلِه" (مت 27: 19).. فهل أطاع هذه الرسالة؟!!، وهل ملوك يهوذا الذين كان لديهم الشريعة والهيكل والكهنوت.. هل أطاعوا رسالة السماء؟!! |
|