|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
-كان بناء سور أورشليم كالمرآة تعكس نوايا كل أحد.ظهر المستعدون للعمل مع الله و إنكشف الذين يتربحون من الخراب.لقد كان السور كرمانة الميزان ليعلم كل واحد إلى أية كفة يميل.لقد ظهر جلياً أن الخراب كان فى القلوب حين تلاشت منها المحبة.سقطت أحجار أورشليم و بانت قلوب حجرية فى أورشليم.الذين إستحلوا لأنفسهم إذلال أخوتهم و تسخيرهم كالمسبيين.اذلوا أخوتهم مع أن الرب خلق لكل قلب إنسان ثلاثة اسوار أو ثلاثة طبقات لحمية لحماية حياته و لعله يمتلأ بمحبة المسيح ليكون أعظم من أورشليم الأرضية. -نحميا النبى خادم السور لم يشترط توفر مواد البناء المناسبة.لقد إرتض بما هو متاح حتي التراب.و فى كرامة أولاد الله رفض أن يشارك بعض الذين لم يكونوا أوفياء للبيت.لقد هيأ نحميا نفسه من قبل مجيئه لتعميير الخراب.ظل إثنتى عشرة سنة لا يأكل خبز الوالى.لقد عاش الصلاة و الصوم و بهما بنى سور أورشليم.لذا لم يكن عسيراً عليه أن يتحمل مشقة الخراب حول المدينة و الخراب فى قلوب الذين حول المدينة.صار نحميا والياً لأورشليم الذى رفض خبز الوالى.لم يأكل طعاماً يميزه عن أخوته بينما كان الولاة و عظماء أورشليم يتباهون بغناهم قدام المساكين وسط الخرب. - من الغريب أن يوصف بعض سكان هذا الدمار بالعظماء لكنهم كتجار الحروب يتباهون بأنهم شرفاء القوم.قيمة المؤمن فى محبته للرب و ليس فى أرصدته المالية و حجم تسلطه على المساكين.لنرفض عظمة إبليس الشريرة.الكبرياء الذى يدوس أعناق البسطاء.إن أورشليم فى محنة.هذه مدينة عظماء الوهم الخربة التي تحتاج المحبة كأساس لتنبنى كسور أورشليم و لا تبق بعد عاراً.كل ما قيل عن أورشليم الخربة يقال بعينه على هؤلاء المتعجرفين و يزاد.إن سور القلب يُبنى حين تنهدم كبرياء الذات.حين تنحل العظمة البشرية لتحل محلها العظمة الإلهية. - إنتقال السور الذى يفصل الكنيسة عن العالم من الأرض إلى القلب هو مهمة كل خادم.كما حارب نحميا بالصلاة و المثابرة حتي بنى السور الآن يحارب القلوب القاسية.يبكت العظماء على زيفهم.يشترى منهم السبايا التى أسروها فى بيوتهم مقابل رغيف خبز.إستغلال الفقراء قتل نفس.و نشر المحبة يبدأ بتحرير هذه النفوس الكسيرة.هذا ما فعله النبى البار.كأنه المسيح يحرر أخوته الأصاغر.يطعم الجائعين و ينذر المتصلفين قساة القلوب. -مع أن نحميا نال تكليفاً من الملك أرتحشستا لكى يصير له والياً على أوررشليم إلا أنه من إتضاعه لم يعلن هذا.لم يتعامل مع الشعب كرئيس بل كخادم غيور يسعى لمجد الله.لم يقل أنه وال إلا لما جلس مقابله الولاة على المائدة فلكى لا يتعاظمون عليه ذكر فى السفر أنه معيناً والياً رغم أنه لم يعش عيش الولاة بل شارك أخوته فى فقرهم و معاناتهم و عمل بيده قبلهم لكى لا يكون منصبه سوراً يفصل الشعب عنه بل جعل منصبه كرامة و تحفيزاً لكل من يتعامل معه و يشاركه رسالته و خدمته. - يا خادم المواقف الصعبة إعلم أن بناء سور أورشليم الحجرى سهل رغم ما يحيطه من سخرية و عنف.إنما بناء جدار المحبة هو المهمة الأصعب.فإن تفرغت لها فإلزم الصلاة و الحكمة.دع العنف و إستخدم تبكيتاً بمحبة مغموس فى نعمة الروح القدس.إستخدم مالك للفقراء فيكون كنزك مضموناً و لا تصاحب العظماء لأجل أموالهم.لأن نحميا لم يرافقهم بل وبخ قساوتهم. - بدأ نحميا يحرس السور.لم ينشغل بشراء أو بناء بيت لنفسه.لكى لا ينزلق من بناء للرب إلى بناء للذات.زُهد نحميا درس ضرورى لكل خادم بأى رتبة و بلا أى رتبة.من يفعل هذا يعمل الوصية التى تبشر من يهلك نفسه من أجل الله أنه سيجدها . - مائدة المحبة كانت يومية.تضم الخدم كما تضم الولاة.كأنها مائدة لمصالحة الجميع مع الجميع.لم يهتم نحميا بالتكلفة بل ببناء سور المحبة.لذلك كانت هذه المائدة محبة تتصاعد فى قلوب الجميع مثل سور تحاوطهم.ذابت الفوارق بين الخدم و العظماء عند هذه المائدة.القلوب بدأت تتبدل من الخراب إلى تذوق المحبة و روح الجسد الواحد.هذا أعظم عمران يقدمه إنسان لله.أن يكون وسيلة يلم بها المسيح المتفرقين و المتصارعين و المتنازعين على مائدة محبته و خبزه المكسور من أجل الكل. - كان نحميا كل الوقت الذى مضى مكتئباً حزيناً متعباً لكن بعذ هذه المائدة صار متهللاً و كرجل صلاة رفع قلبه بالشكر قائلاً أذكر لى يا إلهى للخير كل ما عملت لهذا الشعب.هذا فرح الحصاد.هذا فخر الخدمة.أن تسود المحبة و تصبح سوراً تحيط بالجسد الواحد.محبة المسيح هى السور الذى لا ينهدم.هى السور الذى يصد أفكار إبليس و فى ذات الوقت يضم الجميع بمحبة.محبة المسيح هى الوحيدة التى تمكننا من محبة الناس .مائدة الجسد الواحد تجمع الجسد الواحد .هذا هو سور القلوب |
|