|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"كورونا الكاذبة" تهدد أصحاب القلق المتزايد
إصابات قياسية، وفيات عالية، وبداية المرحلة الثانية، ودول تعلن دخولها موجة ثالثة لـ كورونا، تطورات متلاحقة يشهدها العالم في الأسابيع الأخيرة مع بداية فصل الخريف والاستعداد للشتاء بعد زيادة هجمات فيروس "كوفيد 19"، ليسود القلق والتوتر بين الجميع من وصول الوباء إليهم، بينما لم يتم التوصل لعلاج فعال ضده. وبعد أن أصاب أكثر من 58 مليون إنسان وتسبب في وفاة نحو 1.4 مليون شخص، منذ ظهوره بالصين نهاية العام الماضي، وخوض تجربة مريرة في 2020 بالعالم أجمع لمواجهته، باتت توجد حالة من الخوف البالغة بين المواطنين من المرض، والتي شاركوها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعاد التهافت على طلب إجراء التحاليل الخاصة بالفيروس المستجد، والاختلاط مع أعراض الانفلونزا العادية. أستاذ مناعة: الجسم ينهزم أمام الفيروس بسبب الخوف المرضي الدكتور عبدالهادي مصباح، أستاذ الفيروسات والمناعة، أكد خطورة ذلك الأمر، حيث يجب التفريق بين الخوف المرضي غير المبرر والحرص الذي يفرض إتباع الوسائل الوقائية، موضحا أن الأول يؤثر على مناعة الإنسان ويضعفها ويجعل الفرد في حالة نفسية ومزاجية تؤهل الجهاز المناعي إلى أنه يهزم من أي كائن فيروسي أو ميكروبي. وأضاف مصباح، لـ"الوطن"، أن الثاني هو الخوف المعقول الذي يؤدي للحرص وهو أمر مطلوب، كون الميكروب لا يوجد له علاج حاسم، وأن اللقاحات المنتظرة لن يحصل عليه الجميع قبل عام، مشيرا إلى أن القلق والخوف البالغ دون أسباب من الفيروس يساعدون في الإصابة به أو بأي مرض آخر. كما أشار إلى الارتباط الوثيق بين الجهاز العصبي والمناعة، لذلك فالحالة النفسية من القلق والاكتئاب والتشاؤم تسبب إفراز هرمونات هدامة تنعكس على المناعة وتجعل الجسم في حالة غير متكافئة في مواجهة الفيروس. وأكد أنه لتجنب ذلك يجب الانتقال للخوف الثاني وهو "الحرص"، عبر الالتزام بوسائل الحماية والوقاية من انتشار العدوي واستغلال الخبرة السابقة من الأشهر الماضية، وخصوصا أن الموجة الثانية تحمل سرعة انتشار أكبر، لم تصمد أمامها الولايات المتحدة الأمريكية. وتابع أنه على الجميع طمأنة أنفسهم من خلال الالتزام الكمامات والإجراءات الوقائية والمسافات الآمنة وتجنب التقبيل والسلام، وإتباع نفس الخطوات في اللقاءات العائلية لتجنب انتشار الفيروس. ولزيادة المناعة، نصح بالتغذية السليمة لما يحتوي على فيتامينات ومعادن مضادة للأكسدة مثل "فيتامين ألف ودال"، والزنك والسلينيوم، أو من خلال الأقراص والمكملات الغذائية، ومن الأطعمة ملعقة عسل أبيض على كوب مياه دافئة مضاف لها ليمونتين، إضافة إلى البليلة والمكسرات والقراصية والمشمشية والزبيب والجوافة والبرتقال واليوسفي والليمون والفلفل والخضروات الورقية والزنجبيل والكركم والشاي الاخضر والرمان والكيوي والأفوكادو والثوم والبصل، بجانب أهمية النوم لمدة 7 ساعات على الأقل يوميًا، والابتعاد عن التدخين والمنبهات. استشاري نفسي: الكثيرون أصيبوا بـ"كورونا الكاذبة".. والسلامة في الوقاية وشاركه في الرأي نفسه، الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، بأن الجسم يتأثر بقوة بالحالة المزاجية، وهو ما يُعرف بـ"المناعة النفسية العصبية"، وفقا لنظرية كوهلر عام 1980، التي أورد فيها أن زيادة الاكتئاب والقلق والخوف لدى الإنسان يقبلها انخفاض المناعة من 30 إلى 70%. وأردف فرويز أنه بالتالي في ظل تلك الحالة النفسية يصبح الإنسان أكثر عرضة للمرض، خاصة أن الخوف الشديد يسبب أعراضا جسمانية، من بينها التوتر النفسي والصداع وجفاف وألم الحلق واضطرابات المعدة والقولون واختلال في ضربات القلب وبرودة بالأطراف، وهي أعراض قريبة من "كوفيد 19"، لذلك انتشرت بالموجة الأولى ما سُمي بـ"كورونا الكاذبة" بين المواطنين. وتابع أن تلك الحالة تفاقمت أيضا بين ممن يعانون من الوسواس المرضي ما يجعلهم يتوهمون بأمراض كاذبة للمرض الذين يخشونه، وهو ما سبب أزمة مجتمعية من التكدس بالمراكز العلاجية خلال بداية كورونا، وأثر سلبا على المرضى الحقيقيين، لافتا إلى أن إتباع الإجراءات الوقائية التام هو الحل الأمثل لتجنب الإصابة وتلك الأوهام، حيث لا توجد إجراءات نفسية وإنما خطوات احترازية. |
|