|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يحكى ان ملكآ عظيما كان بين الحين والاخر يحب ان يتحدث مع شعبه متخفيا ..
ذات مرة اتخذ صورة رجل فقير .. ارتدى ثيابا بالية جدا وقصد افقر احياء مدينته ثم تجول في ازقتها الضيقة واختار احدى الحجرات المصنوعة من الصفيح القديم وقرع على بابها .. وجد بداخلها رجلآ يجلس على الارض وسط الاتربة .. عرف انه يعمل كناسآ فجلس بجواره واخذا يتجاذبان اطراف الحديث .. ولم تنقطع زيارات الملك بعد ذلك تعلق به الفقير واحبه ..فتح له قلبه واطلعه على اسراره ..وصارا صديقين!! بعد فترة من الزمن قرر الملك ان يعلن لصديقه عن حقيقته فقال له: "تظنني فقيرآ مثلك ..الحقيقة غير ذلك انا هو الملك ".. ذهل الفقير لهول المفاجئة لكنه ظل صامتآ .. قال له الملك : "ألم تفهم ما أردت ان اقوله لك ..تستطيع الان ان تكون غنيآ ..انني استطيع ان اعطيك مدينة يمكنني ان اصدر قرارآ بتعيينك في اعظم وظيفة ..انني الملك اطلب مني ماشئت ايها الصديق ".. اجابه الفقير قائلا : "سيدي لقد فهمت لكن ما هذا الذي فعلته معي ؟!! أتترك قصرك وتتخلى عن مجدك وتأتي لكي تجلس معي في هذا الموضع المظلم وتشاركني همومي وتقاسمني احزاني .. سيدي لقد قدمت لكثيرين عطايا ثمينة اما انا فقد وهبت لي ذاتك ..سيدي طلبتي الوحيدة هي ألا تحرمني أبدآ من هذه الهبة ..أن تظل دائمآ صديقي الذي احبه ويحبني .." ايها القارئ تأمل معي .. ان ما صنعه هذا الملك مع الفقير ليس إلا صورة باهتة جدآ لما فعله ملك الملوك معك .. من اجلك "أخلى نفسه آخذآ صورة عبد"(في 7:2).. اتخذ جسدآ وعاش به على ارضنا وجاز في كل ما يمكن ان تجوز فيه من آلام ليتفهم معاناتك وهكذا يقدر ان يعينك .. "فيما هو قد تألم مجربآ يقدر ان يعين المجربين"(عب 18:2).. ثم مات بدلآ منك ..سفك دمه الثمين ليطهرك به من خطاياك .. فهل بعد كل هذا لا تقل له من قلبك مع آساف المرنم "معك لا اريد شيئا" منقووووووووول |
|