|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الثلاثة فتية والشكوى ضدهم عند سماع الموسيقى لامست جميع الرؤوس الأرض ، إلا ثلاثة رؤوس لم تنحن للتمثال لأنها لا يمكن أن تنحنى إلا للّه وحده ، وسارع الكلدانيون بالشكوى لنبوخذ ناصر ، ولعل هناك أكثر من سبب لهذه الشكوى ، بل لعل بعضها يختفى وراء البعض الآخر ، ومع أنها قد تكون الأسباب الحقيقية ، لكنها مع ذلك تلبس مسوح غيرها من الأسباب ، ... ولو أننا حاولنا أن نحلل أسباب الشكوى لرأيناها أولا غيظ الرأس المنحنى من الرأس الذى لا يعرف الانحناء لبشر ، والناس دائماً يبحثون عن الرؤوس المتساوية ولا يقبلون رأساً يرتفع فوق رؤوسهم ليكشف ضعفهم ونقصهم وهزالهم وهزيمتهم ، .. ولو أننا بحثنا الصراعات القاسية فى كل العصور والأجيال ، لرأينا الكثير منها لا يزيد عن تناطح الرؤوس ، وتصارع الرياسات ، وتقاتل المناصب ، ... وما من شك بأن الحسد لعب دوره العظيم فى هذا المجال ، فالثلاثة الفتية ليسوا كلدانيين وأعمال ولاية بابل بين أيديهم ، هم غرباء أجانب ، لم يكتفوا بأن يزاحموا الوطنيين فى مراكزهم ، بل أكثر من ذلك يرأسونهم ويسودون عليهم ، ... فإذا أضفنا إلى ذلك أنهم عقبة كأداء فى طريق الفساد والرشوة والانتهازية والوصولية التى عاشوا عليها ، أو يحلمون باستغلالها ، والكسب الحرام من ورائها ، ... تبين لنا مدى االحنق والغيظ ، وانتهاز الفرص للاضرار بهم والإيقاع بأشخاصهم ، والأمل فى إسقاطهم من الحياة العالية المرتفعة التى وصلوا إليها !! ... ومن المتصور أيضاً أن هذا كله استتر وراء الغيرة على الدين ، فمن هم هؤلاء الذين يجرؤون على رفع رؤوسهم تجاه « بيل » معبود نبوخذ ناصر ومعبودهم ؟! .. وأنهم ينبغى أن يكونوا أوفياء أمناء تجاه آلهتهم العظيمة التى ينبغى أن ترتفع على كل الآلهة التى يتعبد الناس لها فى الأرض !! .. كانت شكوى الكدانيين على الثلاثة الفتية خليطاً من البواعث الدفينة والظاهرة ، التى تمتزج فى حياة الناس ، وتكون حقدهم وتعصبهم وضغينتهم وانتقامهم دروا بها أو لم يدروا على حد سواء !! .. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
صورة الثلاثة فتية الفلاحين |
الثلاثة فتية القديسين |
الثلاثة فتية والشكوى ضدهم |
الثلاثة فتية القديسين |
عزريا من الثلاثة فتية | عَبدنغو |