ما تمرش فيهم

[walaa farouk]

فيه ناس ما ببتمرش فيها العشرة و لا الحب و لا الخير ..

تعمل مهما تعمل ، و تولع لها صوابعك و صوابع اللي جنبك شمع، و كأنك بتحرت في البحر..

يعتبروا حبك و كرمك تحصيل حاصل ، حق مكتسب ، أمر يتنفذ، طلب واجب عليك..

و الواحد مش طالب اي مقابل و لا مستني حاجة .. حتة كلمة حلوة ترضيه و تكفيه و تغنيه..

لكن حتي الكلمة الحلوة يستكتروها عليك ، و الاصعب أن مرة واحدة تطلع منهم كلمتين تلاتة يوروك اللي في قلبهم ناحيتك : و تكتشف بعد عمر أن مشاعرك الكتيرة و الكبيرة اللي زرعتها كانت "و لا حاجة فعلا" ، و ان كل اللي موت نفسك علشانهم، كان شوية وهم جواك عشت عليه ..

و فيه ناس تانية بيتمر فيها العشرة ، و يثمر فيها الحب ..
و حتي من غير ما تعمل حاجة هي فرحانة بيك و بتتمني لك الرضي ترضي
.. ناس شايلة لك أصغر جميل و اقل تعب لسنين قدام ، و تحسسك أن اقل حاجة منك
كانت كبيرة قوي قوي عندهم ..

واحد زي داود عاش مع شاول حماه اسود ايامه ،
رغم أن هو اللي أنقذه من عار جليات ؛ طرده و رفده و طارده سبع سنين و حاول يموته ٣ مرات ..

و هو هو داود شاف من "ابنه" نور عينه ابشالوم مر المر : قام عليه و سرق منه العرش و حاول يقتله ،
و اغتصب سراريه في عز النهار !!

و ربنا في النص رزق داود بيوناثان صاحبه ، ابن شاول (اللي كان عاوز يؤذيه) .
. يوناثان ده حبه زي عينيه و اخلص له من غير اي هدف و اتنازل له عن أغلي حاجة عنده "عرش الملك" ..

و اهو بين ده وده ، حال الدنيا كده :

تتعب علشان حبايب عمرك يخذلوك و ينسوك،
و ناس تانية علاقتك بيهم سطحية يكرهوك آخر كرم ..

ناس تؤذيك بالشر وناس تديك الخير ، ناس تنسالك حبك مهما كبر و ناس تفتكرلك حبك مهما صغر..

و ح تبقي الحقيقة الخالدة : أن الناس انواع و ألوان من الشر و الخير ،
و أن رب الناس بس هو اللي كله خير و عطاء و احسان، لا بيتغير و لا بيتبدل،
يفتكرلك اقل حاجة تقدمهاله و ينسالك أكبر غلطة تعملهاله !!
.. د.مجدي إسحق