|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العصر الذي ولد فيه السيد المسيح
أولًا: الحكام: 2- هيرودس + ولكن الطفل نجا من الفخ إذ حمله أبواه إلى مصر بعد أن أعلمهما بما كان مزمعًا أن يحدث، ملاك ظهر لهما، وهذه الأمور سجلها الكتاب المقدس في الإنجيل. + ومما هو جدير بالذكر فضلًا عن هذا أن نلاحظ الجزاء الذي لقيه هيرودس بسبب جريمته التي تجاسر على ارتكابها ضد المسيح وسائر الأطفال من نفس السن. لأن الانتقام الإلهي حل به مباشرة ومن دون أقل إبطاء، بينما كان لا يزال حيًا، وجعله يتذوق مقدمًا ما كان مزمعًا أن يلقاه بعد الموت. + ويمكن أن نروي هنا أنه قام بقتل زوجته وأطفاله، وغيرهم من أقرب أقربائه وأعز أصدقائه. + على أن مرض هيرودس ازداد شناعة لأن الله أوقع عليه القصاص بسبب جرائمه. لأن نارًا بطيئة اشتعلت في داخله لم تظهر لمن كان يلمسه بل زادت أحزانه الداخلية. إذ كانت له رغبة ملحة للطعام لم يكن ممكنًا له مقاومتها. وأصيب أيضًا بقروح في الأمعاء وأصيب بصفة خاصة بآلام في القولون كما أصيب بأورام مائية في قدميه. + وقد قال فعلًا أولئك الذين أعطيت لهم قوة العرافة والحكمة لتفسير مثل هذه الحوادث أن الله أوقع هذا القصاص على الملك بسبب شره المستطير وعدم تقواه. + ورغم صراعه ضد آلام كهذه فأنه تشبث بالحياة، وكان يرجو السلامة ودبر خططًا للشفاء. + وهنا ظن أطباؤه أنهم يستطيعون تدفئة كل جسمه بالزيت الدافئ ولكنهم عندما وضعوه في برميل مملوء بالزيت ضعفت عيناه وارتفعتا إلى فوق كعيني شخص ميت. وعندما رفع خدامه أصواتهم صارخين أفاق بسبب الصوت. وإذ يئس أخيرًا من الشفاء أمر بتوزيع خمسين درهمًا على الجند وإعطاء مبالغ كبيرة لقواده وأصدقائه. + وبعد ذلك إذ رجع أتى إلى أريحا حيث تملكته حالة نفسية سوداوية، فدبر ارتكاب عمل فاحش كأنه أراد تحدي الموت نفسه. لأنه جمع من كل مدينة أبرز رجال كل اليهودية، وأمر بأن يغلق عليهم في المكان المسمى بسباق الخيل. ثم أستدعى سالومة أخته من الإسكندرية وزوجها وقال: أنا اعلم أن اليهود سيفرحون بموتي. ولكن قد تنحب على الآخرون ويقام لي جناز رائع أن كنتما مستعدين لإتمام أوامري. عندما أموت فأمرا بأن يحوط الجند بأسرع ما يمكن هؤلاء الرجال المحفوظين الآن تحت الحراسة واقتلاهم لكي تبكي على كل اليهودية وكل بيت حتى رغم أرادتهم ويقال أن سالومه أطلقتهم بعد موته. ثم أنه كان معذبًا بسبب طلبه المستمر للطعام، ومن سعال تشنجي، لدرجة أنه إذ يئس من آلامه فكر في التعجيل على مصيره المحتم، وإذ أخذ تفاحة طلب أيضًا سكينًا، لأنه كان متعودًا تقطيع التفاح وأكله. ثم تلفت حوله ليتأكد من عدم وجود شخص يمنعه، ورفع يمينه كأنه يريد أن يطعن نفسه. وعلاوة على هذه الأمور فقد قتل أبنًا أسمه انتيباتر من أبنائه قبل موته. وقتل الثالث بناء على أمره، وبعد ذلك مباشرة لفظ أنفاسه الأخيرة بالآم مبرحة. هكذا كانت نهاية هيرودس الذي نال قصاصًا عادلًا بسبب قتله أطفال بيت لحم. |
|