|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يخبرنا الأب سيرافيم قصة عن ملاك نزل إلى الأرض بمهمة إيجاد شيء هو الأكثر سروراً لله. قال الله لأحد الملائكة: “انزل إلى الأرض وسافر في كل العالم حيثما تريد… عندك من الوقت ما تريد من غير تحديد. اجلب لي ما يثير في أكبر قدر من الإعجاب مما تراه على الأرض”ـ راح الملاك ينزل من المجد الإلهي حيث يمجّد الله، إلى هذا العلم المليء بالناس الخاطئين… هكذا نحن، كلنا خاطئون… كل مَن يقول أنه بلا خطيئة كاذب!ـ وكان الملاك يعرف أنه كان مكلّفاً بمهمة خاصة… التمييز… “عليّ أن أجلب ما هو الأكثر سروراً لله” وراح يبحث ويبحث، وفي رحلته وصل إلى مكان فيه حرب رجل جريح، في اللحظات الأخيرة من حياته، ينزف القطرة الأخيرة من دمه، تاركاً في البيت أرملة وأطفال يتيتّمون… حمل الملاك قطرة الدم ومضى إلى عند الله. قدم ما معه. نظر الله وقال: “نعم. جميل! هذا شيء رائع! لقد وهب حياته ليدافع عن بلده! إنه بطل! سوف يحصل على إكليل البطل! أرملته وأطفاله اليتامى سوف يبقون في البيت… هذا باهر! لكني طلبتُ منك أن تجلب لي الشيء الأكثر سروراً… إذهب وفتّش عنه!” ـ مضى الراهب، مسافراً إلى هنا وهناك، باحثاً، مفتشاً، مستقصياً. وصل بترحاله إلى مستشفى… كان هناك أمرأة تعاني من مرض معدٍ لا شفاء منه، معزولة في غرفة. لقد أرادت أن تظهر محبتها وحنانها لإنسان مريض بأن تقف إلى جانبه… كانت تعرف أنها قد تُصاب لكنها لم تستطع أن تبقى بعيدة، فمضت إلى هناك، وصارت مريضة إذ التقطت الجرثومة. هي الآن في أواخر لحظات حياتها… رأى الملاك ذلك وقال “أعتقد أن هذا ما يعجب الله!” فمضى ليخبره. “أطّلع أيها الرب!” فأجاب الله “نعم، رائع! رائع! لكن أخبرتك بأن تجلب إليّ أكثر الأشياء أهمية! إذهب. فتّش. إبحث بعمق أكثر. تابع البحثّ! لا تنسَ: اكثر الأشياء أهمية يعجبني، فاجلبه إليّ!”ـ في تنقّله، رأى الملاك لصّاً كبيراً، فركّز عليه… كان هذا اللص قد ارتكب القتل مرات، واغتصب النساء، وقام بعمليات سطو كثيرة… وكان ذلك اللص المشهور، الذي يرعب تلك المنطقة، يتحيّن اللحظة المناسبة ليقترب من بيت منفرد في القرية، حيث تعيش امرأة شابّة وطفل… فانتظر إلى أن حلّ الليل حتّى لا يكشفه أحد. وبعد حلول الليل، نظر عِبر النافذة: كانت الشمعة مضاءة، امرأة مع طفل صغير، رسمت إشارة الصليب على طفلها بعد صلوات كثيرة… كان الطفل ينام على وسادة… فوق رأسه كانت أيقونة والدة الإله مع الطفل يسوع… تابعت الأم صلواتها… ـ للمرة الأولى في حياته، بعد عقود من الخطايا العظيمة القبيحة ، أحسّ بثقل خطاياه، أدرك أن هذا ما كانت أمه تفعله عندما كان طفلاً … كان هناك شمعة… وكانت أمه تصلّي… كم كان سعيداً في تلك الأوقات… ومن هذه الاستعادة، استعرض حياته تمرّ أمام عينيه، مع كل الجرائم التي ارتكبها والخطايا الجسيمة التي اقترفها والنساء والسرقات … ورأى للمرة الأولى… عمل الله في نفسه… ليرى حياته وأعماله وأقواله. هكذا أعانته نعمة الله ليرى نفسه… الآن هو عند النقطة حيث المفتَرَض به أن يدخل، كان عند النافذة، يتأمّل حياته… نزلت دمعة التوبة على خد هذا اللص… التقطها الملاك وقال: “أعتقد أن الرب سوف يعجبه هذا!” ومضى إلى الله وأعطاه ما جلب. قال الله: “نعم! هذا أقصى السعادة عندي! هذه الدمعة…”ـ أترون يا أعزائي أن ما قاله الأب أرساني بوكا هو صحيح؟ قال “إن محبة الله لأكبر الخطأة تفوق إلى ما لا نهاية محبةَ أعظم القديسين لله”ـ أنها المحبة العظيمة التي يكنّها الله لنا نحن الخطأة… لقد ترك وراءه الخراف التسعة والتسعين، والملائكة في السماء الذين يمجدونه بغير انقطاع، وأتى إلينا، نحن الخراف الضالّة، كل الجنس البشري من آدم إلى اليوم، نحن خراف ضالّة.. ـ * |
|