سبب خوف الإنسان الفطري من الحشرات
إن كانت رؤية عنكبوت تُرسل في عمودك الفقري ارتعاشًا قويًا، فأنت لست وحدك! فرهاب العناكب يُعتبر من أكثر أنواع الفوبيا شيوعًا، ويبدو أن هناك إجماع عالمي على النفور من كل الأشياء الزاحفة من الحشرات، بما فيها الصراصير والديدان وما ينتمي إلى هذه العائلة المرعبة!
على الرغم من أن القضاء على هذه الكائنات لا يحتاج أكثر من ضربة واحدة بالقدم لتُصبح في عداد الأموات المسحوقين، إلا أن الغريزة البشرية تُجبرنا على الشعور بالخوف والارتباك وعدم الشعور بالراحة قرب الحشرات مهما كان حجمها.
إذًا، لماذا تُثير الحشرات الرعب للإنسان في كثيرٍ من الأحيان؟
إحدى النظريات في هذا الخصوص تقول أن القلق كان سببًا لبقاء أسلافنا على قيد الحياة في الماضي البعيد أكثر من نظرائهم الجريئين. فالشخص الذي لم يكن يرهبه وضع رأسه في عش النحل أثناء بحثه عن العسل، قد لا يعيش ليروي حكايته المثيرة عن كيفية جمع العسل من داخل الخلية!
من ناحيةٍ أخرى، فإن الأشخاص الحذرين الذي يقتربون من عوامل الخطر بحذرٍ شديد وقلقٍ من التعرض للإصابة، كانت فرصتهم أكبر في البقاء على قيد الحياة.
على مدى ملايين السنين، كان القلق والحذر سببًا في نجاة أسلافنا الأوّلين من الموت، وطوّروا نتيجةً لذلك استعدادًا فطريًا للقلق تجاه النحل والعناكب والكائنات الحية الأخرى التي نُشير إليها بمصطلح “الحشرات”.
الدكتور جيفري لوكوود، عالم الحشرات ومؤلف كتاب “The Infested Mind: Why Humans Fear، Loathe، and Love Insects”، قال: “بالطبع، ليس هناك جين مسؤول عن الخوف. لكن هناك دليل على أننا نميل بشكلٍ خاص إلى ربط محفزات معينة بالخطر في شكل “التعليم الجاهز”، على عكس الطريقة التي نتعلم بها اللغة بسهولة”. ما تفتقر إليه الحشرات بالحجم تعوّضه بأشياء أخرى. فمفاصلها المتعددة تُثير لدينا الفزع والاشمئزاز أحيانًا أخرى. كما أن أحجامهم الصغيرة تسمح لهم بالتسلل إلى أجسادنا ومساحات عيشنا. كما أنهم قادرون على تجنب الضربات من خلال الانزلاق إلى الفتحات الصغيرة وحركتها غير المنتظمة والسريعة، وفي الأحيان الأكثر فزعًا.. الطيران!
كل هذه الأسباب مجتمعة، ولّدت لدى الإنسان الخوف الفطري وجعلته ملازمًا لنا، إن لم يكن الجميع فالغالب منا.