|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
واللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُم، إِلـهًا لَهُم
الخميس من الأسبوع الرابع بعد عيد الصليب وَرأَيتُ سَمَاءً جَدِيدةً وأَرْضًا جَدِيدَة، فَالسَّمَاءُ الأُولَى والأَرْضُ الأُولَى قَدْ زَالَتَا، والبَحْرُ لا يَكُونُ مِنْ بَعْد. والـمَدينَةُ الـمُقَدَّسَةُ الـجَدِيدَةُ رأَيْتُهَا نَازِلَةً مِنَ السَّمَاء، مِنْ عِنْدِ الله، مُهَيَّأَةً كَعَرُوُسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا. وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظيمًا مِنَ العَرْشِ يَقُول: “هُوَذَا مَسْكِنُ اللهِ مَعَ البَشَر، فَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُم، وَهُم يَكُونُونَ شُعُوبًا لَهُ، واللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُم، إِلـهًا لَهُم. وَسيَمْسَحُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِم، والـمَوْتُ لَنْ يَكُونَ مِنْ بَعْد، ولا النَّوْح، ولا الصُّرَاخ، ولا الوَجَعُ يَكونُ مِنْ بَعْد، لأَنَّ الأَشيَاءَ الأُولى قَدْ زَالَتْ!”. وقالَ الـجَالِسُ عَلَى العَرْش: “هَاءَنَذا أَجْعَلُ كُلَّ شَيءٍ جَدِيدًا”. وقال: “أُكْتُبْ! لأَنَّ هـذِهِ الأَقْوَالَ عَدْلٌ وَحقّ!”. وقالَ لي: “لَقَد تَمَّت! أَنَا الأَلِفُ واليَاء، البِدَايَةُ والنِّهَايَة. أَنا أُعْطِي العَطْشَانَ مِن يَنْبُوعِ مَاءِ الـحَيَاةِ مَّجَانًا. أَلظَّافِرُ يَرِثُ كُلَّ هـذَا، وسَأَكُونُ لَهُ إِلـهًا، وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا. أَمَّا الـجُبَنَاءُ والكُفَّار، والأَرْجَاسُ والقَتَلَة، والفُجَّارُ والسَّحَرَة، وعَابِدُو الأَوْثَانِ والكَذَّابُونَ جَمِيعًا، فَنَصِيبُهُم في البُحَيْرَةِ الـمُتَّقِدَةِ بِالنَّارِ والكِبْرِيت، وهـذَا هُوَ الـمَوتُ الثَّاني!”. وأَتَى واحِدٌ مِنَ الـمَلائِكَةِ السَّبعَةِ الـحَامِلينَ الكُؤُوسَ السَّبْعَ الـمَلأَى مِنَ الضَّرَبَاتِ السَّبْعِ الأَخيرَة، وكَلَّمَنِي قائِلاً: “تَعَالَ فَأُرِيكَ الـمَرْأَةَ عَرُوسَةَ الـحَمَل!”. وَنَقَلَنِي بِالرُّوحِ إلى جَبَلٍ عَظِيمٍ عَالٍ، فأَرَانِي الـمَدِينَةَ الـمُقَدَّسَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ، مِنَ عِنْدِ الله، وَلَهَا مَجْدُ الله، ولَـمَعَانُهَا أَشْبَهُ بِحَجَرٍ كَرِيم، كَحَجَرِ اليشْبِ البِلَّورِيّ. وَلَها سُورٌ عَظِيمٌ عالٍ، وَلَهَا اثْنَا عَشَرَ بَابا، وعَلى الأَبْوَابِ اثْنَا عَشَرَ مَلاكًا وأَسْمَاءٌ مَكْتُوبَة، هِيَ أَسْمَاءُ أَسْبَاطِ إِسْرائِيلَ الاثْنَي عَشَر: وسُورُ الـمَدِينَةِ لَهُ اثْنَا عَشَرَ أَسَاسًا، وعَلَيْهَا اثْنَا عَشَر اسْمًا، هيَ أَسْمَاءُ رُسُلِ الـحَمَلِ الاثْنَي عَشَر. قراءات النّهار: رؤيا 21: 1-12، 14 / لوقا 13 : 6 -9 التأمّل: “واللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُم، إِلـهًا لَهُم” ما أجمل سكنى الله بيننا وهو ما نختبره دوماً في سرّ القربان حيث حلّ الله بين النّاس إلى الأبد بكونه يتجدّد يوميّاً في سرّ الإفخارستيا. ربّما اعتاد النّاس على هذا الوجود ولكن، أحد معايير القداسة، هو عيشها على مثال القدّيسين الّذين كانوا لا “يشبعون” من حضور الله! لقد عاشت الكنيسة عبر العصور اختبار حضور الله في الإفخارستيّا وفي الكتاب المقدّس وغرفت منه النعم والبركات. ما يدعونا إليه نصّ اليوم هو عيش هذا الحضور أكثر فأكثر كي نرسّخ أكثر حضور الله فينا وليس معنا وحسب! |
|