|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طُوبَى، مُنْذُ الآن، لِلمَوْتى الَّذينَ يَمُوتُونَ في الرَّبّ
السبت من الأسبوع الثالث بعد عيد الصليب ورَأَيتُ فإِذا الـحَمَلُ واقِفٌ عَلَى جَبَلِ صِهْيُون، ومَعَهُ مِئَةٌ وأَرْبَعَةٌ وأَرْبَعُونَ أَلْفًا، يَحْمِلُونَ اسْمَهُ وَاسْمَ أَبيهِ مَكْتُوبًا عَلى جِبَاهِهِم. وسَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّماءِ كَصَوْتِ مِيَاهٍ غَزِيرَة، وكَصَوْتِ رَعْدٍ عَظِيم، والصَّوْتُ الَّذي سَمِعْتُهُ كَأَنَّهُ صَوْتُ عَازِفِينَ يَعْزِفُونَ عَلَى قِيثَاراتِهِم. وهُمْ يُرنِّمُونَ تَرْنيمةً جَدِيدَةً أَمامَ العَرْشِ وأَمَامَ الأَحْيَاءِ الأَرْبَعَةِ والشُّيُوخ. وَمَا كانَ أَحَدٌ يَسْتَطيعُ أَنْ يَتَعَلَّمَ التَّرْنِيمَةَ إلاَّ الْمِئةَ والأَرْبَعَةَ والأَرْبَعينَ أَلْفًا، الْمُفْتَدَيْنَ مِنَ الأَرْض. هـؤُلاءِ هُمُ الَّذِينَ لَمْ يَتَدنَّسُوا بِنِسَاءٍ لأَنَّهُم أَبْكَار. هـؤُلاءِ هُمُ الَّذِينَ يَتْبَعُونَ الـحَمَلَ أَيْنَمَا يَذْهَب. هـؤُلاءِ افْتُدُوا مِنْ بَيْنِ النَّاسِ بَاكُورةً للهِ ولِلْحَمَل. وَلَمْ يُوجَدْ في فَمِهِمْ كَذِب: إِنَّهُم لا عَيْبَ فِيهِم. وَرَأَيْتُ مَلاكًا آخَرَ طَائِرًا في كَبِدِ السَّمَاء، ومَعَهُ الإنْجِيلُ الأَبَدِيُّ ليُبَشِّرَ بِهِ سُكَّانَ الأَرْض، وكُلَّ أُمَّةٍ وقَبِيلَةٍ ولِسَانٍ وشَعْب، قَائِلاً بِصَوْتٍ عَظِيم: “إتَّقُوا الله، ومَجِّدُوه، لأَنَّ سَاعَةَ دَينُونَتِهِ قَدْ أَتَتْ، واسْجُدُوا لِصَانِعِ السَّمَاءِ والأَرضِ والبَحْرِ ويَنَابِيعِ الـمِيَاه”. وَتَبِعَهُ مَلاكٌ ثَانٍ يَقُول: “سَقَطَتْ، سَقَطَتْ بَابِلُ العَظِيمَة، الَّتي سَقَتْ جَمِيعَ الأُمَم مِنْ خَمْرِ سُخْطِ فُجُورِها”. وَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: “أُكْتُبْ: طُوبَى، مُنْذُ الآن، لِلمَوْتى الَّذينَ يَمُوتُونَ في الرَّبّ! أَجَلْ، يَقُولُ الرُّوح، لِكَي يَستَريْحُوا مِنْ أَتْعَابِهِم، لأَنَّ أَعْمَالَهُم تَتْبَعُهُمْ”. قراءات النّهار: رؤيا ١٤: ١-٨، ١٣ / يوحنا ٥: ٢٤-٣٠ التأمّل: ” طُوبَى، مُنْذُ الآن، لِلمَوْتى الَّذينَ يَمُوتُونَ في الرَّبّ! أَجَلْ، يَقُولُ الرُّوح، لِكَي يَستَريْحُوا مِنْ أَتْعَابِهِم، لأَنَّ أَعْمَالَهُم تَتْبَعُهُمْ”! بعض البدع فهمت هذا النصّ بصورةٍ حرفيّة فحصرت الخلاص بمِئَةٍ وأَرْبَعَةٍ وأَرْبَعينَ أَلْفًا… ولكنّ تقليدنا المسيحيّ علّمنا بأنّه لا حدود لرحمة الله وقد فهم الآباء هذا الرقم على أنّه حاصل ضرب الرقم ١٢ ب ١٢ وبعدها بألف وهو ما يرمز إلى عددٍ لا متناهٍ وكبير جدّاً. الله رحوم وهو يريد خلاص كلّ بنيه وبناته ولكن بملء حريّتهم وإرادتهم كما أكّد مار أغوسطينوس حين كتب: “الله الّذي خلقنا دون إرادتنا لا يستطيع أن يخلّصنا دون إرادته”! |
|