|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عزيزي الله ... هذا جواب أخر أكتبه لك هنا من الأرض ، كنت أود فقط أن أخبرك أن الارض لم تَعُد كما كانت قديما ً ، لم تعد كما رأيتها عندما كنت هنا معنا علي الأرض منذ أكثر من ألفين عام ... لم تعد الارض هادئه مثل بيت لحم تلك البلدة القديمة التي ولِدت فيها ، لم تعد مثل مصر قديماً التي أتيت إليها هاربا ً لتحتمي فيها من عين هيرودس . لم تعد مثل الناصرة ، تلك الضيعة التي تربيت فيها و نشأت بها و انت طفل صغير ، و كنت تعمل بها في تلك الحرفة البسيطه مع هذا الشيخ البار . لم تعد بسيطه و رقيقة مثل الحقول التي كنت تتمشي بينها انت و تلاميذك القديسين ، ولا صارت البحار مكان للخلوة و انطلاق الروح و اللقاء معك مثلما كان الوضع عند بحر طبرية حيث يجتمع الناس ليسمعوا منك عن ملكوت الله . ولم تعد البرية و الجبال هي المأوي و الملاز من صخب العالم ، بل وصل الضجيج الي هناك أيضاً . صار العالم كله مختلفاً عما كنت معنا ، صار أكثر قسوة و عنفاً و شراً و ظلاماً صار العالم يدفعنا الي الصراع في كل شيء حولنا ، صراع من أجل التعليم و صراع من اجل العمل و لقمة العيش و صراع من أجل الحب و الزواج صراع من أجل السكن و تربية الأولاد صراع من أجل التطور المُخيف حولنا صراع من أجل الحياة فقط ..... ليتك كنت هنا في هذة الأيام معنا ... ليتنا نستطيع أن نخرج و نبحث عنك في الحقول أو البرية و نجلس أمامك علي الجبل و نسمعك بقلوبنا، ليتنا ننتظرك عند شاطئ البحر و تأتي إلينا في سفينة بطرس و تعلمنا بفمك الطاهر ، فنترك شباكنا معهم و نتبعك مثلهم . ليتك كنت هنا تمشي بيننا ، تبحث عن الضال و تشفي منكسري القلوب ، تُقيم الساقطين و تنزع عنا كل مرض وكل ضعف . ملحوظة : أعرف أنك تعرف كل هذا ، و لكني فقط كنت أود أن أخبرك بنفسي عن الوضع هنا ، او بالأكثر كنت أشتاق فقط أن أتحدث معك . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
جواب بلا تلعثم أو بكاء، بل بلهجة الواثق برحمة الله |
لكل شكوي جواب عند الله |
جواب |
جنة من جنات الله على الأرض , جنوب ايسلندا |
جواب |