|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
للتّضحية والتّقشّف فروسينا
في عيدها اليوم، تحتفل الكنيسة بعنوانين أساسيّين: التّضحية والتّقشّف. عنوانان رسمتهما طوال حياتها فنالت إكليل القداسة من بابه العريض. ترعرعت فروسينا في كنف عائلة غنيّة وتقيّة، ونذرت العفّة رافضة الزّواج، فأرادت أن تكرّس حياتها من أجل يسوع. ولمّا قرّر أهلها تزويجها، هربت فروسينا من المنزل وتوجّهت إلى الدّير متنكّرة بزيّ رجلٍ. إستقبلها رئيس الدّير، فطلبت منه بدموع أن يقبلها بين رهبانه. تردّد الرئيس في قبولها لمّا رأى نحافة جسمها ونعومة بنيتها. لكنّها ألحّت وتضرّعت إليه أن يختبرها، فرضي الرّئيس بذلك وقبلها، ظنّاً منه أنّها شاب لا يزال في مقتبل العمر. فروسينا، قدّيسة عكست معنى القداسة الحقيقيّ. إختارت الضّعف والجوع من أجل الرّبّ، فحتّى والدها، الذي قادته العناية الإلهيّة إلى ذاك الدّير، لم يعرفها لنُحُول جسمها وتبدّل هيئتها، وكان معجبًا بعظاتها وإيمانها من دون أن يُدرك أنّ من يعظه هي ابنته الأحبّ إلى قلبه. أصيبت فروسينا بالمرض وأشرفت على الموت فأخبرت والدها بحقيقتها، حقيقة أتت متأخّرة إذ لم يكد يقبّلها ويطمئنّ عليها حتّى ماتت مسلّمة نفسها الطّيّبة إلى الرّبّ. قداسة فروسينا لم تقف هنا، فتجربتها ألحقت الخير لعائلتها التي اختارت بدورها السّير على طريق الزّهد خلف ابنتها. باع أهل فروسينا الممتلكات ووزّعوها على الفقراء في الكنائس. والدتها دخلت الدّير، فيما عاش الوالد في قلاية ابنته، وبهذا تكون قداسة فروسينا قد فاضت نعمًا لامتناهية. وعلى خطاها، لنكن في عيدها مثالًا خيّرًا لكلّ من حولنا، نقود الآخرين إلى طريق الرّبّ حيث الغنى المعنويّ الرّوحيّ الدّاخليّ الدّائم الأبديّ، لا الغنى الماديّ الذي سرعان ما ينتهي. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
صورة القديسة فروسينا |